تحرير سورية من الذئاب المنفلتة… الإنزال الروسي في النورماندي السوري
نارام سرجون
لم أكن أعرف ماذا تعني سخرية الأقدار إلا في الروايات الخيالية والكتب الأدبية لأنني اعتقدت أنها مصطلح لشيء لا يُرى ولا يدرك بل يمكن تصوره فقط… ولم أكن أتخيّل أنني سأرى أكبر سخرية للأقدار في التاريخ أمام عيني.. ولكنني اليوم أقدر أن أشرح لكم ما هي سخرية الأقدار لأنني رأيت الأقدار التي تضحك ساخرة بل انني أمام قدر يقهقه؟ فهل رأيتم مثلي قدراً يضحك بسخرية؟ اذا لم تكونوا قد رأيتم قدراً ساخراً فاسمحوا لي أن أقدّمه لكم لأنّ هذه الرؤية تأتي مرة كلّ ألف عام.. انّ العمر كله قد لا يرى ابتسامة الأقدار فكيف لنا أن نقاوم مشهد ضحكة الأقدارالساخرة؟
سخرية الأقدار هي أن يضحك القدر حتى يغمى عليه وهو يستمع الى تدافع التصريحات الدولية التي تقرّ بالحاجة الى التخلي عن اشتراط رحيل الرئيس الأسد، هل يمكن لأحد منا أن يطلب من الأقدار ألا تضحك من قلبها على توالي زعماء أوروبا واحداً بعد الآخر للتصريح أن لا مناص من محاورة الأسد ولو على الأقلّ خلال المرحلة الانتقالية، العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً يكاد يشتعل بتصريحات متراجعة، فلا نكاد ننام على تراجع حتى نصحو على تراجع جديد، العالم يبدأ مرحلة الانسحاب التكتيكي من مرحلة العداء مع الأسد، بل كيف لي أن أضع يدي على فم الأقدار التي تضحك بشكل هستيري حتى اختنقت بالضحك وهي تستمع الى أردوغان يقرّر أخيراً ورغم أنفه أنه سيقبل وجود الرئيس الأسد ولو موقتاً ومن دون منطقة عازلة ومن دون ركعة واحدة في المسجد الأموي ومن غير وضوء.
واعذروني انْ قلت لكم بأنني لن أدرك الأقدار قبل أن يغمى عليها من شدة الضحك وهي ترى الإخواني الواعظ قنصل «إيباك» الفخري راشد الغنوشي وهو يقرّ بضرورة المصالحة بين السوريين حتى مع الرئيس الأسد، ضحكت كثيراً وأنا أمرّ على المصطلحات المدوّرة والمكوّرة والمنحنية والمواربة والمستحية والمتعجرفة الذليلة، ولم يعد ينقصنا إلا أن يخرج خالد مشعل وأن يحرق علم الثورة السورية أو علم تركيا أو علم قطر ويرفع صورة الرئيس بشار الأسد، ولم تعد سخرية الأقدار المضحكة لتكتمل حتى نرى القرضاوي يدعو للرئيس الأسد بطول العمر وأن يقصف عمر أردوغان وأن يفتي بقتله ويضع دمه في رقبته الى جانب دم العقيد القذافي ودم مئات آلاف المسلمين الذين تسبّب بموتهم، وقد يدير فيصل القاسم حلقة كاملة هستيرية عن المؤامرة الصهيونية القذرة على الشعب السوري الذي يحتاج الرئيس الأسد، وربما ينهض الشقفة من حيث لا نحتسب ويرى أنّ من الضروري شدّ ظهر الهلال الشيعي لأنه هلال مقاوم، ولا أستغرب أن يستعين أبو محمد الجولاني بمراجعات عبّود الزمر الذي أفتى بقتل السادات ثم تفنن في فقه التراجع واعتبر السادات شهيداً وقتله جريمة، بل وقدّم اعتذاره الشهير الذي كان بداية الصفقة بين «الإخوان المسلمين» والغرب لمشروع «الربيع العربي».
