العدو «الإسرائيلي» وانتهاكاته المستمرّة
ناديا شحادة
مَن يتابع مجريات الأحداث المتسارعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة يلاحظ اتساع دائرة الاعتداءات «الإسرائيلية» على الشعب الفلسطيني، والدعوة التحريضية للانتقام من الفلسطينيين، ما يُظهر مشاعر الحقد والكراهية والتطرّف مما تمارسه سياسة العدو «الإسرائيلي» التي لا يحدّها قانون ولا يردعها رادع ولا تحفل بالمجتمع والقانون الدوليين، وتمارس سياسة الانتهاكات التي باتت تسجل تصاعداً مستمراً، وزادت استهدافها للأقصى المبارك والاعتداء على المصلّين، التي تعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين على الحرم القدسي منذ احتلاله العام 1967 حتى اليوم، حيث شهد المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين قوات العدو وشبان فلسطينيين إثر اقتحام المستوطنين باحاته.
ومع ازدياد وتيرة الانتهاكات «الإسرائيلية» للمسجد الأقصى واتساع دائرة المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، تظاهرت القوى الفلسطينية التي كانت قد دعت إلى مسيرات شعبية نصرة للمسجد، وشهدت بعض المدن الفلسطينية تحرّكات جماهيرية واسعة تزامناً مع تظاهرة حاشدة في مدينة رام الله في 29 ايلول المنصرم، مطالبة بوقف اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الأقصى. واشتبك الشبان الفلسطينيون مع قوات جيش العدو الذي حاول تفريق المتظاهرين، باستعمال قنابل الغاز المسيّلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي حيث أصيب عشرات الفلسطينيين، حسب ما صرّحت به مصادر طبية.
فالغضب الفلسطيني عمّ أرجاء الأراضي المحتلة، والشعب الفلسطيني خرج للدفاع عن المسجد الأقصى رافضاً أي محاولة «إسرائيلية» لتهويده والاعتداء عليه وهذا ما أكده عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، مطالباً المجتمع الدولي بالوقوف عند مسؤولياته مؤكداً تمسك القيادة والشعب بأقصاه المبارك.
ويشير مراقبون إلى أن مع قراءة الواقع السياسي والميداني الفلسطيني الراهن يتبين أن هناك حراكاً شعبياً في معظم المدن الفلسطينية يدفع نحو احتمالات اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، بخاصة أن الأجواء السائدة حالياً أشبه ما تكون بأحوال ما قبل الانتفاضتين السابقتين، والظروف مهيّأة لاندلاعها. وهذا ما أشار إليه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في 22 ايلول الفائت، قائلاً إن استمرار الانتهاكات والاعتداءات «الإسرائيلية» بحق المسجد الأقصى قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة شعبية ضد الاحتلال، هذا الاحتلال الذي يعيش حالة انتهازية كونية وحالة ابتزاز للعالم العربي والإسلامي من دون رادع مع غياب جرائمه عن مجهر المحافل الدولية، والتي كان آخرها في الأمم المتحدة، فالقضية الفلسطينية لم تُذكَر في أي خطاب بحيث لم يتطرق إليها صناع القرار في العالم بكلماتهم، ومنهم الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي ركز في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 أيلول على ما وصفه بالحرب على الإرهاب، خصوصاً ضد تنظيم داعش، وعن جهود بلاده في دعم مساعي حفظ السلام العالمي متجاهلاً الحديث عن الملف الفلسطيني، وهذا ما لفت إليه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات الذي أعرب عن خيبة أمله من إهمال أوباما الموضوع الفلسطيني.
وما يؤكده المتابعون أن العدو يعيش حالياً حالة من الارتياح من عدم تناول جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية ليتفرّغ لقلقه الذي سبّبه الدخول الروسي مباشرة في الجبهة السورية، وقلقه من خطورة الوضع على الحدود «الإسرائيلية» الشمالية، فـ «إسرائيل» لا تستخفّ بالخطوة التي قام بها الجيش الروسي في ما يتعلق بالحرب في سورية لذا قامت بإرسال اثنين من أكبر جنرالات الجيش «الإسرائيلي» مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى موسكو في محاولة لمناقشة العلاقات غير المستقرة بين «إسرائيل» وروسيا وسورية وحزب الله، طبقاً لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».
ناديا شحادة