مصرع 17 لاجئاً غرقا قرب السواحل التركية
دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رئيس هنغاريا يانوش أدير إلى احترام كرامة وحقوق الإنسان خلال معالجة بلاده لقضايا اللاجئين والمهاجرين.
وذكر بيان للمتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن بان كي مون أبلغ الرئيس الهنغاري أثناء لقائهما في نيويورك أنه «يتفهم التحديات التي تواجها المجر في ما يتعلق بقضايا الهجرة واللاجئين، إلا أن على المجر أن تحترم كرامة وحقوق الإنسان خلال معالجتها تلك القضايا».
يذكر أن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوروبان، المعروف بتوجهاته العنصرية المناهضة للمهاجرين، كان قد كتب أوائل الشهر الجاري في صحيفة «فرانكفورت اليجيمين زايتونغ» الألمانية، مقالًة تحريضية ضد اللاجئين السوريين، جاء فيها أن «أوروبا باتت غارقة بلاجئين غالبيتهم مسلمون، الأمر الذي يهدد القيم المسيحية للحضارة الأوروبية».
من جهة أخرى، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس إن العالم انتظر وقتاً أطول من اللازم كي يرد على أزمة اللاجئين التي نجمت عن الحروب في سورية ومناطق أخرى، على رغم أن الدول الغنية فهمت على ما يبدو الآن حجم المشكلة.
ونقل عن غوتيريس بعد مقابلة أجرتها معه وكالة «رويترز» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قوله: «للأسف لا يلاحظ الأغنياء وجود الفقراء إلا بعد أن يدخل الفقراء باحات الأغنياء».
وأضاف المفوض الأممي لشؤون اللاجئين: «لم يكن هناك إدراك في العالم المتقدم لمدى خطورة هذه الأزمة إلا بعد أن شهدنا دخول هذه الحركة الضخمة أوروبا»، مضيفاً لو كان لدينا في الماضي دعم أكبر لتلك الدول في العالم النامي التي تستقبلهم وتحميهم لما حدث هذا».
وكان تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين من سورية والعراق وأفغانستان ومناطق أخرى إلى أوروبا بعد أن تخلى كثيرون منهم عن مخيمات اللاجئين في تركيا أو الأردن أو لبنان أثار خلافاً حاداً بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية استيعابهم.
وفيما أظهرت حكومات مثل ألمانيا ترحيباً أكبر فقد قاومت دول أوروبا الشرقية خططاً لتحديد حصص لتوزيع اللاجئين.
وقال غوتيريس بهذا الصدد إن «اللاجئين يعيشون على نحو أسوأ فأسوأ. لا يسمح لهم بالعمل والغالبية الساحقة منهم تعيش تحت خط الفقر. من الصعب أن يكون لديهم أمل في المستقبل» وشدد على أنه من دون سلام في سورية ومن دون دعم كبير للدول المجاورة «نغامر بحدوث نزوح ضخم» للاجئين من تركيا والأردن ولبنان.
وشكك المفوض الأممي لشؤون اللاجئين أيضاً في بعض التقديرات بما في ذلك تقديرات هنغاريا بأن معظم الذين وصلوا إلى أعتاب أوروبا من البلقان مهاجرون اقتصاديون وليسوا لاجئين يستحقون الحماية. وأكد أن معظمهم لاجئون حقيقيون.
وفي برلين، نفت الحكومة الألمانية ما نشرته مجلة «شبيغل» بأنها تدرس إمكان إعفاء المواطنين السوريين من تقديم وثائق للحصول على وضع لاجئ من دون المرور بجميع الإجراءات البيروقراطية.
وكانت مجلة «شبيغل» أفادت بأن السوريين سيحصلون تلقائياً على تصاريح الإقامة في الأراضي الألمانية لمدة 3 سنوات، وزعمت أن الهدف من ذلك هو تخفيف العمل في هيئة شؤون الهجرة واللاجئين التي عجزت عن التعامل مع تدفق اللاجئين الكبير.
وتواصلت حوادث غرق اللاجئين في طريقهم إلى أوروبا، حيث فارق الحياة 17 شخصاً، أغلبهم سوريون أمس بعد غرق مركب متوسط الحجم كان يقلهم قرب السواحل الجنوبية الغربية لتركيا في بحر إيجة، وتمكن خفر السواحل التركي من انتشال جثث الغرقى، وإنقاذ 20 شخصاً آخر.
وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نحو 2500 لاجئ ومهاجر قضوا نحبهم أو فقد أثرهم منذ بداية العام الحالي في البحر المتوسط أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا.
إلى ذلك، شهدت مدينة «كاتوفيتسه» البولندية مسيرات حاشدة ضد سياسات الحكومة التي يراها المحتجون «موالية للمهاجرين» وما أطلقوا عليه اسم «الفيضان الإسلامي».
وشهدت شوارع المدينة انطلاق أكثر من 25 ألف شخص، احتجاجاً على تدفق اللاجئين من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث قامت منظمة قومية بتنظيم الاحتجاجات فدعت جميع الشباب البولنديين للاشتراك في الفعاليات، بعد صدور قرار من السلطات البولندية بقبول 2000 لاجئ من سورية وشمال أفريقيا بحلول عام 2017.
وقال المنظمون: «منظمة شباب بولندا تعرب عن معارضتها الشديدة للإجراءات التي اتخذتها الحكومة البولندية، لأنها تفعل كل ما تقوله بروكسيل وبرلين مغمضة العينين، ووسائل الإعلام البولندية لا تغطي الوضع بدقة، حيث تقول لنا إن غالبية اللاجئين، الذين هم في الواقع مهاجرون اقتصاديون، من النساء والأطفال، بينما في الحقيقية 75 في المئة منهم من الشباب، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة».
وسار المتظاهرون الغاضبون في الشوارع يحملون الأعلام البولندية ولافتات كتب عليها «بولندا لنا» و «لا للتطرف»، مُلقين اللوم على الحكومة لأنها أدارت ظهرها لاحتياجات الشعب البولندي.
وعلى رغم القرار الذي أثار غضب منظمة الشباب البولندية All Polish Youth، تبدو وارسو مترددة بعض الشيء في قبول لاجئين إضافيين، يمكن أن يفرضوا على بولندا وفق الحصص الإلزامية التي يُصر الاتحاد الأوروبي على تحديدها.
وقال وزير الخارجية البولندي غريغور شيتونا إنه في حين استطاعت البلاد قبول ما يصل إلى 9000 لاجئ جديد أو أكثر في ظل خطة حصص الاتحاد الأوروبي، ولكن يُفضل أن تكون هذه القرارات طوعية لا إلزامية.
وليست هذه المرة الأولى التي يتجمع فيها البولنديون للاحتجاج على السياسات المناصرة للمهاجرين، فقد اجتاحت وارسو موجة من الاحتجاجات منذ وقت ليس بالبعيد، عندما خرج مئات عدة إلى شوارع العاصمة في تموز من هذا العام.
ودمر حريق شب أثناء الليل مأوى سويسريا لطالبي اللجوء من دون وقوع إصابات بين سكانه البالغ عددهم 24 شخصاً والذين فقدوا الآن مسكنهم الموقت، حيث تمكن 14 لاجئ من مغادرة المكان من دون أن تلحق بهم أضرار. وقالت الشرطة إنهم كانوا يقيمون موقتاً في المنشأة التابعة للدفاع المدني. والأمر يرجع الآن إلى البلدية لتحديد أين سيقيمون.
وكافح 70 من رجال الإطفاء الحريق الذي اندلع في كالتبرون بسانت جالن قبل السيطرة على النيران بعد ساعتين. وقال متحدث باسم الشرطة إن الطب الشرعي بدأ تحقيقاً لكن سبب الحريق لم يتضح بعد، وتابع أنه لا يمكن استبعاد أن يكون حريقاً متعمداً أو أي لسبب آخر، مضيفاً أنه لم يتضح بعد أين بدأ الحريق بالضبط.