وفد برلمانيّ فرنسي يزور سورية
أكّد رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام خلال لقائه وفد النواب والإعلاميين الفرنسيين الذي يزور سورية، أنه آن الأوان للاعتراف بفشل السياسات الغربية وطريقة تعاطيها مع قضية الإرهاب التكفيري، الذي يجتاح دول المنطقة. مشدّداً على دور البرلمانيين في تصويب المسارات السياسية التي تنتهجها بعض الدول ضدّ سورية، وتصحيح المواقف الخاطئة التي تصبّ في خدمة الإرهابيين والقَتَلة المتطرّفين.
وأشار اللحام إلى أنّ سورية كانت على مرّ التاريخ وستبقى موطناً للتمازج الحضاري والتفاعل الإنساني بين مختلف الاثنيات ومعتنقي الديانات، ومثالاً للعيش المشترك والتسامح والتعاون بين مختلف المكوّنات. مثمّناً زيارة الوفد وجهوده للاطّلاع على الأوضاع في سورية عن كثب، من خلال أهلها ومواطنيها الصامدين في وجه الإرهاب والقتل والتدمير، والمتمسكين بدولتهم وأرضهم على رغم الصعوبات.
من ناحيته، أعرب رئيس «مجموعة الصداقة السورية ـ الفرنسية» النائب جيرار بابت رئيس الوفد، عن إعجابه بصمود الشعب السوري وإصراره على إعادة تأهيل المدارس والبنى التحتية المتضرّرة بفعل الإرهاب، وأضاف: إن جميع الأفكار والملاحظات التي شاهدناها واستمعنا إليها خلال الزيارة، سننقلها إلى الشخصيات الدينية والعلمية والاجتماعية في فرنسا.
إلى ذلك، التقى أعضاء الوفد الفرنسي مع أعضاء لجنتي الشؤون العربية والخارجية والمصالحة الوطنية في مجلس الشعب واستمع منهم إلى شرح حول الواقعين الاجتماعي والاقتصادي الراهن في ظلّ ظروف الحرب الإرهابية التي يتعرض لها الشعب السوري.
كما أكّد وزير الصحة السوري الدكتور نزار يازجي خلال لقائه الوفد، أن الوزارة تبذل جهوداً استثنائية لتأمين الخدمات الطبية وإيصالها إلى محتاجيها، وضمان وصول اللقاحات إلى المناطق كافة.
وقدّم يازجي عرضاً عن حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع الصحي نتيجة استهداف الإرهابيين مؤسساته. لافتاً إلى أن الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الشعب السوري أثّر سلباً على القطاع الصحي.
بدوره، أكد بابت أن زيارة الوفد ذات طابع إنساني، وتأتي تعبيراً عن التضامن مع الشعب السوري والتعرّف إلى احتياجاته وسبل تأمينها بالتعاون مع جمعيات المجتمع الأهلي.
وكان وفد النواب الفرنسيين الذي يضمّ إضافة إلى بابت كلّاً من النائب جيروم لامبير وعضو البرلمان الأوروبي كريستيان أوتين، قد وصل إلى سورية يوم السبت الماضي، وبدأ زيارته باللاذقية.
ثم زار الوفد مدينة حمص حيث اطّلع على مواقع أثرية وتاريخية فيها، والدمار الذي لحق بها من جرّاء الاعتداءات الإرهابية. وأكد بابت ضرورة تكريس جهود قادة العالم من أجل عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم، ومحاربة القوى الهمجية. معرباً عن أمله بعودة الأمن إلى سورية وبدء عملية إعادة الإعمار فيها.
وأشار إلى أن الغاية من الزيارة التضامن مع الشعب السوري وتشكيل صورة موضوعية وحقيقية عن الأوضاع في سورية. منوّهاً بالجهود التي بُذلت من قبل السلطات المحلية في خصوص عمليات إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى معظم أحياء المدينة.
من جانبه، قدّم محافظ حمص طلال البرازي عرضاً عن واقع المدينة وتميّز نسيجها الاجتماعي المتنوّع الذي كان من أسباب استهدافها من قبل التنظيمات الإرهابية.