الجيش السوري يقاتل المعارضة أم الإرهاب؟
حميدي العبدالله
مَن يقاتل الجيش السوري، هل يقاتل المعارضة أم يقاتل الإرهاب؟
الإجابة على هذا التساؤل تحدّده الوقائع غير القابلة للدحض أو التشكيك، ومن بين هذه الوقائع:
أولاً، هيئة التنسيق الوطني المعارضة، تعلن صراحةً، ليلاً نهاراً، وعلى لسان كلّ مسؤوليها أنها لا تحمل السلاح وأنّ مؤيديها لا يشاركون في القتال، لا إلى جانب المعارضة ولا إلى جانب الجيش السوري، وهذا يعني أنّ الجيش السوري لا يقاتل عناصر تابعة لها.
ثانياً، في محافظة إدلب، لم يعد هناك وجود لأيّ تشكيل مسلح لا يتبع لتنظيم «القاعدة» بفروعه المختلفة، جبهة النصرة، الجيش التركستاني، جيش المجاهدين، أحرار الشام… إلخ والتي تنضوي جميعها تحت لواء «جيش الفتح».
في جبهة حلب لا وجود سوى للجبهة الشامية، وهي تضمّ تشكيلات إسلامية، تشكل «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» عمودها الفقري، وهذه جميعها تنظيمات مصنّفة دولياً بأنها إرهابية ومتطرفة.
ثالثاً، في المحافظات الشرقية، وهي الرقة والحسكة ودير الزور، الوجود الحصري للذين يقاتلون الجيش السوري ووحدات الحماية الكردية هو تنظيم «داعش» المصنّف تنظيماً إرهابياً من قبل دول العالم كافة.
رابعاً، في درعا والقنيطرة وريف دمشق، التشكيلات المسلحة التي تضطلع بالدور الرئيس في محاربة الجيش السوري، هي «جبهة النصرة» و«داعش» وتنظيمات «القاعدة» الأخرى مثل «لواء اليرموك» و«حركة المثنى» وهما تابعان لـ«داعش» و«النصرة»، أما ما يُعرَف بـ«الجيش الحر»، فلم يعد له أي وجود في أيّ جبهة من الجبهات، وعادةً ما تتمّ تصفية عناصره من قبل «النصرة» و«داعش» في حال حاولوا إظهار وجودهم وتحرّكهم المستقلّ.
أما التشكيلات المسلحة من «المعارضة المعتدلة» التي سعت وتسعى واشنطن إلى بنائها وتمّ رصد الملايين لها، فإنه لم يسجل أيّ وجود لها في أيّ مكان في سورية، ولعلّ أبلغ مثال هو ما حلّ بالمجموعات التي تخرّجت من معسكرات التدريب الأميركية في تركيا، وتحديداً ما عُرف بـ«الفرقة 30» التي تمّ إلقاء القبض عليها من قبل «جبهة النصرة» حتى قبل أن تصل إلى جبهات القتال، وقام المتخرّجون من الفوج الثاني بتسليم أسلحتهم إلى تنظيم «القاعدة»، وهو ما اعترف به مسؤولون أميركيون.
في ضوء هذه الوقائع الواضحة والصلبة، فإنّ القتال في سورية اليوم يدور حصراً بين الجيش السوري، وبين التنظيمات الإرهابية بتشكيلاتها المختلفة وتسمياتها المتعدّدة، ويؤكد ذلك حقيقة سياسية واقعية لا دعائية، أنّ الجيش السوري يحارب الإرهاب ولا يحارب المعارضة.