هل أدعوكم إلى المرور معي في جولة تفقدية على وجوه أولئك الذين توعّدونا يوماً بالتدخل الغربي وبالأساطيل الأميركية، وبالفصل السابع الذي يسقط النظام، ورقصوا وبكوا وكذبوا من أجل أن يقدّموا الأعذار للناتو بالقدوم والنزول على الشواطئ السورية، فتلك الوجوه هي التي تظهر عليها الدهشة من سخرية الأقدار منها، أريد أن أمرّ أيضاً على وجوه أولئك الذين بذلوا جهوداً خارقة لصناعة وتصميم فكرة اسمها لحظة التخلي الروسي الحتمية عن الدولة السورية وتنبّأ لنا بتراجع الروس عن دعم الموقف الوطني السوري ودخل في تفاصيل صفقات بيعنا وشرائنا، وأثماننا ببراميل النفط، المقدّم منها والمؤخر، وعن التعب الروسي وعن تردّد الجيش الأحمر، وبلغ الأمر أقصى السخرية عند الحديث عن لحظة لجوء الأسد الى غواصة روسية تحت البحر، بل وأسهب الثوار في وصف ملجئه وسريره وستائر بيته في سيبيرية، ولا أدري انْ كانوا سيبشرون جمهورهم اليوم أنّ الغواصة التي يتهيأ الرئيس الأسد للنزول بها تحت الماء والاختباء من الثورة المباركة قد وصلت بين سفن الأسطول الروسي الى طرطوس.
لا يعنيني كيف يواجه هؤلاء الناس وكيف يجادلون القراء المخدوعين وتلك الغوغاء التي تبعتهم خمس سنوات بأيامها ولياليها، بل يعنيني كيف ستبصق الكلمات التي كتبوها عن ذلك في وجوههم لأنها اليوم تحسّ أنها كلمات تسري دماء الكذب في عروقها، وأنها حمّلت من الكذب ما لا طاقة لها به، ستبصق في وجوههم بصاقاً أسود لما تحسّ به من احتقار وإذلال وهي ترى أنّ من نزل على الشواطئ السورية ليست الغواصة التي ستقلّ الرئيس الأسد الى ملجأ، بل هي الأساطيل الروسية التي ستنقل الثورة الوهابية الى محطة مجهولة، وأنّ الروس أثبتوا أنهم لا يباعون ولا يشترون، وأنهم ليسوا أغبياء ليبيعوا ما لا يباع، وأنّ حلف المقاومة متماسك كالبنيان المرصوص.
ولا يعنيني ما يقول هؤلاء وهم يستعملون متاريسنا وقلوبنا ومفرداتنا ويلوذون بوطنيتنا التي ترفض التدخل الأجنبي ويذكروننا أننا رفضنا خيانتهم يوم استنجدوا بالناتو ويطلبون منا أن نحلّ المعضلة الفقهية الأخلاقية في أننا لا يجب أن نقبل التدخل الروسي الذي يوازي طلبهم بالتدخل الأميركي، هؤلاء الذين يريدون إحراجنا بذلك هم الذين يمزجون دم اللغة بدم الأفاعي البارد ويخلطون مذاق الرحيق بلعاب التماسيح ونكهة النعناع بنكهة الخشخاش، وهم المتشدّقون الذين يسرقون كلّ شيء حتى الشعارات الوطنية ويستعملونها لستر الخيانة ويتقاذفونها، وهم أنفسهم الذين اجترحوا معادلة الاستعانة بـ«إسرائيل» وبيع الجولان لنتنياهو ولواء اسكندرون لأردوغان من أجل الفوز بالسلطة، وهؤلاء هم الذين ارتكبوا مجزرة الكيماوي من أجل أن تتحوّل سورية الى محرقة كبرى بالسلاح الأميركي واليورانيوم المنضب.
هؤلاء لن نشغل أنفسنا بالردّ عليهم لأنّ الردّ عليهم لا يجدي، فهؤلاء لا يبحثون عن الردّ ولا عن الحقيقة لأننا أمضينا خمس سنوات نقتح لهم كتب المنطق والتاريخ والجغرافيا والوطنية والقرآن والأخلاق دون أن ينفع ذلك، لأنّ التفكير السليم علّمنا يوماً أنّ هناك كلام حقّ كثيراً يُراد به باطل كبير، ان رفع شعار أن ما نفعله من التعاون مع الروس هو مطابق لما فعلوه بالتعاون مع الناتو يشبه خدعة المصاحف على الرماح، فكما رفعت يوماً المصاحف على الرماح لإحراج السلطة الشرعية المتمثلة في «علي» بأنها تتحدّى دستورها القرآني فإنّ البعض يرفع اليوم مصاحفنا الوطنية الرافضة لاستدعاء الناتو، شعاراتنا المقدّسة التي ترفع على رماح الوطنية يُراد بها باطل لإبطال وطنية الاستعانة بالحليف الروسي لتحرير الأرض، ولكننا لسنا من أولئك الذين تحرجهم الادّعاءات الماكرة ولن تهزّنا المصاحف بأيدي المنافقين ولن نكترث بها، لأنّ المصحف الذي يحمله المنافق لا يشبه الا صلاة بلا خشوع وبلا سجود ولا ركوع،
ليست هناك حذلقة ولا ازدواجية معايير وطنية، ولمن يريد أن يفهم المعركة اليوم وتفاصيل التدخل الروسي فعليه أن يدرك أننا نواجه احتلالاً أطلسياً عبر حروب الجيل الرابع، وأنّ الحقيقة هي أنّ تركيا ومن خلفها الناتو صارت تحتلّ بشكل مقنع جزءاً جديداً من شمال سورية عبر لعبة الثورة وبقفازات «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجيش الحر»، فطوال الحرب على سورية تردّد الناتو في التدخل واكتفى بالضغط الهائل السياسي والنفسي، ولكن الميدان بدا أنه محسوم للجيش السوري، فمنذ معركة بابا عمرو والجيش يتنقل من تحرير الى تحرير بسهولة فائقة، لم يتدخل الناتو علناً في كلّ هذه المعارك لأنه اعتقد أنّ الجيش السوري غير قادر على حسمها بسهولة، ولكن الناتو في معركتي إدلب وتدمر قرّر تغيير قواعد اللعبة بشكل خطير لأول مرة، فهو من خاض فيهما الحرب الالكترونية والتنصّت والتشويش والرصد بالطلعات الجوية وبالأقمار الصناعية بحجة محاربة الإرهابيين بل انّ كلّ الخطط وضعت في غرف عمليات أشرف عليها ضباط الناتو في تركيا بالتنسيق مع غرفة موك في الجنوب حيث تمّ شنّ هجمات منسّقة لتشتيت انتباه الجيش بين الشمال والجنوب، ولكن الناتو كسر خطاً أحمر عندما دفع بالسلاح النوعي إلى مرتزقة من كلّ دول العالم لاختراق إدلب وريفها واحتلال تدمر وجنوب درعا، وهذه كانت غلطة العمر لأنّ الاستعانة بالناتو و«إسرائيل» كانت كاملة في الأشهر الأخيرة ولا ينقصها الا الحملة الجوية العلنية التي استعيض عنها بسلاح نوعي جداً وغطاء الكتروني وتكنولوجي عال وسلاح الجو «الاسرائيلي» الذي يشارك جهاراً نهاراً في المعارك ضدّ الجيش السوري، هذا الانخراط الغربي المخاتل المخادع الذي يغوص حتى أذنيه في الحرب خلسة لن يمرّ دون عقاب ودون ردّ من نفس النوع، فالناتو هو الذي دخل الحرب خلسة علينا وهو البادئ بالاعتداء، ولذلك اذا كان الناتو قد دخل الحرب فإننا وجدنا أنّ علينا إعلان حرب تحرير ضدّ الناتو، وفي حرب ضدّ الناتو لا مفرّ من الاستعانة بالعدو الحيوي والطبيعي للناتو وهو روسيا، لأنّ الحروب الكبرى مع الكبار تقتضي تحالفات كبرى مع الكبار، وكما أنّ الفرنسيين لم يخجلوا من تحرير فرنسا التي احتلها النازيون بالاستعانة بالحلفاء فإننا لن نخجل من ايّ تحالف لطرد النازيين الأتراك وعملائهم من النازيين الإسلاميين الذين يحتلون شمال سورية،
وهناك حقيقة أخرى هي أنّ الروس – وهم تلامذة مدرسة «الحرب والسلام» – يعرفون أنّ الأذرع الأميركية في سورية ستتجه نحو القوقاز انْ استطالت وتمدّدت، فقرّروا بتر الأذرع الأميركية في المنطقة قبل أن تطول، فالمراوغون الأميركيون كانوا يريدون جعل المنطقة مزرعة للتنظيمات الإسلامية لبضعة عقود حتى تتحلل المجتمعات الشرقية تحللاً ذاتياً وتتفكك… وفي رحلة التفكك سيتمّ استخدام منتجات التفكك الإسلامي لتفكيك روسيا والشرق الأقصى، الغرب هو من يرعى «داعش» و«النصرة» وهو من كلف أردوغان بمهمة الراعي الذي يشرف على الأغنام، ولذلك فإنّ كلّ قنبلة روسية تسقط على «داعش» و«النصرة» اليوم يهتز منها البيت الأبيض ويغمض عينيه كيلا يرى جنوده الدواعش من الذئاب المنفردة والمنفلتة صرعى، وكلّ قنبلة روسية تصيب العسكريين ورجال المخابرات الاميركيين بالهستيريا، فالذئاب المنفردة التي جمعت في «داعش» و«النصرة» حتى باتت قطعاناً منفلتة يتمّ إحراقها وسحقها ولا تملك الذئبة مرضعة الذئاب التركية ولا صاحبة الذئاب أميركا أن تفعل شيئاً لأنّ الاعتراض يعني اعترافاً علنياً بأنّ تنظيمات الذئاب الاسلامية هي ملك للجيش الأميركي وهي التي أوكل اليها مهمة حروب الجيل الرابع.
هناك من يعتقد أنّ الروس ربما أوقعوا الاميركيين والسعوديين في فخ بالسماح للأميركيين بقرار دولي لمحاربة الإرهاب وتشكيل تحالف ضدّه في سورية، لأنّ الاعتراض عليه كان يعني أنّ «داعش» تحميها روسيا والنظام الذي كان يُشاع أنه صمّم «داعش» لتدمير الثورة السورية فتمّ تمريره ضمن ممرات صارمة لا تمسّ الدولة السورية، وكذلك صمت الروس عن قرار يجيز للسعودية الدخول الى اليمن لأنّ المطلوب كان أن تغرق السعودية في حرب طويلة بعيداً حيث تنزف بهدوء ويسيل دمها الأسود، ولذلك لا يبدو اعتراض أميركا على الحملة الروسية منطقياً أو قادراً على المناورة بالكلام والمراوغة، فكيف تبرّر اعتراضها وهي بنفسها التي أدرجت «النصرة» و«داعش» على قوائم الإرهاب، ودعت الى تحالف دولي ضدّ إرهابهما في مجلس الأمن؟ الأميركيون اعتقدوا أنّ الروس لن يقدموا على المجازفة والمشاركة في أيّ تحالف وسيتركون الناتو يقوم بدور الشرطي ضدّ الإرهاب، حيث يقوم الشرطي بالتحايل على الناس والقانون وتمثيل دور رجل الشرطة الصارم وشريف البلدة ولكنه حقيقة يقوم بتقاسم المسروقات ليلاً مع اللص الإرهابي والذئب ذي اللحية الإسلامية في لعبة دولية قذرة.
