صنعاء: العدوان على باب المندب يتم بمشاركة «إسرائيلية» وإشراف أميركي
أكدت مصادر عسكرية يمنية، مشاركة قوات «إسرائيلية» بشكل مباشر في الهجوم البري والبحري والجوي باتجاه منطقة باب المندب.
وأكدت المصادر أن الهجوم نُفِّذ بإشراف أميركي مباشر، مشيرة إلى أن الغارات التي استهدفت عرساً نسائياً قبل أيام في منطقة المخا على الطريق إلى باب المندب قد نفذتها طائرات «إسرائيلية» وفق ترجيحات كثيرة بعد أن نفت السعودية تنفيذها أي غارة في تلك المنطقة.
ولفتت المصادر إلى أن هذا العدوان جاء بعد يومين من تصريح رئيس هيئة الأركان «الإسرائيلي» بيني غينتز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بأن عينه الآن على باب المندب.
وتقول السعودية إن قواتها سيطرت على باب المندب، لكن الجيش اليمني واللجان الشعبية ينفون ذلك ويقولون إنهم تصدّوا لمحاولات التقدم هذه، رغم الغطاء الجوي الكثيف الذي وفرته طائرات التحالف من خلال عشرات الغارات، هم يؤكدون أيضاً أنهم استهدفوا بوارج حربية حاولت التقدّم نحو باب المندب.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش واللجان استهدفوا البوارج التي حاولت التقدم نحو باب المندب، وقال مصدرٌ عسكري في وزارة الدفاع اليمنية أن الجيش واللجان دمرا سبع آليات وتصدّوا لمحاولة فتح جبهة جديدة بباب المندب.
مصدر مطلع أفاد بأن تعزيزات عسكرية تابعة للجيش واللجان الشعبية مرت من تعز باتجاه منطقة المخا بعد هجوم واسع شنّه مرتزقة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي مسنودين بغطاء بحري وجوي لقوات التحالف السعودي إلى الحدود حيث أعلنت وزارة الدفاع اليمنية مقتل جنود سعوديين، بينهم ضابط، في عملية للجيش اليمني واللجان في عسير، تزامن ذلك مع إعلان الرياض مقتل رقيب من حرس الحدود السعودي وإصابة آخرين في جيزان، وأكدت تقارير قصف الجيش واللجان الشعبية ميناء جيزان السعودي بصواريخ «النجم الثاقب».
في موازاة ذلك، وجّه رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن محمد علي الحوثي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة حول التطورات العسكرية وهجوم قوات التحالف السعودي على باب المندب.
وحمّل الحوثي دول التحالف ومن وصفهم بعملائها «مسؤولية ما قد يترتب على هذا التصعيد الخطر وغير المسؤول من عواقب وتهديد لأمن وسلامة الملاحة الدولية». ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والعمل على وقف الحرب على اليمن وما تتعرض له من تدمير لمقدراتها وبنْيتها وإلى رفع الحصار.
وفي السياق، قال مساعد وزیر الخارجیة الإیراني عباس عراقجي إن دعم بعض الدول للعدوان علی الیمن لن یساعد في إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشار عراقجي في كلمة في أول اجتماع لمجموعة الاتصال التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي علی هامش اجتماعات الجمعیة العامة للأمم المتحدة في نيويورك إلی مسودة تقریر حول الیمن تتضمن تحریفاً صارخاً بشأن الأزمة الیمنیة ومسبباتها ودفاع بعض الدول عن العدوان العسكري السعودي علی الیمن.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش انتقدت سحب مشروع القرار الهولندي في مجلس حقوق الإنسان لإجراء تحقيق في الانتهاكات الإنسانية خلال العدوان السعودي على اليمن إثر ضغوط من الرياض.
وكان المشروع قد دعا الأمم المتحدة إلى إرسال بعثة لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في اليمن، إلا أنّ المجلس أعلن في وقت متأخر سحب النص الهولندي واعتمد المسوّدة السعودية التي تم طرحها والمسودة لا تتضمن الدعوة للتحقيق في الجرائم السعودية.
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الأوضاع الإنسانية في اليمن لم تعد تحتمل، مؤكداً ضرورة وقف نهائي لإطلاق النار.
وشدد المبعوث في حديث خاص إلى قناة «روسيا اليوم» على أن الوقت قد حان لوقف كلي لإطلاق النار بخاصة أن الهدنة الأولى لم تنجح والشعب اليمني في حاجة إلى وقف نار نهائي تخلصه من المعاناة التي يعيشها والأزمة الإنسانية بسبب هذه الأزمة.
وأشار إلى أن الحرب في هذا البلد زادت عن 6 أشهر واليمن كان البلد الثاني على مستوى العالم من ناحية مجاعة الأطفال. قبل الحرب كان 7 ملايين يمني يحتاجون إلى مساعدات والآن تفاقمت الأوضاع وأصبح 21 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات.
وأوضح إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن أهم محطة في الوساطة الأممية في اليمن هي أن الجهود الأممية نجحت في جمع أطراف الأزمة اليمنية في جنيف والاتفاق على العديد من النقاط المحورية والأساسية مثل وقف إطلاق النار والانسحاب.
وقال المبعوث الأممي إن جماعة أنصار الله مستعدة لتقديم تنازلات، مشيراً إلى أن الحوثيين أكدوا استعدادهم للالتزام بالقرار 2016 وعودة الحكومة.
على صعيد آخر، شارك ملايين اليمنيين في مسيرة كبرى بصنعاء دعت إليها اللجنة الثورية العليا في اليمن، انطلقت من باب اليمن، تعزيزاً للصمود في وجه العدوان وتنديداً بمجزرة المخاء وتضامناً مع ضحايا مأساة منى.
متظاهرو صنعاء استنكروا في بيان صادر عنهم فاجعة منى مطالبين بلجنة تحقيق إسلامية لمعرفة ملابسات ما حصل.
ودانوا استمرار العدوان السعودي متعهدين مواصلة الاستبسال في مواجهة الغزاة، معتبرين أن الخطوة العدوانية على باب المندب تنذر بكارثة ملاحية تتحمل قوات العدوان السعودي تداعياتها.