ورشة تنظيمية لـ«فتح» والمصالحات بعيدة
حسين حمّود
بالرغم من استقرار الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة وانعكاس هذا المناخ على بقية المخيمات الفلسطينية، لا يزال موضوع المصالحات بين الفصائل المتقاتلة، ولا سيما بين حركة «فتح» و«الجماعات الإسلامية»، عالقاً، الأمر الذي يبقي النار تحت الرماد والتي قد تشتعل في ايّ لحظة.
ومتابعة لهذا الوضع تعقد اللجنة «اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا» اجتماعاً غداً الخميس في عين الحلوة يحضره أيضاً ممثلون عن تنظيم «الشباب المسلم» وقوى إسلامية أخرى، علماً أنّ آخر اجتماع بين هذه الأطراف عُقد يوم الأربعاء الماضي في مجمع منصور عزام في المخيم، وهو الأول بعد الاشتباكات الأخيرة، لكن استبعد منه من أسرفوا في القتل، بحسب مصادر فلسطينية شاركت في الاجتماع.
المصادر التي عزت أسباب الاشتباكات إلى «أجندات خارجية» لها علاقة بالأوضاع في المنطقة، لم تستبعد حصول انتكاسات أمنية جديدة في المخيم، تكون بمثابة رسائل أمنية وسياسية من الجهات المتطرفة المرتبطة بقوى إقليمية، إلى الفصائل الأخرى التي تتبنّى سياسات مختلفة.
وبشأن المصالحات العالقة، أوضحت المصادر أنّ تأخرها هو بسبب الدعاوى المرفوعة من أشخاص تضرّروا في الاشتباكات وتقف وراءهم تنظيمات تمنعهم من التنازل عنها لكن اللجان الفلسطينية تبذل جهوداً لإغلاق هذه الملفات من أجل تخفيف التشنّجات في المخيم، وإنْ كان هذا الأمر لا ينهي الخلافات السياسية القائمة.
وبالتوازي، تردّدت معلومات عن قيام حركة فتح بورشة تنظيمية كبرى تقرّرت بعد الزيارة الأخيرة لمسؤول الساحة اللبنانية في الحركة عزّام الأحمد إلى بيروت والاجتماعات السياسية والعسكرية الكثيفة التي انعقدت في السفارة الفلسطينية. كما تقرّر في هذه الاجتماعات أن يكون للحركة وللسلطة الفلسطينية في رام الله، حضور أقوى في المخيمات ولا سيما في عين الحلوة. ولهذه الغاية وصل إلى المخيمات ضباط كبار من رام الله للإشراف على التدريبات العسكرية وإجراء تشكيلات عسكرية لمواكبة المرحلة المقبلة.
كذلك تقرّر في الاجتماعات المذكورة، رفع مستوى التنسيق بين اللجان الأمنية الفلسطينية والقوى الأمنية اللبنانية للحؤول دون تكرار الصدامات في المخيمات حفاظاً على الأمن الفلسطيني وبالتالي الأمن اللبناني.
المصادر الفلسطينية أكدت المعلومات الآنفة، ولا سيما تكثيف التدريبات العسكرية لعناصر حركة «فتح» تحت إشراف ضباط من رام الله، لكنها أدرجت هذا الأمر في خانة إعادة الحركة بناء قدراتها العسكرية والأمنية، وبالتالي ترسيخ نفوذها السياسي.
وشدّدت المصادر على أنّ هذا الأمر لا يعني بأيّ شكل من الأشكال وجود توجه عسكري ميداني في المرحلة المقبلة، معتبرة أنّ الحركة كما أيّ فصيل آخر إعادة ترميم هيكليتها التنظيمية وبناء قواها العسكرية لحماية المخيمات من أيّ عدوان يمكن ان تتعرّض له ولا سيما من جانب التيارات الفلسطينية التي تحمل أجندات خارجية وتسعى إلى تفجير المخيمات وخصوصاً عين الحلوة كما حصل في مخيم نهر البارد الذي دمّر وهجّر أهله وما زال من دون إعمار ولم يعد إليه سكانه.
واعلنت المصادر عن مساع حثيثة تقوم بها الفصائل لتوحيد الصف لإنهاء التوترات وإزالة أسبابها لمنع تفجير مخيم عين الحلوة على نطاق واسع والذي تريده الجهات المعادية للقضية الفلسطينية.
وأكدت المصادر انّ الوضع في عين الحلوة مستقرّ حالياً، لكن المصالحات بين الفصائل المتقاتلة لا تزال دونها عقبات ومنها الدعاوى المرفوعة من الجانبين.