طلاب وإعلاميون خلال زيارتهم معلولا وصيدنايا: نستنكر الأعمال الإرهابية التي لحقت بدير مار تقلا

سفيرة اسماعيل

على هامش أعمال المؤتمر الدولي للشباب الذي نظّمته جمعية «خطوة» تحت عنوان «خطوة من أجل سورية»، زار الطلاب والإعلاميون المشاركون في المؤتمر بلدتَي معلولا وصيدنايا في ريف دمشق، للوقوف عن كثب على الأعمال الإجرامية التي نفّذتها التنظيمات الإرهابية المسلحة في دير القديسة مار تقلا في بلدة معلولا منخراب، وتدمير طاول كل شيء.

تجوّل الوفد القادم من 39 دولة في دير مار تقلا وعدد من الأماكن الدينية والسياحية في معلولا، وعبّروا عن حزنهم وأسفهم لما شاهدوه من آثار دمار ونهب وخراب في الدير من جرّاء اعتداءات التنظيمات الإرهابية المسلحة. مؤكدين أن ما شاهدوه في سورية مخالف لما كانت تبثه بعض الوسائل الإعلامية، وأنهم سيعملون على نشر الحقائق كما هي على الأرض.

وأكد أعضاء الوفد أن من الواجب على الجميع العمل لوقف ما يجري في سورية من تخريب للحضارة والتراث الانساني، ووقف مدّ التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح، والعمل على مساعدة الشعب السوري للخروج من الأزمة.

وقال بورا شيلك، رئيس الاتحاد الطلبة الثانويين في تركيا: جئنا مع اتحاد الشباب التركي للتضامن مع الشعب السوري وللتعبير عن محبتنا لسورية قيادة وشعباً. مضيفا أن الإرهاب الذي لحق بدير مار تقلا يؤكد مدى تخلف هؤلاء الإرهابيين الذين يقومون بتخريب الحضارة والتاريخ في سورية.

وأكد شيلك أن من قاموا بهذه الأعمال ليسوا بشراً. مبيّناً أنّ هؤلاء الشباب جاؤوا إلى سورية للتعبير عن رفضهم ما يجري فيها، وللقيام بما يجب تجاه هذا البلد لوقف هذا الإرهاب.

إلى ذلك، عبّر أحد الشباب القادمين من إيطاليا عن حزنه الكبير لما شاهده من دمار في دير مار تقلا والمدينة القديمة في معلولا. مؤكداً أنه سيعمل عندما يعود إلى بلده لتبيان الحقيقة عما يجري في سورية وكشف مدى الكذب والتزييف الذي استخدمه الإعلام على مستوى العالم لحجب الحقائق عن الرأي العام. وقال: إن ما شاهدته في سورية يؤكد أن الهدف من هذا الإرهاب طمس حضارة بلد وشعب يمتد آلاف السنين في التاريخ.

من جهته، أكّد آرتور إيرلان، الصحافي في موقع إلكتروني في فرنسا، أهمية زيارته إلى سورية ليرى عن قرب ما يجري فيها بعيداً عن التضليل والكذب، وذلك من خلال زيارة عددٍ من الأماكن المهمة لا سيما مدينتَي معلولا وصيدنايا. ومشاهدة حجم التخريب الذي لحق بدير مار تقلا نتيجة الأعمال الإرهابية. لافتاً إلى أنه لدى عودته إلى فرنسا سيشرح للناس هناك عن الواقع المختلف عما يُنشَر، فسينقل ما شاهده بأم عينيه، وسيعمل لتغيير الصورة المرسومة عن سورية في أذهان الفرنسيين.

ودعا إيرلان إلى ضرورة مساعدة المجتمع السوري ليتمكن من الخروج من الأزمة التي يعيش فيها. مؤكداً أن الحزن الذي اعتراه لدى رؤيته ما حلّ بهذا البلد وبشعبه كبير جدّاً.

