ألمانيا تقرّ إجراءات لمساعدة اللاجئين والنمسا تلوّح بالقوة ضدّهم
أقرت ألمانيا إجراءات لمساعدة اللاجئين، فيما لوحت النمسا باللجوء للقوة لتسهيل التعامل مع أي تكدّس للاجئين على أراضيها، إذا قررت برلين عدم السماح لهم بالدخول عبر حدودهما المشتركة.
ومع اعترافها بحجم المشكلة وافقت الحكومة الألمانية برئاسة المستشارة أنغيلا ميركل على خطوات لتوفير مزيد من المساكن والدعم للقصر الذين حضروا إلى ألمانيا من دون أسرهم، وتسريع التعامل مع طلبات اللجوء وترحيل من ترفض طلباتهم.
ولتغطية نفقات هذه العملية للعام المقبل وافق وزير المال فولفجانغ شيوبله على تخصيص خمسة ملايين يورو 5.6 مليار دولار من دخل استثنائي في موازنة العام الحالي. وقال شيوبله إن «التعامل مع أعداد اللاجئين الكبيرة يمثّل أولوية بالنسبة إلى الحكومة الألمانية، نريد ويجب علينا التغلب على هذا التحدي الهائل».
وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت أخيراً أنها ستمنح 16 ولاية اتحادية مبلغ 670 يورو تقدم لكل طالب لجوء يدخل البلاد بقيمة إجمالية قدرها أربعة مليارات يورو.
من جهة أخرى، هددت الحكومة النمساوية بأنها قد تضطر للجوء إلى استخدام القوة لتسهيل التعامل مع أيّ تكدس للاجئين على أراضيها، إذا قررت ألمانيا عدم السماح لهم بالدخول عبر حدودهما المشتركة، وقالت إنها ستواصل في الوقت نفسه العمل عن كثب مع جارتها لتسريع عملية ضبط حركة اللاجئين.
وتأتي هذه التهديدات بعد أن أعادت ألمانيا فرض إجراءات لضبط الحدود، وقيدت السفر عبر السكك الحديدية من النمسا في إطار جهودها لإبطاء وتيرة تدفق المهاجرين الذين يصل الآلاف منهم إلى أراضيها يومياً.
وقالت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر في ردها على سؤال لأحد الصحافيين عما سيحدث إذا أغلقت ألمانيا الحدود بالقول: «حينها سيحصل تجمّع هائل للاجئين في النمسا، وبالتالي سنحتاج بسرعة إلى ردّ أوروبي»، مشيرة إلى أن حكومة بلادها ستكون أمام احتمالين «إما الاستمرار في ما نفعله حتى الآن أو نفرض قيوداً صارمة على الحدود، وحينها علينا أن نفترض وجود مظاهر للقوة وأن استخدام القوة سيكون ضرورياً».
وشدد المستشار النمساوي فيرنر فايمان على أهمية التنسيق مع ألمانيا بخصوص هذه المسائل رغم أن الجارين لم يتصرفا دائماً وفق إجراءات منسقة في الأزمة التي تسبب بها التدفق المستمر لمئات آلاف اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي كما قال.
وحذر فايمان في مؤتمر صحافي من استخدام تعابير مثل «إغلاق الحدود» واعتبر أن «إجراءات ضبط الحدود الألمانية مطبقة الآن، وبالتالي يتعيّن على النمسا التعامل مع تجمّع اللاجئين على أراضيها بانتظار الموقف الألماني». وأشار فايمان إلى أنه يتعيّن على النمسا في الوقت الحالي أن تظهر لألمانيا أنها تستقبل ما يكفي من اللاجئين.
وفي شأن متصل، قالت فنلندا أمس إنها علقت البتّ في طلبات اللجوء المقدّمة من عراقيين وصوماليين بسبب تقييم حالي للوضع الأمني في العراق والصومال.
وذكرت مصلحة الهجرة الفنلندية في بيان أنها قد تغيّر الخطوط الإرشادية التي وضعتها لمنح اللجوء بعد استكمال التقييم في غضون أسبوعين.
ووصل نحو 17 ألفاً من طالبي اللجوء إلى فنلندا هذا العام من بينهم نسبة 69 في المئة من العراق و10 في المئة من الصومال.