الاعتداءات «الإسرائيلية» على القنيطرة والمسجد الأقصى
بشرى الفروي
التطورات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة تنعكس سلبياً على «اسرائيل» وحلفائها من الجماعات المسلحة، فهي الآن أصبحت بموقف مهتز بصمود الجيش السوري وقوى المقاومة والدعم الروسي بتشكيل تحالف جديد لمحاربة «الارهاب» بالإضافة الى دعم الجيش السوري بالسلاح المتطور للقيام بذلك.
كل هذه الامور رفعت درجة الإرباك والقلق لدى «إسرائيل» وشكل مأزقاً للقيادة العسكرية «الاسرائيلية»، فهي تعلم ان الرد سيحرج «اسرائيل» التي لا تستطيع ان تتوسع بحرب شاملة ستغرق بنيرانها، وتتحمل تبعاتها ما سيضطرها لتقبل الرد الموجع مهما كان.
هذا القلق دفع رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو للقيام بزيارة موسكو ومحاولة الحصول على ضمانة بأن هذا التحول النوعي في الحضور الروسي والتسليح والحماية للدولة السورية في المستقبل لن يستخدم لشن حرب على «اسرائيل»، وخصوصاً ان سورية الداعم الاول لحزب الله فما يصل الى يد الجيش السوري يعرف «الاسرائيلي» بأنه أصبح بيد حزب الله .
عدم قدرة «الاسرائيلي» على القيام بحرب والتخوف من وقوعها يدفعها للقيام بغارات على مواقع الجيش السوري بحجة الرد على صواريخ مجهولة المصدر وذلك لحفظ ماء وجهها ومعرفة مقدار الرد من قبل الجيش السوري وحلفائه والعجز «الاسرائيلي» تمثل برد محدود على مواقع حدودية من جبهة الجولان.
المشهد ذاته يتكرر مرة أخرى في الجنوب السوري، من غارات صهيونية على مواقع سورية في القنيطرة تزامناً مع انتصارات
الجيش السوري والمقاومة، فقد قام العدو «الإسرائيلي» باستهداف مواقع للجيش السوري في القنيطرة أول من امس وذلك على خلفية سقوط قذيفة «هاون» في الشطر الخاضع لسيطرة الاحتلال «الاسرائيلي» من هضبة الجولان بحسب الادعاء «الاسرائيلي» .
«الاسرائيلي» يسعى الى الحصول على ضمانات بعدم قيام رد من قبل الجيش السوري او من القوى الحليفة له توصل الى حرب غير محسوبة النتائج وغير مضمونة العواقب وبخاصة في ظل التصعيد «الاسرائيلي» في القدس المحتلة الذي بات يوضح معالم مخطط الاحتلال والذي بدا يدخل حيز التنفيذ وهذا ما أكد عليه سماحة السيد حسن نصر الله «ان الخطر الذي نتوقعه للمسجد الأقصى هو الهدم لإقامة ما يسمونه الهيكل، ولكن هم يعرفون ان الموقف اليوم صعب ولذلك يسيرون ببطء ككسر هيبة وحرمة المسجد وصولاً للتقسيم المكاني والزماني.
حزب الله لن يقف مكتوف الايدي جراء ما يحصل في المسجد الأقصى، فهو سيكون المدافع الأول وهذا ما أشار اليه السيد بقوله على ان حزب الله سيكون جزءاً من اي حراك حقيقي يحمي المسجد الأقصى من الهدم بمواجهة اي تهديد يلحق به. فقد شهد المسجد الأقصى خلال الأيام الماضية اقتحامات عسكرية متكررة من قبل الاحتلال ومواصلته الاعتداء على المعتكفين داخله مستخدماً الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية فضلاً عن آلية مدرعة تستخدم للمرة الأولى من العام 1967 حين احتلت القدس وذلك لتأمين اقتحامات المستوطنين في إطار يعرف بعيد «العرش اليهودي»…
المستوطنون وجهوا دعوات لأداء صلوات تلمودية أمام باب السلسلة واقتحام قبلة المسلمين الاولى، في المقابل أصدرت قيادات فلسطينية دعوات للنفير العام والرباط داخل المسجد لمواجهة هجمات المستوطنين. عشرات المقدسيين لبوا دعوات النفير العام حيث اقفلوا مداخل المسجد بقضبان حديدية وخشبية وخزنوا في الوقت نفسه ما استطاعت ان تحمله ايديهم من الحجارة استعداداً لأي مواجهات قادمة مع المستوطنين وقوات الاحتلال.
يرى متابعون ان الانتهاكات «الإسرائيلية» للأقصى هي عدوان مخطط وممنهج يقع ضمن خطة محكمة وضعت منذ زمن بعيد، وما اليوم الحديث عن تقسيم مكاني وزماني للأقصى سوى حديث عن مرحلة انتقالية ستنتهي بالهدم إن تمكنت «إسرائيل» فعل ذلك، ولكن العين «الاسرائيلية» ترى الخطر الأكبر لا يزال من الجبهة الشمالية وتقرأ جيداً كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فالمسجد الاقصى خط احمر يشعل حرباً لن تكون جبهة المقاومة الا جزءاً منها، وان هذا الأمر يغير معادلات المنطقة ونحن جزء من هذه المنطقة وجزء من هذه الأمة.