إلى ذلك، قدّم مدير آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود شرحاً عن بناء دير مار تقلا وسبب تسميته بهذا الاسم. وأشار إلى أنه لدى دخول الإرهابيين مدينة معلولا الأثرية التي بنيت منذ 15 ألف سنة، دمّروا كل شيء فيها وخرّبوا الأديرة والكنائس في البلدة وحرقوا ضريح القديسة تقلا، ودمّروا كل المقتنيات الأثرية والأيقونات الثمينة والأجراس والتي يصل عمرها إلى آلاف السنين.

بدوره، أوضح الدكتور جوزف سعاده عضو مجلس مدينة معلولا أن الإرهابيين دخلوا البلدة في الأول من كانون الأول 2013 وهاجموا البلدة القديمة وخطفوا الراهبات وقاموا بحرق الكنيسة وسرقة كل المقتنيات والأيقونات الأثرية والأجراس وكسروا جميع الصلبان، إضافة الى حرق مقام القديسة بكل موجوداته.

من جهته، أوضح المهندس الياس هلال المشرف على أعمال الترميم والإصلاح في دير مار تقلا، أنّ أعمال الترميم في الدير مستمرة، واصفاً حجم التخريب الذي ألحقته التنظيمات الارهابية المسلحة بالدير بالكبير جداً. لهذا، يحتاج إلى وقت طويل للإصلاح وإعادته الى ما كان عليه.

وأشار هلال إلى أنهم باشروا حالياً بترميم سكن الراهبات والأقسام الملحقة فيه لإعادة الحياة الى الدير الذي يضم 75 غرفة إضافة الى الكنائس والمقام والميتم. لافتاً إلى أن الترميم يتطلب أرقاماً كبيرة. ومؤكداً أن عمليات الترميم تتم بكوادر محلية من مدينة معلولا وأن الدولة تقوم بتسهيل أعمال الترميم من خلال المتابعة الحثيثة من قبل محافظ ريف دمشق. متوقعاً أن تنتهي أعمال الترميم في منتصف العام 2016.

وخلال لقائها الطلاب والإعلاميين، تمنّت الأم فبرونيا نبهان رئيسة دير سيدة صيدنايا، عودة الأمن والسلام إلى سورية لأنها أمّ الجميع. ويجب المحافظة عليها. واصفة كل من يقوم بالقتل وسفك الدماء بأنه بعيد عن الله.

وحول زيارة الوفد، قال الدكتور ريمون هلال رئيس جمعية «خطوة» وأحد منظّمي الزيارة، أنه من خلال التواصل مع الشباب المثقفين الواعين خارج سورية، وجدنا أن هناك أسئلة كثيرة تدور في أذهان كثيرين ولا يمكن الاجابة عنها عبر الانترنت. لهذا، نُظّم هذا اللقاء الذي حرصنا على ان يضم مختلف الشباب من جميع أنحاء العالم: أميركا، وأميركا الجنوبية، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، وهولندا، وروسيا، وإيران، وتركيا، وكوريا الديمقراطية. إضافة إلى عددٍ من الدول العربية.

وأكد هلال أن كل مجموعة من الشباب تمثل منظمة أو جامعة معينة، ولديها أسبابها لقدومها. والشباب مثقفون في غالبيتهم، وكانوا خلال المؤتمر الذي عقد مؤخراً، في بث حي ومباشر مع مؤسساتهم التي ينتمون إليها. مبيّناً أن الهدف من عقد هذا اللقاء نقل صورة صحيحة وواقعية ضمن أجواء حرة وديمقراطية من خلال إجراء حوار شباب سوري مع شباب غربي حول مختلف القضايا التي تهمنا وتهمهم في الوقت نفسه. لهذا كان اسم الفعالية «خطوة من أجل سورية».

ولفت هلال إلى أن الجميع دُهشوا من خلال الزيارات التي قاموا بها في سورية لما شاهدوه. إذ كانت لديهم انطباعات مختلفة تماماً عمّا يجري في الواقع.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى