همس الخواطر

يحدث أن تكره يوم البهجة هذا. هذا العيد الضاحك كربيعٍ مزهوّ بسبب انشغالك عنها.

كرهَتْ هذا العيد كثيراً!

وكيف لا تكرهُه وقد أبعدَك عنها، وأعادها إلى الوحدة التي كانت تعشقها قبل اقتحامك جدران حياتها الزجاجية الميتة، وقبل تحطيمك حاجز العزلة الذي اعتادت وجوده و تكيّفت معه؟

جئتَ أنت وكسرتَ كلّ الحواجز فجعلتَها كارهةً ما تحبّ، ومُحبّةً ما كانت تكره. وبدورها، نسيَتْ كلّ العادات السابقة واعتادتْ عليك. وصار كلّ ما فيها مرتبطاً بك ارتباطَ الأريج بالزهور!

مزاجها، مواعيدُ نومها، قهوتها وتفاهات قلمها. كلّ ذلك يحكمه أنت كديكتاتور يوهمُ شعبه أنّ لهم حرية الاختيار، وما عليهم سوى السمع والخضوع. هي شعب مملكتك الراضي بأحكامك العرفية مقابل قوت يومه: صوتك ورؤيتك!

فيك الداء والدواء، السقم والشفاء، القسوة واللين. فيك كلّ المتناقضات كانت حياتها رماديةً من قبلك فأدخلتَ لها الألوان بحضورك المتناقض!

أنت في داخلها، بتفاصيلك، بجنونك، بمحبّتك لها على طريقتك الخاصة.

أنت هو أنت برونقك الخاص. جنينٌ تحملك في رحم قلبها، وتتألّم عنك وبك. رحيقُ حياتها أنت فحافظ عليها!

لانا أبو جودة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى