انطلاق المفاوضات برعاية أممية هل يؤشر لوقف الحرب اليمنية؟
حميدي العبدالله
وافقت جميع الأطراف اليمنية على بدء التفاوض على حلّ للأزمة اليمنية، يستند الحلّ إلى قرارات مجلس الأمن ومخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية.
لكن انطلاق المفاوضات التي لا يزال يعرقلها عبد ربه منصور هادي، ومن خلفه حكومة المملكة السعودية، هل تنهي الحرب في اليمن؟
من الواضح أنّ إقفال ملف الحرب في اليمن دونه الكثير من العقبات، ومع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة هذه العقبات وتجارب الرعاية الأممية للمفاوضات في تجارب أخرى يمكن الاستنتاج بوضوح أنّ الحوار بين اليمنيّين لا يعني على الإطلاق أنّ أجل إنهاء الحرب قد اقترب.
من أبرز العقبات التي تواجه وتعرقل التوصل إلى نتائج فورية في الحوار توقف الحرب، أولاً، المطامع السعودية في اليمن، فلا تزال الرياض تصرّ على إنجاز حلّ يفضي إلى حكومة يمنية تعيد ترسيخ النفوذ السعودي في اليمن، ولكن بعد بحر الدماء الحالي من الصعب على غالبية اليمنيين، ولا سيما القوى الفاعلة، وتحديداً حركة أنصار الله الحوثيون والمؤتمر الشعبي جماعة الرئيس علي عبدالله صالح قبول هذا الحلّ، لأنّ قبول عودة النفوذ السعودي، وهيمنة الرموز التي غطت الحرب على اليمن يعني التضحية بالدماء التي هدرت وبالمؤسسات التي تمّ تخريبها، وتحقيق أهداف العدوان على اليمن، وهو ما عجزت الحرب عن تحقيقه، ومن الطبيعي الاستنتاج في هذه الحالة أنّ مثل هذا التنازل لن تقبل به القوى الفاعلة لأنّ ذلك يشكل تهديداً فعلياً لمصداقيتها أمام جمهورها ومؤيديها. ثانياً، حتى لو تمّ التوصل إلى اتفاق يعكس توازن القوى الفعلية في اليمن، ولا سيما في المحافظات الشمالية، اتفاق يعيد تشكيل السلطات اليمنية على هذا الأساس، فإنّ الوضع في المحافظات الجنوبية، وما يترتب عليه من ارتباطات يصعب فصم عراها مع المحافظات الشمالية غير قابل للحلول التي يجري تداولها.
فالحراك الجنوبي لا يقبل أقلّ من انفصال الجنوب عن الشمال وعودة جمهورية اليمن الديمقراطية إلى الوجود مرة أخرى، وتنظيم «القاعدة» لا يقبل أقل من السيطرة الكاملة، بداية على كلّ محافظات الجنوب، ولاحقاً التمدّد إلى المحافظات الشمالية، ويرفض تنظيم «القاعدة» مبدأ الحوار، ومبدأ الحلول السياسية، فضلاً عن أنه غير مدعو أساساً للاشتراك في الحوارات الأخرى.
هذه العقبات الأساسية وغيرها من العقبات، تؤكد أنّ انطلاق الحوار اليمني – اليمني وبرعاية أممية لا يعني بأيّ حال من الأحوال قرب موعد انتهاء الحرب اليمنية.