مهنا: نعتزّ بمناضلاتنا الرائدات اللواتي يحملن راية العزّ القومي في لبنان وفلسطين والشام

أقام تجمع النهضة النسائية في مركزه بفردان، حفل غداء تكريمي للأمينة ليلى إنعام رعد تقديراً لجهودها وعطاءاتها خلال فترة تأسيس التجمّع في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي.

حضر الحفل رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب توفيق مهنا، رئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو، عضو الكتلة القومية النائب د. مروان فارس، ناموس مجلس العمد نزيه روحانا، عميد الاقتصاد فارس سعد، الرئيس الأسبق للحزب مسعد حجل، رئيس لجنة تاريخ الحزب لبيب ناصيف، عضو المكتب السياسي منفذ عام بيروت بطرس سعادة، وكيل عميد عبر الحدود داليدا المولى، وعدد من أعضاء المجلس القومي والمسؤولين الحزبيين.

كما حضر الحفل كريمة الزعيم د. صفية سعاده وعدد من ممثلي الهيئات النسائية، رئيسة المجلس النسائي جمال غبريل، خديجة سلوم وغزوى الخنسا عن حزب الله، ميرنا زخريا عن تيار المرده، سوزان عيد عن الحزب العربي الديمقراطي، ميسم حمزة عن حزب الاتحاد، نايفة زيبارة عن جمعية نور، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي، المحافظ حليم فياض عن مؤسسة سعاده الثقافية، ايلي برباري عن المكتب الوطني للاستخدام، سناء الصلح، وجمع من القوميين والأصدقاء والإعلاميين.

فارس

بداية رحبّت رئيسة التجمع منى فارس بالمحتفى بها الأمينة ليلى رعد، وشكرت الجميع على تلبية دعوة التجمع، والمشاركة في هذا الحفل.

وقالت: نلتقي اليوم جميعاً في مركزنا المتواضع هذا، لتكريم الأمينة ليلى رعد وهي آتية الينا من تاريخ عريق في النضال من أجل بناء حياة كريمة لجميع أبناء الأمة التي ننتمي إليها جميعاً.

وانطلاقاً من أهدافه العامة التي ترى أنّ التوازن في المجتمع قائم على بناء الإنسان، وهذا البناء يرتكز بصورة أساسية على المرأة التي هي على تماس وثيق بالأجيال الجديدة والأجيال التي لم تولد بعد، فإنّ التجمع رأى في الأمينة ليلى رعد نموذجاً يجمع بين المرأة الأم الملتزمة والشريكة الحقيقية لزوجها المناضل الأمين إنعام رعد، والمرأة المنتجة الصلبة التي واجهت أزمتها العائلية والحزبية في الستينات من القرن الماضي، بالدخول إلى سوق العمل والاستمرار بالقيام بواجباتها والتواصل مع رفقائها ورفيقاتها، فربّت عائلة نموذجية ناجحة واستمرّت في قناعاتها العقائدية لا بل إزدادت فيها عزماً وترسّخاً.

أضافت فارس: هذا النموذج الذي يعمل تجمع النهضة النسائية على تعزيزه وتعميمه إنما يدخل في عملية مستدامة متكاملة تصبّ في هدف كبير هو بناء الإنسان ـ المجتمع المرتبط بمحيطه المدرك الواعي لظروفه والباحث باستمرار عن طرق استدامته ونموّه، وهذه النتيجة لا تحصل بطرفة عين، وإنما بتراكم التجارب الفردية والجماعية التي تنجزها الذاكرة وتحتذي بها. وهنا إذا بدأت بالتعداد فلن أنتهي لأنّ تاريخنا حافل بنماذج شبيهة بتجربة الأمينة ليلى إنعام رعد والكثير منهن موجود بيننا، ونحن فخورات بكلّ واحدة منهن.

فالأمينة ليلى إذ تشكل نموذجاً يُحتذى به إنْ على الصعيد الفردي أو على الصعيد الجماعي والحزبي فهي تنضمّ الى قافلة طويلة من المناضلين والمناضلات الذين شكّلوا نقاطاً مضيئة في تاريخنا الوطني العام والحزبي والنسائي، علماً أننا نعتبر أن لا فرق بين امرأة ورجل في عملية بناء المجتمع وإنما هناك تكامل إذا نجح يتوصل إلى إقامة نوع من التوازن في هذا المجتمع.

وتابعت فارس: في سياق هذا التكريم دعوني أشير بكلّ تواضع الى نشاطات التجمع في سياق بناء المجتمع الذي أشرت إليه، فالتجمع المؤمن بأهمية الوعي وكخطوة أولى في النضال الاجتماعي، يركز على إقامة الندوات وورش العمل وخصوصاً في المناطق، وقد أقام العديد من هذه الندوات في مركزه وفي المناطق اللبنانية كافة، إضافة إلى ذلك فإنه يخرّج سنوياً أفواجاً من المتدرّبين في كافة المهن متسلحين بمهارات متعدّدة، للدخول إلى سوق العمل والإنتاج، وذلك بالتعاون مع المؤسسة الوطنية للاستخدام، وهو إضافة إلى ذلك يشرف على حضانة مجانية للأطفال قائمة في إحدى أفقر ضواحي العاصمة في الأوزاعي.

وإيماناً منه بأهمية الريف فهو دخل في عملية تصريف إنتاج السيدات في الريف ضمن برنامجه «شغل البيت» ويرتكز هذا البرنامج على تشجيع السيدات في الريف على تطوير إنتاجهن ليواكب المواصفات الصحية، وبالتالي على تصريفه وذلك ضمن معارض سنوية، وبالمناسبة أعلن عن إقامة معرض هذا العام في 28 و 29 من شهر تشرين الأول الحالي، وذلك في القاعة العليا في قصر الأونيسكو في بيروت، وندعوكم جميعاً إلى تذوّق هذه المنتجات التي إضافة إلى نكهتها الأصيلة، إنما تساهم في عملية إنتاج مستدامة ونظيفة قوامها ورأسمالها تعب السيدات وعرقهن.

وفي السياق ذاته يقيم التجمع غداء شهرياً من صنع سيدات التجمع لتغطية مصاريف مركزه وهو يحتوي على أطباق يدوية الصنع تراثية وصحية سوف نبلغكم بتواريخه لاحقاً.

وأردفت فارس: في هذه الظروف المضطربة حيث تضيع البوصلة، فإنّ لقاءنا هنا لتكريم الأمينة ليلى مع أصدقاء لنا يحملون نفس التوجهات الوطنية والاجتماعية، فإنّ لقاءنا هنا هو تكريم لكلّ واحد منا، تكريم لقناعاتنا ومبدئيتنا في الحقب الرمادية هذه، حيث يشكل وضوح الفكر والقناعة منارةً تضيء الطريق المظلمة، التي لن تدوم بفضل وعينا وإصرارنا على هذه القناعات التي تقاتل ضدّ الطائفية البغضاء، التي أسّست وغطّت هذا الفساد المحيط بنا من كلّ صوب، ضدّ العنصرية المتجسّدة بالعدو الصهيوني الذي يستفيد من هذا التشرذم الحاصل، ولا سبيل للخروج من هذا الوضع إلا بتكاتفنا.

وختمت متوجهة إلى المحتفى بها بالقول: أمينة ليلى رعد أعدتِنا إلى زمن جميل، حيث كانت البوصلة أوضح والعدو ذو وجه واحد وقد أصبح الآن متعدّد الوجوه، كنت في هذا الزمن السند القوي للأمين إنعام رعد رحمه الله، وقد أضاف إلى القضية القومية من فكره الخصب وعقله الوقّاد وما زلنا ننهل من كتبه ومعارفه الكثير الكثير.

لك منا كلّ التكريم والتقدير، ليس انطلاقاً من واجب، وإنما لأننا نرى أنفسنا في مثيلاتك ونعتبرك قدوة، في تكريمك إنما نكرّم «زمناً جميلاً» يعيش فيه القادة فقراء ويموتون أغنياء بتجاربهم وتاريخهم.

مهنا

ثم ألقى نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا كلمة استهلها بتوجيه تحية شكر وتقدير لتجمع النهضة على هذه اللفتة المميّزة في عمله، التي يتمّ فيها تكريم الأمينة ليلى إنعام رعد، وقد كان للتجمع بصمات في تكريم رائدات ومناضلات عرفهن حزبنا وأمتنا في كلّ الظروف حاملات مشعل النهضة والهداية والقيم والالتزام.

أضاف مهنا: نحن في الحزب نعتز بكلّ رائدة من رائداتنا، نعتز بهن رفيقات ملتزمات وأمينات كما كانت وما زالت الأمينة ليلى إنعام رعد، ونعتز بهن أمهات وأخوات وشريكات درب في النضال القاسي والطويل، ونعتز بهن مربيات لأسر وعائلات، وعاملات منتجات على كلّ صعيد.

وقال مهنا: عرفتُ الأمينة ليلى إنعام رعد شخصياً منذ العام 1974ـ 1975 مع بدايات الحرب الأهلية في لبنان، عندما انتخب الأمين الراحل إنعام رئيساً للحزب، عرفتها صاحبة قلب كبير، وعقل نيّر، وتجربة غنية بحيث كان بيتها بيتاً من بيوت الأمة بكلّ ما تعنيه الكلمة، بيتا قومياً اجتماعياً نهضوياً مقاوماً.

وتابع: الأمينة ليلى هي صفحة مضيئة في هذا التاريخ، وقليلون منكم يعرفون أنها عايشت أربعة حروب كبرى هزّت لبنان والأمة، فواجهت الصعوبات برفقة زوجها الأمين الراحل إنعام رعد وكانت شريكة ورفيقة له عندما كان عميداً للإذاعة، وعندما ترشح للانتخابات النيابية في الشوف عام 1960 بعد الأحداث الدامية التي شهدها عام 1958 فكرّس حق الحزب بالنضال السياسي والديمقراطي والشعبي في قلب الجبل، وصمدت معه بعد محنة الانقلاب عام 1961 ضدّ النظام المتخلف الإقطاعي العائلي الطائفي والرجعي، النظام التابع، وتحملت مع رفيقات مناضلات أعباء الدفاع عن قيادات الحزب الذين زجّ بهم في السجون، ورفع المذكرات وتنفيذ الاعتصامات والضغط من أجل الافراج عن قيادات حزبنا الذين قبعوا في سجن النظام اللبناني الطائفي. واني هنا أحيّيهن على دورهن ونضالهن لما أنتج حراكهن من تأثير على الرأي العام، وكشف مساوىء النظام الطائفي.

وأردف مهنا: في العام 1975 وقفت إلى جانب الرئيس الراحل إنعام رعد في مواجهة أهوال الحرب الأهلية بكلّ مآسيها ومراراتها وتشعّباتها، وفي مواجهة الاجتياح اليهودي للبنان عام 1982.

وقال مهنا: الأمينة ليلى تشكل نموذجاً للمرأة القومية الاجتماعية العاملة والرائدة والمشاركة في المجتمع والمساهمة بشكل أساسي في العمل الحزبي، وهي التي تتميّز بذاكرة حزبية وسياسية واجتماعية مهمة.

وأضاف: الأمينة ليلى إنعام رعد هي سيدة في العلاقات الاجتماعية من بيروت إلى دمشق، حيث كانت تحمل قيم النهضة ونبضها وقيم المجتمع الجديد الذي عملت وما زالت تعمل من أجله. فهي في وجه من الوجوه المناضلة من أجل نظام جديد في لبنان ومقاومة من أجل فلسطين، وسيدة دمشقية، تحمل راية العزّ القومي والمقاومة وتنسج العلاقات الواسعة في الظروف الصعبة.

وختم مهنا موجهاً التحية للأمينة ليلى باسم قيادة الحزب، رئيساً ومجلس أعلى ومجلس عمد وأمناء وقوميين، فهي تستحق التحية، كما كلّ الرفيقات المناضلات من الأمينة الأولى الى كوكبة الشهيدات والاستشهاديات من سناء محيدلي إلى كلّ المقاومات.

رعد

بدورها شكرت الأمينة ليلى رعد بكلمة مختصرة نائب رئيس الحزب على الكلمات الراقية التي أوردها، وقالت إنه رفيق الدرب، كما شكرت رئيسة التجمع وهيئته الإدارية على هذه الالتفاتة وعلى المتابعة الحثيثة معها لإنجاز التكريم برغم سفرها وانشغالها في عيد الأم، الذي كان من المفترض أن يكون نهاراً لتكريمها، وبرغم ذلك تمّ التكريم في موعد لاحق. وأعربت عن اعتزازها بوجود جميع الرفيقات والرفقاء الأصدقاء لتكريمها، وعن بالغ فخرها بأنها عضوة في التجمع. وشرحت عن دورها في التجمع في بداياته وتسلمها للعلاقات الاجتماعية فيه، واضطرت في فترة من الفترات إلى التراجع أمام المسؤوليات التي كانت تتحمّلها الى جانب الإمين إنعام بعد انتخابه رئيساً للحزب الى جانب عملها وعائلتها.

واستعادت رعد محطات نضالية في مسيرتها الحزبية وفي إطار الهيئات النسائية، لا سيما في بيروت بُعيْد بدء الحرب الأهلية التي أخذت في أحد أبعادها منحىً طائفياً ومذهبياً، وكان الحزب السوري القومي الاجتماعي رأس حربة في مواجهة هذا المنحى وفي النضال من أجل وحدة النسيج الاجتماعي ومواجهة مخططات التقسيم والشرذمة. وقد استطعنا بالتعاون مع عدد من السيدات المناضلات في الخط الوطني والقومي، وأخصّ بالذكر الراحلة ليلى الحص، زوجة الرئيس الدكتور سليم الحص أمدّ الله بعمره، أن نجعل من بيروت، وخصوصاً منطقة رأس بيروت، واحة للعيش الواحد والتلاقي والانصهار الوطني.

وختاماً تمّ تقديم الدرع التقديرية للأمينة ليلى رعد ودُعي الجميع إلى مائدة الغداء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى