بلسان مصر: الموقف السعودي سبق الجميع نحو الرئيس الأسد

لا يمكن قراءة الموقف المصري المتقدم تجاه مكافحة الإرهاب والتعاون مع الجيش السوري منذ فترة غير قليلة، من دون ربطه بأبعاد ومؤشرات الحديث عن ضرورة الحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد أمس، حيث تتدحرج سلسلة مواقف دولية في هذا الإطار، وجاءت اجتماعات الأمم المتحدة والجمعية العمومية مناسبة مؤاتية لذلك.

اتخذ الموقف المصري الرسمي تجاه سورية، منذ أكثر من عام، قرار البحث في سبل تأطير المعارضة السورية القادرة على التفاوض مع النظام من خلال وفود زارت القاهرة وعملت على وضع الأمور، كما هي، أمام القيادات المصرية التي أخذت على عاتقها فتح ثغرة بين المعارضين والنظام السوري من جهة، وبينهم وبين المساعي الروسية للحلّ من جهة أخرى، وكلّ ذلك يصبّ في جهة تأكيد الدور المصري الجاد في البحث عن حلّ ملائم يجمع كلّ الأطراف في سورية. فقد تخلت مصر منذ سقوط الرئيس محمد مرسي عن لغة إسقاط النظام السوري بشكل ملحوظ، وذلك لارتباطات مرسي حينها بالموقف التركي بشكل وثيق، باعتباره زعيم حزب الحرية والعدالة والتنمية، وهو امتداد لحزب العدالة والتنمية التركي الذي يرأسه أردوغان، المعروف بموقفه لسنوات تجاه الأسد.

ذكّرت القيادة المصرية برئاسة عبد الفتاح السيسي، ومن على منبر الأمم المتحدة، بضرور الحوار بين كافة الفرقاء في سورية واعتبار الحلّ السياسي هو المخرج للبلاد، وبالتالي فإنّ الحوار مع الرئيس بشار الأسد هو المنهجية السليمة التي ترى فيها القيادة المصرية أمل نجاح جهود حلّ الأزمة.

السؤال اليوم هو حول الانعطافة المصرية التي حملها السيسي، منذ أن تولى الحكم، تجاه الرئيس الأسد، وحمل معها تقدماً نحو تنسيق أمني ومخابراتي تحدثت عنه تقارير أمنية عدة، بالتعاون بين الأمن المصري والأمن السوري، لجهة مكافحة الإرهاب الذي يهدّد مصر أيضاً.

الموقف المصري بقيادة السيسي هو موقف منبثق عن قرار دول إقليمية حليفة كبرى، وهو يشبه ذلك الموقف الذي انتهجه مرسي بقيادة تركيا مع فوارق متعدّدة تحتم على السيسي موقفاً مغايراً في النقلة التي أخذ مصر نحوها، لكنّ المشهد المصري ومنذ انتخاب السيسي رئيساً، أخذ الوجهة المصرية نحو الدعم غير المحدود الذي قدمته السعودية لرفع اليد التركية ـ القطرية عن مصر، وبالتالي فإنّ مصر السيسي اليوم ليست سوى حليفاً أساسياً للسعودية، من دون لبس، وقد أعرب السيسي، في أكثر من مناسبة، عن اعتزاره بالعلاقة الجيدة جداً والمميزة مع المملكة.

الموقف السعودي اليوم تجاه الرئيس الأسد لا يزال ملتبساً، لكنّ الواقع عكس ذلك تماماً لأنّه يتكشف اليوم ومن خلال الموقف المصري أنّ أول المواقف التي اخذت طريقها نحو فتح ثغرات تقدم نحو الأسد هو موقف الرياض التي أعطت ضوءاً أخضراً للقاهرة للانطلاق في هذا الاتجاه، مع كلّ ما ترافق من حديث عن لقاء مسؤول أمني سوري رفيع المستوى وهو اللواء علي مملوك بمسؤولين سعوديين في الرياض.

الموقف السعودي واضح، ولا يمكن قراءة الموقف المصري إلا من خلال حلف مترابط يوزع الأدوار لمستقبل قريب. هكذا تترك السعودية الخيوط لتجمِّعها عند طاولات الحلول.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى