شهيب من الرابية: الوضع لم يعد يحتمل ويجب تنفيذ الخطة خلال أيام

واصل وزير الزراعة أكرم شهيب جولته على القيادات السياسية سعياً الى تذليل العقبات التي تعترض تنفيذ خطته لمعالجة أزمة النفايات متمنياً بدء التنفيذ خلال أيام لا أسابيع «لأن الوضع لا يحتمل التأخير، وعلى الدولة ان تحسم أمرها»، فيما اعتبرت هيئات المجتمع المدني ان خطة شهيب غير قابلة للتنفيذ مقدمة رؤيتها الخاصة للحل، وهي وجوب عدم ضغط النفايات لدى نقلها فيصبح إمكان تدوير 35 في المئة منها وعمليات التسبيخ تصبح أكثر سهولة.

زيارة الرابية

وكان الوزير شهيب زار رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في الرابية بحضور رئيسي اتحادي بلديات جزين خليل حرفوش والشحار وليد العريضي ورئيس لجنة البيئة في التيار الوطني الحر لطف الله الحاج.

وتمنى شهيب بعد اللقاء أن «يبدأ تنفيذ الخطة خلال أيام لا اسابيع لأن الوضع لا يحتمل التأخير، وعلى الدولة ان تحسم أمرها»، مشيراً الى أنه يجري اتصالات لتذليل العقبات التي تحول دون تطبيقها حتى اللحظة.

ولفت إلى انه «حاضر لمناقشة الطروحات والمتطلبات والبدائل العلمية والبيئية»، معتبراً في الوقت عينه أن «جزءاً من الحراك المدني يريد التمترس خلف النفايات من أجل أهداف سياسية». وأكد شهيب ان «الحل لن يكون إلا بيئياً علمياً بامتياز وليس له أي بعد سياسي أو مناطقي او طائفي».

وأشار إلى أن عملية نقل النفايات «ستكون إلى موقعين جديدين هما اليوم مكبان، ونحن نريد ان نجعل منهما مطامر صحية حتى ولو لم تسر الخطة اي في سرار في عكار، حيث بدأ العمل في تحويل المكب الى مطمر صحي ستستفيد منه المنطقة في المستقبل».

وقال: «أما في موضوع المنطقة الحدودية بيننا وبين سورية، فهو بعيد عن المصادر المائية والدراسات أثبتت ذلك، انما اذا كان الرفض من أجل الرفض فلا يستطيع البلد أن يتحمل كل ذلك».

وأضاف: «هذا كان كلامنا مع العماد عون والفريق المرافق. كان متفهماً وأؤكد انه من اليوم الأول لاجتماع لجنة البيئة النيابية ونواب تكتل الاصلاح والتغيير ناقشوا الموضوع وأيدوه، والزميل غسان مخيبر أعطانا نصائح وافكاراً عديدة أخذنا بها. التحرك البيئي أعطانا أفكاراً كثيرة أخذنا بها، وإذا كان هناك المزيد من النصائح العلمية والبيئية فمكتبي مفتوح وأنا حاضر لكل نقاش تحت سقف العلم والواقعية».

ورداً على سؤال أعلن أن «العمل بدأ بمطمر سرار. أما المطمر في المصنع فيحتاج إلى بعض الوقت لتأهيله والخرائط جاهزة، وهناك اتصالات سنتابعها مع أفرقاء نحترمهم لديهم اعتراضات. كما أن وزير الداخلية يقوم باتصالاته».

في غضون ذلك، أعلن رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان انه لا يجوز مقاربة خطة اللجنة الفنية التي يرأسها الوزير شهيب إلا على قاعدة المصلحة الوطنية العامة، وقال: «يحق للجميع طرح البدائل والحلول التقنية وهو نقاش علمي مفتوح»، معتبراً «أن خطة اللجنة التقنية يجب أن تكون مقبولة طالما أن لا بدائل أخرى، وهي المخرج الوحيد لتاريخه ومشروطة بمساهمة كل اللبنانيين بتنفيذها في الوقت نفسه تلاقياً مع المصلحة العليا. لذلك لا ضير في فتح مطمر الناعمة لفترة سبعة أيام كحل موقت بما يتلائم مع موقف البلديات المعنية مباشرة بالموضوع، مع الإشارة الى ان المعترضين على الفتح هم صرخة ضمير صادقة وجب متابعة الحوار معهم، وتلقف اي حلول إيجابية قد يطرحونها».

ومساء عقد اجتماع بدعوة من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، في مقر الاتحاد، حضره نواب بيروت جان أوغاسبيان، عمار الحوري، عماد الحوت ممثلا بالمحامي باسم الحوت، ورئيس المجلس البلدي الدكتور بلال حمد، ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية المهندس أمين محمد الداعوق وجمعيات وفاعليات بيروتية. وأعلن المجتمعون تأييدهم لخطة الحكومة في شأن النفايات.

