كيري لا يستبعد التعاون مع إيران لضرب داعش

قال مستشار قائد الثورة الإيرانية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إن انتشار الإرهاب وآثاره المدمرة الذي تم بدعم معلن وغير معلن من قبل بعض المتشدقين بالسلام والأمن العالمي وحماتهم الإقليميين، يشكل تهديداً كبيراً للقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.

وأكد شمخاني لدى استقباله أمس، نيجرفان بارزاني رئيس حكومة منطقة كردستان العراق والوفد المرافق عزم بلاده على التصدي لتوسع نطاق وانتشار تهديد الإرهاب، وقال: «إن الأزمة التي يمر بها العراق سببها تدخل وتعاون الدول الغربية والإقليمية المعادية لهذا البلد للحيلولة دون تحقيق تطلع الشعب العراقي وإرادته»، وأضاف: «اليوم يجب على جميع أبناء الشعب العراقي سنة وشيعة التوحد والتضامن فيما بينهم لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد والتصدي لخطر الإرهاب وتمدده في المنطقة».

واعتبر شمخاني أن اتحاد البعثيين والتكفيريين والمرتزقة المدعومين مالياً واستخباراتياً من قبل المعروفين بدعمهم للإرهاب الحكومي وما ارتكبوه من جرائم يندى لها الجبين بمرأى ومسمع العالم، وهو دليل واضح على ضرورة التصدي لهذا التيار المعادي للبشرية، وأضاف: «أن مسؤولي وساسة العراق بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم اليوم أمام اختبار تاريخي يتمثل بالاتحاد من أجل اجتثاث الإرهاب».

من جهة أخرى استعرض رئيس حكومة منطقة كردستان نيجرفان بارزاني مستجدات الساحة العراقية عسكرياً وسياسياً وأمنياً، وقال: «إننا عازمون على التصدي للإرهابيين الذين لا يشكلون خطراإ على دول المنطقة فحسب وإنما على البشرية جمعاء»، مشيراً إلى العلاقات التاريخية القائمة بين الشعب العراقي لاسيما الأكراد مع إيران وضرورة تعزيز هذا التعاون والنهوض به من أجل إبعاد شبح التهديدات والأزمات التي تعصف بالعراق، وقال: «إن الشعب العراقي سيتجاوز هذه الأزمة من خلال وحدته وانسجامه كما فعل في الأزمات السابقة، وعلى القوى والأحزاب السياسية تحمل مسؤولياتها في هذا المجال».

جاء ذلك في وقت أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أن الضربات العسكرية باستخدام الطائرات من دون طيار قد تكون خيارً لوقف تقدم مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال إن «على الحكومة العراقية التواصل بشكل أفضل مع جميع الفرقاء السياسيين في العراق»، مؤكدً أن «العراق شريك استراتيجي للولايات المتحدة وأساسي لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بكاملها».

وأضاف كيري أن حكومته مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن العراق ولم يستبعد التعاون العسكري معها، لافتاً إلى أن تنظيم داعش «ينوي إلحاق الأذى بالولايات المتحدة وأوروبا وليس بسورية والعراق فحسب».

وكانت تقارير صحافية قد كشفت عن نيات أميركية بإجراء محادثات مع إيران بشأن الأزمة الأمنية المتصاعدة، فيما سيعدّ تغيّراً كبيراً في مسار العلاقات بين البلدين. ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي كبير اشترط عدم نشر اسمه قوله: «إن الولايات المتحدة تفكر في إجراء محادثات مع إيران بشأن العراق حيث تسعى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى صد تقدّم مفاجئ لمتشددين سنة استولوا على مدن عدة».

من جانبها ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الولايات المتحدة تعدّ لفتح حوار مباشر مع إيران خصمها منذ فترة طويلة بشأن الوضع الأمني في العراق وسبل صد متشددين سيطروا على مساحات واسعة من العراق. يأتي ذلك بعد أن نفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أي محادثات بين واشنطن وطهران مؤكدة أن المحادثات الأميركية الإيرانية تقتصر على ملف طهران النووي، وأن واشنطن لا تناقش مع الأخيرة تطورات الوضع في العراق.

من ناحية أخرى، أكد مساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون الإعلام الدفاعي العميد مسعود جزائري أمس، أن الولايات المتحدة الأميركية تريد الانتقام من العراق لفشلها في سورية، مشيراً إلى وجود وثائق دامغة تثبت ضلوع الأميركان وكيان الاحتلال وبريطانيا والرجعية العربية بما يجري حالياً في العراق وإدارة الاشتباكات الجارية فيه.

وأعرب جزائري عن اعتقاده بأن كل واحد من هذه الأنظمة یتولی مهمة خاصة في الحرب الحالیة ضد السیادة العراقیة، موضحاً أن بعض الدول والمجموعات الأخری ضالعة في هذه الحرب التي سيكشف عنها في الوقت المناسب.

وتابع العميد قائلاً: «خلافاً للمحاولات الیائسة التي تقوم بها بعض الدول العمیلة والمرتزقة للشیطان الأكبر، فإن المقاومة كُرّست في المنطقة وجبهة الاستكبار عاجزة عن القضاء علیها»، وختم بالقول: «إن النار التي أشعلها الإرهابیون العملاء لأميركا وأوروبا والرجعیة في المنطقة ستأتي علی هؤلاء في القریب العاجل».

وفي السياق، قال مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان إنه لا ينبغي للحكومة البحرينية أن تسمي حزب الله جماعة إرهابية وتعتبر وزيرة إعلامها جماعة «داعش» الإرهابية جماعة تحررية ومدافعة عن العرب، وأضاف: «للأسف، المتطرفون داخل الحكومة البحرينية يدفعون هذا البلد نحو زعزعة الأمن ومزيد من التوتر».

وكانت وزيرة الإعلام البحريني والمتحدثة باسم الحكومة سميرة رجب قد قالت إن ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» هو «اسم للتغطية على إرادة الشعب العراقي في الحرية والكرامة»، وعلقت على أحداث محافظة نينوى العراقية في تغريدات على «تويتر» بالقول إن هناك «علامات استفهام كبيرة حول أحداث العراق، صعود «داعش» مقابل صمت دولي، والمؤشر يتجه نحو الانتهاء من مخطط تقسيم العراق»، وتابعت: «أتمنى أن أكون مخطئة، وهناك من يؤكد أن داعش اسم يتردد في الإعلام للتغطية على إرادة الشعب العراقي في الحرية والكرامة» بحسب زعمها.

وفي إطار تأييدها لهذا الرأي، أضافت رجب: «قد تكون أحداث الأنبار ثورة ضد الظلم والقهر الذي ساد العراق لأكثر من عشر سنوات، ولم يعتد العراقيون على الإهانة والصبر على الظلم» بحسب تعبيرها.

فيما شدد السيناتور الأميركي عضو لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ لينسي غراهام، على ضرورة تعاون واشنطن مع طهران لوضع حد للجماعات المتشددة ووقف تقدمها في المدن العراقية وتعريضعها وحدة هذا البلد للخطر.

وقال غراهام: «ربما تكون هناك حاجة لقيام تحالف بين الولايات المتحدة وإيران»، مضيفاً إن ما وصفها بشراكة الولايات المتحدة مع إيران ـ خصمها القديم ـ لا تشعره بارتياح لكنه شبهها بتعاون الولايات المتحدة مع جوزيف ستالين في الحرب العالمية الثانية ضد أدولف هتلر.

وتأتي تصريحات جراهام في إطار سيل من الانتقادات التي وجهها الجمهوريون الأحد لموقف إدارة الرئيس باراك أوباما من الأزمة ذات التطورات المتلاحقة، إذ استبعد أوباما اللجوء للقوات البرية الأميركية. وقال إن أي دعم جوي أو مساعدة أخرى مشروطة بأن تحاول الحكومة العراقية تجاوز الانقسام بين السنة والشيعة والذي زادت هوته في ظل حكمه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى