القوات الأفغانية تنتزع وسط قندوز من «طالبان»
قال الرئيس التنفيذي لأفغانستان عبد الله عبد الله إنه يأمل في استعادة السيطرة على مدينة قندوز الأفغانية الشمالية خلال يوم أو يومين، لكنه أضاف أن سقوط المدينة في قبضة حركة طالبان أظهر الحاجة إلى استمرار الدعم الأجنبي للقوات الأفغانية.
وقال عبد الله إن القوات الأفغانية تحمّلت مسؤولية ضخمة خلال العام المنصرم منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية من أفغانستان، وأضاف: «أتمنى أن نستعيد قندوز قريباً خلال يوم أو يومين»، وتابع: «وفي الوقت نفسه تتضح أكثر الحاجة لمواصلة الدعم والمساندة للقوات الأفغانية».
وأشار المسؤول الأفغاني إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تتخذ قراراً بشأن إعادة النظر في خطط الحدّ من وجودها في أفغانستان. وأوضح: «على حدّ علمي فإن وجهة نظر كل هؤلاء الجنرالات في الجيش الأميركي والضباط على الأرض… في أفغانستان وكذلك في قيادتنا الأمنية والعسكرية هي أنه من الضروري الإبقاء على مستوى من القوة بعد 2016».
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أمس أن مسؤولين دفاعيين أميركيين وحلفاء يراجعون خيارات جديدة تشمل إبقاء العدد الحالي من القوات الأميركية إلى ما بعد نهاية 2016 بعد أن تنامى قلقهم من الخفض.
وردّاً على سؤال عن انتقادات وُجّهت إليه وللرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني بسبب سقوط قندوز قال عبد الله إنه سيتعيّن بحث أسباب سقوط المدينة. وتابع: «كنا نعلم أن الجماعات الإرهابية وكذلك طالبان تمركزت في قندوز منذ بعض الوقت. كيف نجحت وماذا حدث وما هي النقائص أو نقاط الضعف التي أدت إلى سقوط قندوز… يجب بحث هذا».
وذكر عبد الله أنه سيكون هناك وقت للردّ على الانتقاد. وقال: «لكن اليوم هو وقت الاتحاد حول قواتنا الأمنية ودعم قوات الأمن التي تساعدها بأي شكل… حتى يتم إنقاذ شعب قندوز»، وأضاف: «أقول إنه لولا الدعم الذي تحصل عليه طالبان في باكستان لكان الوضع العسكري والأمني اختلف، لذا فهذه قضية مهمة».
وفي السياق، قال مسؤولون أفغان إن القوات الحكومية انتزعت السيطرة على أجزاء كثيرة من مدينة قندوز الشمالية الاستراتيجية من حركة طالبان أمس، بعد ثلاثة أيام من فقدانها العاصمة الإقليمية في هزيمة وضعت كابول وحلفاءها الأميركيين في موقف محرج.
لكن متحدثاً باسم طالبان نفى استعادة الحكومة السيطرة على قندوز وقال إن مقاتلي الحركة مازالوا يتصدون للقوات الحكومية في وسط المدينة وإنهم يسيطرون على معظم المدينة.
وقال دولت وزيري المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية إن طالبان غادرت قندوز وإن عملية تمشيط تجري. وذكر بيان صادر عن الوزارة أن 150 من مقاتلي طالبان قتلوا وأصيب 90 في الهجوم المضاد.
من جهة أخرى، قال حمد لله دانيشي القائم بأعمال حاكم إقليم قندوز «انتزعت قوات الأمن الأفغانية السيطرة على مدينة قندوز من طالبان ليلاً بعد قتال عنيف».
وبينما سعى الجنود وأفراد الشرطة إلى طرد مقاتلي طالبان طمأن المسؤولون المحليون السكان الذين ظلوا في منازلهم منذ يوم الاثنين بأن الحياة في المدينة ستعود قريباً إلى طبيعتها.
من جهة أخرى، قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان إن القتال استمر يوم الخميس. وأضاف: «خططنا لإخلاء المدينة للسماح لقوات العدو بالدخول حتى يمكننا حصارها».
في حين لم يعلق المتحدث باسم التحالف بقيادة الولايات المتحدة مباشرة على الدور الذي لعبته قوات التحالف في الهجوم ليل الخميس أو يؤكد مشاركتها لكنه اكتفى بالقول إنها «تشارك في قندوز» بدور استشاري.
وكان الهجوم قد أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل معظمهم مدنيون وفقاً لتغريدة نشرها المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية وحيد الله مايار الذي أضاف أن مستشفيات قندوز عالجت نحو 340 مصاباً.