لاريجاني: سياسات السعودية مبنية علی العداء
أعلن رئیس منظمة الحج والزیارة الإیرانیة سعید أوحدي ارتفاع عدد الضحايا الإیرانیین في حادث منی إلی 155 حاجاً، وأضاف أن عدد المصابین ازداد إلی 103 حجاج، موضحاً أن عدد الحجاج الإیرانیین المفقودین في كارثة منی وصل إلى 321 شخصاً.
وشهد مشعر منی یوم الخمیس الماضي وبالتزامن مع الیوم الأول من عید الأضحی حادثاً مؤسفاً، إذ توفي أكثر من ألفي حاج، وأصیب آلاف آخرون، جراء سوء إدارة وعدم كفاءة القائمین علی الحج في السعودیة.
وفي السياق، حمّل قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، السلطات السعودية مسؤولية التدافع الذي وقع بين الحجاج في منى، وأدى إلى مصرع 769 وإصابة المئات، داعياً السعوديين إلى «الاعتراف بالمسؤولية وعدم التنصل منها بتوجيه الاتهامات للآخرين، والمبادرة للاعتذار من العالم الإسلامي».
وقال الخامنئي، على موقعه الالكتروني على شبكة الإنترنت، إن «للعالم الإسلامي الكثير من التساؤلات بهذا الصدد، وينبغي على حكام السعودية، بدلاً من توجيه الاتهامات للآخرين، الاعتذار من العالم الإسلامي والأسر المفجوعة، وتحمل مسؤوليتهم الجسيمة في هذا الحادث، والعمل بمقتضياتها»، معتبراً «اتهام السعودية للآخرين والتنصل من المسؤولية في وقوع هذه الكارثة، أمراً خاطئاً وإجراءً عقيماً وغير مجدٍ».
من جهة أخرى، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني سوء إدارة السلطات السعودية في حادثة منى، وقال إنه يجب على الحكومة السعودية أن تكون مضيفاً جيداً لحجاج بيت الله الحرام وهي مسؤولة عن الحادث قانونياً وسياسياً وعليها تحمل المسؤولية بهذا الصدد.
وخلال لقائه حشداً من الإيرانيين المقيمين في نيويورك، عزّى الرئيس روحاني بمصرع وإصابة عدد كبير من الحجاج في الحادثين اللذين وقعا في المسجد الحرام ومنى في موسم الحج لهذا العام والذي راح ضحيتهما عدد كبير من الحجاج من ضمنهم الكثير من الحجاج الإيرانيين.
وقال: «إن هذه الأحداث المرة التي وقعت في المسجد الحرام ومنى مؤشر على سوء الإدارة، وينبغي على الحكومة السعودية أن تكون مضيفاً جيداً لحجاج بيت الله الحرام وهي المسؤولة عن حوادث مكة من الناحية القانونية والسياسية وينبغي عليها تحمل المسؤولية»، مؤكداً: «أن حادثة منى كانت مؤلمة لنا كثيراً» وأضاف: «سنتابع القضية من الناحية السياسية والقانونية ومن أجل ضمان حقوق مواطنينا».
من جهة أخرى، قال أمین المجلس الأعلی للأمن القومي الإیراني علي شمخاني، إن أداء الحكومة السعودیة كان ضعیفاً جداً في التخطیط وتنفیذ مناسك الحج وإدارة الأزمة، وإن كارثة منی سوف لن تخفى تحت تأثیر الضجة التي افتعلتها الحكومة السعودیة.
وأشار شمخاني أمس إلی بعض الجذور الأساسیة الإداریة والسیاسیة للسلطة الحاكمة في السعودیة والتي كان لها تأثیر في وقوع هذه الكارثة، وقال: «إن قائد الثورة الإسلامیة وجمیع أبناء الشعب الإیراني یطالبون بالمتابعة الحقیقیة ومن دون أي إهمال لهذه الفاجعة، كما أن الحكومة عبأت كل إمكاناتها لضمان حقوق الضحایا وإعطاء التطمینات بعدم تكرار هذه الحوادث المریرة».
وكان من المقرر أن یتوجه وزیر الثقافة والإرشاد الإسلامي علی رأس وفد إلی السعودیة للاطلاع علی أوضاع الحجاج الإیرانیین إلا أن الحكومة السعودیة امتنعت عن إصدار تأشیرة دخول للوفد الإیراني.
إلى ذلك، ندد رئیس مجلس الشوری الإيراني علي لاریجاني أمس في جلسة البرلمان علی أن السیاسات التي تتبعها السعودیة لیست فی إطار حسن الضیافة بل هي مبنیة علی العداء.
وأضاف بأن كارثة منی تؤلم قلوب جمیع المسلمین والحكومة السعودیة تطلق تصریحات نعتبرها بمثابة رشّ الملح علی الجرح، بدلاً من إبداء أسفها وندامتها. مشیراً إلی أن نواب البرلمان یدرسون الیوم في جلسة مغلقة كارثة منی بحضور وزیر الثقافة علي جنتي ونائب وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والأفریقیة حسین أمیر عبداللهیان.
وشدد المسؤول الإيراني علی أن التقاریر تثبت قصور الحكومة السعودیة في إدارة الموسم إلی جانب تجاهلها تقدیم الخدمات للحجاج بعد حدوث الكارثة، كما نری إطلاق تصریحات غیر مبررة بدلاً من إبداء الندامة، مشیرا إلی أنه یجب علی الریاض أن تعلم بأن توفیر الأرضیات المطلوبة لاستضافة الحجاج وإدارة الموسم وتقدیم الخدمات یعتبر من مسؤولیاتها.
وأعرب لاريجاني عن أسفه إزاء عدم تعاون السعودیة مع المنظمات الإیرانیة لإرسال الوفود إلی البلاد لتهدئة الحجاج والمصابین ویجب علی الریاض أن تعلم بأن هذا التصرف الخاطئ لن یمحو من ذاكرة الإیرانیین والمسلمین.