لافروف يحذر من «التصفية العرقية» في شرق أوكرانيا

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في ألا تنجر القيادة الأوكرانية وراء من يرعى سيناريو التطهير العرقي في جنوب شرقي أوكرانيا، «فبدل وقف النار الذي سمعناه من الرئيس بوروشينكو هناك تصريحات آتية من كييف، من قبل قادة أجهزة القوة، تقول إن الهدنة ستعلن ليتمكن «الانفصاليون»، كما يطلق عليهم، من مغادرة الأراضي الأوكرانية».

وأكد لافروف في هذا الصدد أن «هذا لم يعد حواراً وطنياً، ولم يعد مفاوضات بمشاركة جميع الأقاليم، بل هذا في واقع الأمر تطهير عرقي». وأضاف: «اتمنى ألا ينجذب بوروشينكو وراء من يحتضن هذا السيناريو»، مشيراً أن بلاده تحضر في مجلس الأمن مشروع قرار لتعزيز «خريطة الطريق» التي وضعتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لتسوية الوضع في أوكرانيا.

وأعرب الوزير الروسي عن تعازيه لمقتل الصحافي الروسي إيغور كورلينيوك بالقرب من لوغانسك، مشيراً إلى أن الصحافيين العاملين في النقاط الساخنة يتعرضون للخطر، لكن المخاطر المنبثقة في أوكرانيا… مصطنعة، وتأتي نتيجة استمرار العملية العسكرية ضد الشعب الأوكراني، ضد من يريد الدفاع عن حقوقه في الجنوب الشرقي للأوكرانيا، ضد من يريد أن يستمع الآخرون له».

وأعلن لافروف أنه يتعين على جميع أعضاء منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن يؤثروا في كييف من أجل تطبيق «خريطة الطريق» التي وضعتها المنظمة لتسوية الأزمة، وقال في ختام محادثاته مع نظيره الصربي إيفيتسا داتشيتش في بلغراد أمس: «نحن نؤيد دور منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في تسوية الأزمة الأوكرانية، وندعم عمل بعثة المراقبة الخاصة في أوكرانيا، ونؤيد خريطة الطريق التي وضعتها سويسرا خلال ترؤسها للمنظمة». وأضاف: «وللأسف فإن القيادة الأوكرانية لم تدعم خريطة الطريق هذه بشكل كامل. ونعتقد أنه يتعين على جميع أعضاء منظمة الأمن والتعاون الأوروبي أن يؤثروا في كييف من أجل إزالة ما يعيق تطبيقها».

من جهة أخرى، أكد داتشيتش أن صربيا التي ستترأس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي العام المقبل، ستبذل قصارى جهودها لتسوية الأزمة الأوكرانية، وستصر على حل المسائل كلها عبر الحوار، مشيراً أن بلاده تسعى إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن ليس على حساب علاقاتها مع روسيا، مشدداً على أن عضوية صربيا في الاتحاد لن تضر بمصالحها بأي شكل من الأشكال. وأضاف أن بلغراد يجب أن تختار بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

من ناحية أخرى، أعلنت المفوضة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية الإعلام دنيا مياتوفيتش عن حزنها العميق لمقتل الصحافي الروسي ايغور كورلينيوك في شرق أوكرانيا، وقالت إن «مقتله يذكرنا مرة ثانية بعدم تقديم الحماية المطلوبة للصحافيين الذين يخاطرون بأرواحهم لنقل أحداث النزاع في أوكرانيا». ودعت السلطات الأوكرانية إلى إجراء «تحقيق فوري ودقيق بحيثيات الهجوم الذي أدى إلى الوفاة ومعاقبة المسؤولين».

وكان مراسل هيئة الإذاعة والتلفزيون الروسية الرسمية إيغور كورنيليوك قد توفي متأثراً بجروح أصيب بها جراء قصف الجيش الأوكراني لبلدة ميرني على أطراف مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا.

وذكر المكتب الصحافي لـ»جمهورية لوغانسك الشعبية» يوم أمس أن المراسل أصيب بنتيجة قصف هاون للبلدة المذكورة، مضيفاً أن كورنيليوك نقل إلى المستشفى وهو في حالة خطيرة. وفيما بعد أكد رئيس أطباء المستشفى وفاة الصحافي. وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الروسية من جانبها نبأ وفاة مراسلها في المستشفى، وأضافت أن المصور الذي كان يرافقه بصحة سليمة، وتمكن من الاتصال بزملائه.

وطالبت الخارجية الروسية السلطات الأوكرانية بإجراء تحقيق موضوعي بهذه المأساة ومعاقبة المسؤولين. وقالت في بيان: «ننتظر من وسائل الإعلام العالمية التنديد الحازم بجريمة القوات الأوكرانية». ولفتت إلى أن «مقتل الصحافي الروسي يؤكد مرة أخرى الطبيعة الإجرامية للقوى التي تشن العملية القمعية في شرق أوكرانيا». واعتبر البيان أن سلطات كييف والتشكيلات المقاتلة التي تعمل على إرهاب الصحافيين الروس، تخشى الكشف عن حقيقة ما يجري في البلاد.

وفي سياق متصل، أكد مراسلا قناة «زفيزدا» الروسية اللذان اختطفا في أوكرانيا أنهما تعرضا لمعاملة سيئة للغاية وصلت إلى حد التهديد بقتلهما من قبل ممثلي «القطاع الأيمن» الأوكراني المتطرف، إذ كان كل من المراسل يفغيني دافيدوف ومهندس الصوت نيكيتا كوناشينكوف قد احتجزا من قبل الحرس الوطني الأوكراني أثناء أداء مهمتهما في أوكرانيا عند أحد الحواجز التي تبعد 120 كلم عن مدينة دنيبروبيتروفسك.

وقال المراسلان في مؤتمر صحافي عقداه أمس أن القوات الأوكرانية صادرت كل ممتلكاتهما، مع التهديد بتصفيتهما، وأكدا أنهما تعرضا للضرب على جسديهما ورأسيهما قبيل مباشرة التحقيق معهما. وأشار الصحافيان إلى أن ظروف العمل في أوكرانيا حالياً صعبة للغاية، وأن الحرس الوطني الأوكراني يمنع التصوير بشكل كامل ويهدد عناصره دوماً بإطلاق النار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى