لو كنت سعوديا لقلقت جداً… وأكثر من جداً
سامي كليب
أن يموت أو يُفقد نحو 500 حاج إيراني على أرض السعودية وسط تدهور العلاقة السعودية ـ الإيرانية إلى أدنى مستواها هذه الأيام، فأنا لو كنت مكان السلطات السعودية، لشعرت بالقلق. وأن تتم معالجة الأمر بتصريحات تزيد الأمر إبهاماً، سأشعر أيضاً بالقلق خصوصاً أن مرشد الثورة السيد علي خامنئي أشعل أمس الضوء الأحمر. لعل بين الإيرانيين أناس آخرون بأهمية السفير المفقود غضنفر ركن أبادي أو أكثر أهمية…
لكني لو كنت مكان السعودية، للجأت إلى الحكمة في هكذا نوع من الكارث، ودعيت مباشرة إلى تشكيل لجنة تحقيق سعودية ـ إيرانية. وشرحت بالضبط ما حصل، وحاكمت فوراً المسؤولين عن الكارثة. لعل هذا كان خفّف أولاً الغضب الإيراني، وثانياً فتح المجال أمام ترطيب علاقات متدهورة، وثالثاً أعطى صورة إيجابية عن العهد السعودي الجديد الذي بدأ مسيرته بكارثة الحرب على اليمن وبكوارث التدخل في سورية.
السعودية في وضع لا تحسد عليه. هي ترى بأم العين أن الغرب تقارب جداً مع إيران بعد الاتفاق. ما عاد الإيرانيون قادرين على صد هجمات المستثمرين والشركات والسياح وطالبي الصفح. وهي ترى بأم العين كيف أن أميركا والغرب الأطلسي ومعه تركيا ومصر ودول عربية وبعض فريق 14 آذار المحسوب على السعودية في لبنان، عادوا يبحثون عن طريق لفتح الأبواب علانية مع القيادة السورية برئاسة بشار الأسد، بعدما فتح الكثير منهم أبواباً في الظل وتحت الطاولات منذ فترة طويلة. لو كنت مكان السعودية لقلقت…
… لو كنت مكان السعودية لقلقت. ففي أوج وهن العراق وسورية وإيران لم تستطع السعودية إسقاط الأسد «بعملية عسكرية ولا سياسية» خلافا لما يصر وزير خارجيتها عادل الجبير على القول حتى اليوم وهو يشاهد بأم العين أن حلفاءه الدوليين غيروا رأيهم.
ولو أضيف إلى ذلك فشل «الاستنهاض العربي» الذي نشدته السعودية من «عاصفة الحزم» حيث انتهى إلى تدمير جزء كبير من اليمن وبناء أحقاد كثيرة مكان الدمار، ووصول القتال الى الداخل السعودي، فإن الأمر قد يصبح كارثة أكبر لو قررت السعودية فعلاً احتلال صعدة والتقدم نحو صنعاء، ناهيك عن مليارات الدولارت التي تصرف الآن لحرب اليمن التي لن تصفي عرقياً الحوثيين، ولن تسمح بقيام نظام مستقر إذا لم يكن للحوثيين دور كبير فيه.
ماذا تفعل الآن؟
لو كنت مكان السعودية، أسارع إلى حل الموضوع مع إيران وفتح أبواب التفاهم عبر لجنة تحقيق جدية. فهي ستضطر للقبول بتحقيق خارجي مهما حصل. أو أسارع إلى إيجاد مخرج إقليمي ودولي يرضي إيران من دون أن تكون مصافحة بين الجانبين. وفي كل الأحوال فإن السعودية التي بات الإرهاب يضربها في الداخل، وما يُعلن هو جزء بسيط مما لا يُعلن، ستضطر لدفع ثمن مقتل الحجاج الإيرانيين في مكان آخر، أي في سورية.
أعتقد أن السعودية بعد هذه القضية الغامضة لمقتل الحجاج، والتي أظن أنها ستكشف عن مفاجآت خطيرة لو حصلت تحقيقات جدية، لن تكون قادرة على التصرف في ملفي سورية واليمن بعد هذه الكارثة الإنسانية في جبل منى، كما كانت تتصرف قبلها.
ربما البوابة السورية، تحمل شيئاً من تهدئة الخواطر. ما لم تفعل الرياض، فأنا لو كنت مكان القيادة السعودية أشعر بقلق كبير، لا بل وكبير جداً هذه الأيام، لأن في الأمر كرامة إيرانية لا يمكن لخامنئي أن يدعها تُداس.
أمام هذا المشهد، لو كنت مكان الملك سلمان، لشعرت بقلق أكبر من المعتاد. الحمدلله أني لست مكانه.
«فايسبوك» يتعاون مع الأمم المُتحدة لتوفير الإنترنت في مخيمات اللاجئين
أعلن موقع «فايسبوك» بدء تعاونه مع مُنظمة الأمم المُتحدة لتوفير الإنترنت داخل مُخيّمات اللاجئين السوريين لتسهيل عملية التواصل. وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع «فايسبوك»، مارك زوكربيرغ إن «الإنترنت ليس مُجرد شبكات بين الأجهزة، بل هو المُحرك الأساسي للحياة الاجتماعية والاقتصادية في وقتنا الحالي».
واختتم تصريحه بقوله إن «تسجيل إعجاب أو نشر مُشاركة لن يوقف دبابة حربية أو رصاصة، لكن عندما يكون العالم مُتصلاً، يُمكن نشر الوعي وإيصال الصورة على حقيقتها بشكل أوضح».
ويعمل موقع «فايسبوك» على مشاريع لإيصال الإنترنت إلى المناطق التي لا يصلها الإنترنت حول العالم، حيث يعتقد مارك أن وصول الإنترنت إلى مناطق جديدة من شأنه توفير 140 مليون فرصة عمل في تلك المناطق، وهذا بدوره سوف يُغيّر حياة أكثر من 160 مليون شخص يعيشون بفقر شديد. يُذكر أن موقع «فايسبوك» نجح في شهر آذار من العام الحالي في أول تجربة أجراها على طائرات من دون طيار، والتي المنتظر أن تساهم في توصيل الإنترنت للأماكن النائية من العالم لمصلحة مبادرة إنترنت دوت أورج Internet.org .