خطة بديلة

في المقابل، قدمت هيئات المجتمع المدني رؤيتها الخاصة للحل، وذلك، خلال مؤتمر صحافي عقدته هيئات المجتمع المدني في مقر «المفكرة القانونية» وحضره الوزير السابق شربل نحاس وممثلون عن حملة «طلعت ريحتكم» و«حملة اقفال مطمر الناعمة».

وتلا الخبير البيئي بول أبي راشد بياناً باسم الهيئات أعلن فيه التمسك بمطلب استقالة وزير البيئة محمد المشنوق «لتقاعسه عن أداء مهماته»، داعياً إلى «تحرير أموال البلديات لتتسلم أعمال الكنس والجمع، والى رفع يد مجلس الإنماء والإعمار عن ملف النفايات». ولفت إلى أن «خطة شهيب المفتقدة أصلاً للعديد من مطالب الإصلاح، لم يتم تضمينها كملحق في قرار مجلس الوزراء».

وإذ رأى أن لبنان ينقصه معامل للفرز، معتبراً ان المعامل الموجودة كافية إذا عملت بضعف طاقته، طالب بتكريس مبدأ الفرز من المصدر وفرض روزنامة للمّ النفايات وفق نوعها، داعياً إلى إصدار قرار بمنع استخدام شاحنات كابسة للنفايات ومنع التعاقد مع أي مشغّل يستخدمها، ومشدداً على ضرورة معالجة كل النفايات التي طمرت في شكل غير صحي واعتماد نظام خاص لعلاج النفايات المتخمّرة بدلاً من طمرها.

وأوضح أن «الخطة البديلة لمعالجة أزمة النفايات هي وجوب عدم ضغط النفايات لدى نقلها فيصبح إمكان تدوير 35 في المئة منها وعمليات التسبيخ تصبح أكثر سهولة متى كانت خالية من المعادن».

وفيما شدد على رفض التعاون مع شركة «سوكلين» ليوم واحد، أكد أن من الممكن البدء بخطة الهيئات اليوم مؤكداً أن خطة شهيب غبر قابلة للتنفيذ الآن.

«غرين غلوب» ترد

وردت جمعية «غرين غلوب» على خطة الهيئات وأوضحت في بيان، أن مجموعة القرار في الحملة المدنية «لم تقدم أي جديد، بل كررت الكثير من الأفكار التي طرحتها جمعية غرين غلوب في الخطة الوطنية لحل الأزمة في الاجتماع الأول الذي التقت فيه الجمعيات البيئية بالوزير أكرم شهيب بحضور تجمع بيئي يمثل «مجموعة القرار» في الحملة، والذي لم تشمل خطته بعض الأفكار التي تم اكتشافها أخيراً». وجددت الجمعية دعمها خطة الوزير شهيب «بعد التزامه بالفرز وبإعادة التدوير في المرحلة الانتقالية للخطة، وبرفض المحارق وإيجاد الحلول الخاصة للنفايات الخطرة».

من جهتها، أعلنت الجامعة الأميركية في بيروت أن «ستين أستاذاً بالإضافة إلى ستة عشر موظفاً وطالباً شكلوا فريق عمل على المستوى الجامعي بهدف معالجة أزمة النفايات، بعدما تراكمت النفايات في شوارع وضفاف أنهر بيروت وجبل لبنان نتيجة إغلاق مطمر الناعمة ومع غياب خطة لدى الحكومة، في ما يعتبر اليوم أسوأ أزمة نفايات في تاريخ لبنان».

وأوضح البيان أن الفريق يجتمع دورياً لتقويم الأزمة وحلولها، وهو يخطط لمؤتمر صحافي في 29 تشرين الأول المقبل، لعرض نتائج أعماله.

قطع طريق الفنار

إلى ذلك، قطع أهالي الفنار أمس، الطريق المؤدية إلى أرض تستخدمها البلدية مكباً للنفايات، مطالبين بإيجاد حل لهذه الأزمة.

اعتداء على حملة «عكار منا مزبلة»

من جهتهم، اعلن ناشطون من حملة «عكار منا مزبلة» أن عدداً منهم تعرّض لاعتداء من رجال تابعين لمالك مكبّ سرار، أثناء قيامهم بجولة في بلدة شيرحميرين- سهل عكّار، وتصويرهم للمكبّ والأضرار الّتي يلحقها بالبلدة. كما تمّ سلبهم كاميرا وهواتفهم الجوّالة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى