هل انتهى عصر النجوم؟
هنادي عيسى
هل انتهى عصر النجوم في مجال الغناء في العالم العربي؟ هذا السؤال يطرحه المراقبون منذ سنوات قليلة، بعدما بدا وضحاً أنّ المطربين الذين سطع نجمهم في بداية الألفية الثالثة، لم يظهر لهم أيّ منافس، خصوصاً أنّ انتشارهم كان كبيراً في العالمين العربي والاغترابي. ففي لبنان، شكّل ظهور الثلاثي نانسي عجرم، إليسا، وهيفاء وهبي، ظاهرة نجاح مميزة جدّاً. وقد شكل هذا النجاح نوعاً من «الرعب» وسط نجوم ونجمات كانوا يعتقدون أن لا منافسَ لهم. وفي مصر، استطاعت شيرين عبد الوهاب حجز مكانة متقدّمة جدّاً لنفسها في بنت النيل وكل العالم العربي، خلافاً لزميلاتها. وهناك أيضاً تامر حسني. أما في الخليج، فكان ظهور حسين الجسمي مفاجأة لمعظم مطربي الخليج، إذ شكّل خطراً على وجود نجوم كبار كانوا متربعين على عرش الغناء في دول الخليج. إلا أنّ الجسمي تعدّى انتشاره محيطه وبات اسمه يتردد على كل شفة ولسان في لبنان ومصر والمغرب العربي.
وقد احتلت أخبار هؤلاء النجوم الخمسة معظم الوسائل الإعلامية المرئية والمكتوبة والمسموعة. لا شك أنّ هناك أسماء أخرى وتحديداً في لبنان حاولت الوصول إلى اختراق الثلاثي الذهبي نانسي، إليسا وهيفاء، ومن هؤلاء يارا وميريام فارس، ثمّ مايا دياب. إلا أنهن لم يستطعن بلوغ نجاح الثلاث الأوليات المدوّي لأسباب إدارية أو فنية… لا أحد يعرف.
أما في مصر، فهناك أصوات جميلة مثل آمال ماهر وغادة رجب ومحمد حماقي ومي كساب وغيرهم، إلا أنّ انتشارهم ظلّ محصوراً داخل مصر. حتماً، لا نريد أن نذكر بعض الظواهر التي لمعت في الألفية الثالثة، والتي جذبت المشاهدين من خلال أعمالها الغنائية الهابطة مثل ماريا ودانا وبوسي سمير وشعبان عبد الرحيم، لكنها تلاشت مع مرور الأيام.
وفي الخليج، حاول البعض أن يفرضوا أنفسهم في الساحة الغنائية العربية مثل أروى ووعد وعيضة المنهالي وفايز السعيد، لكن محاولاتهم باءت بالفشل، إذ لم يتمكنوا من الوصول إلى الصفوف الأولى.
مرّت السنون، وها نحن في عام 2015، وحتى الآن لم يشهد العالم العربي ولادة نجوم موازية للأسماء التي ذكرناها على رغم محاولات كثيرة، علماً أنّ القيمين على الفنّ يؤكدون أن كلّ عشر سنوات، يجب ظهور مجموعة من المطربين الذين يتمتعون بصفات النجومية الخارقة. إلا أنّ هذا الأمر لم يحصل منذ عام 2001 إلى يومنا هذا.
إذاً، يبدو الأفق مسدوداً حالياً أمام أيّ نجوم جدد في عالم الغناء، والسبب غياب شركات الإنتاج الراعية أيّ موهبة. والأهم أن الناس مشغولون بأمور أخرى.