المعركة الآن مهما قيل إنها بين الدولة السورية ومعارضين متشدّدين إسلاميين فإنها في الحقيقة معركة تحرير سورية ومعركة بتر الأذرع الأميركية وطرد الناتو المحتلّ لبعض الأرض السورية بغطاء مراوغ، وهذه المعركة تشبه معركة تحرير أوروبا في الحرب العالمية الثانية من النازية التي قادها عملياً البلدوزر الروسي وجرف في طريقه النازيين وجحافلهم، اليوم يقوم الروس بإنزال في طرطوس يشبه إنزال النورماندي الذي قام به الأميركيون على الشواطئ الفرنسية، والذي افتتح عملية تحرير اوروبا، وسيرى الثوار معنى القصف بالجحيم على أصوله لأنّ الأيام المقبلة ستظهر لهم مفاجآت قاسية وسيعرفون أنّ الروس لا يداعبون أعداءهم، وأنّ الأم الحنون الأميركية كانت تقصفهم بالوسائد لا بالقنابل، وسيتوالى هطول الجحيم على كلّ الثوار في عملية يسمّيها الضباط الروس عملية أرقى من تطهير الأرض لأنها ستكون مرحلة تعقيم الأرض من موجات الذئاب المتطرفة.
الروس يريدون ويردّدون أنهم يريدون سورية دون تقسيم لأنّ تقسيمها ضدّ مصلحة روسيا أولاً، لأنّ هذا يعني تحطيم الخرائط الاقتصادية والسياسية التي تحمي روسيا وسيكون كلّ مشروع روسيا للنهوض ثانية بلا طائل دون السماح لها بالهبوط على أكبر حاملة للطائرات في العالم هي سورية، حيث تتوسط مفارق العالم نحو الغرب والشرق ونحو الشمال والجنوب، فيما كان الأميركيون يروّجون لمرحلة تقسيم سورية للحصول على حاملة الطائرات العملاقة ومنع الروس من الهبوط على مدرّجاتها، المعركة بدأت والأيام المقبلة سيكون الشعب فيها على موعد طال مع تحرير سورية.
الغرب مضطرب فهو في محنة أخلاقية عويصة أمام جمهوره، وفي محنة ديبلوماسية وعسكرية لأنه غير قادر على مساعدة قطعان الذئاب وغير قادر على الاعتراض على التحرك الروسي لاعتبارات عسكرية واضحة، ولكن أيضاً لأنه لم يمسك بعد بالحجة والذريعة القوية للاعتراض على قصف إسلاميين شاهدهم العالم على مدى سنوات على أنهم ليسوا مقاتلي حرية بل آكلو قلوب وذباحون وتجار سبايا ومجاهدو نكاح مهووسون باللذة المحرّمة، واذا تحالف الروس والغرب ضدّ النازية فلماذا لا يتفقان في الحرب على الإرهابيّين؟
مشروع تحرير سورية من كلّ ذئاب الناتو المنفردة والمتفرّقة والمجتمعة بدأ على يد الجيش السوري وحليفه الجيش الروسي، ولذلك أجدني لأول مرة في حياتي لا أقدر على أن أكتب كلماتي لا بالحبر ولا بالرصاص ولا أن أقطفها من أيّ كتاب ولا من فم أيّ قصيدة أو ملحمة، لأنني قطفت كلام هذه المقالة من فم طائرات السوخوي ومن تحت أجنحة الميغ، وليس في فم السوخوي إلا مذاق النصر، وأنا جالس في مكتبي أشرب قهوتي لأول مرة منذ أربع سنوات وأحسّ طعمها لذيذاً فيه نشوة خفية، وكنت في ما مضى أشرب ألف فنجان وكأني شربت ماء البحر، انها حقا سخرية الأقدار، أن يصبح فنجان قهوة واحداً بنكهة السوخوي يعادل ألف فنجان من بحيرات اللغة التي صارت مالحة، كماء البحر.
ملاحظة: نسيت أن أقول للثورجيين إنه بالفعل هناك غواصة روسية في المياه السورية ولكن ليس لاصطحاب الرئيس الى المنفى بل لغرض آخر، لن يروق للثوار معرفته…