القوات العراقية تحكم السيطرة على تلعفر وتدمر 100 سيارة سعودية
صدت القوات العراقية أمس هجوماً شنه مسلحون في مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم شمال شرقي بغداد وتمكنوا خلاله من السيطرة على 3 أحياء لساعات عدة، بينما سقط عشرات القتلى خلال الاشتباكات التي أدت إلى إحكام السيطرة من قبل الجيش على تلعفر شمال البلاد.
وأفادت مصادر عراقية أن القوات الأمنية تمكنت وبمساندة أبناء العشائر من إحكام سيطرتها على مدينة تلعفر التي شهدت فرار عصابات داعش الإرهابية من مركز شرطة فيها تاركة أسلحتها ومعداتها. وأكدت المصادر مقتل 70 مسلحاً وإحراق 40 عجلة في غارة للطيران العراقي على تجمع لداعش بتلعفر.
إلى ذلك أفاد التلفزيون العراقي أن عصابات داعش الإرهابية فرت من مركز شرطة تلعفر تاركة أسلحتها ومعداتها.
وأفاد مصدر أمني بأن القوات الأمنية تمكنت من قتل 15 «داعشياً» وتدمير 100 سيارة سعودية على الحدود السورية القريبة من محافظة نينوى.
وذكر المصدر وفق موقع الاتجاه أن «ضباطاً ميدانيين أكدوا مقتل 15 عنصراً من التنظيم الإرهابي وتدمير 100 سيارة دفع رباعي تحمل لوحات سعودية في مخبأ قرب الحدود السورية القريبة من محافظة نينوى». وأضاف المصدر: «سلاح الجو رصد مسلحي داعش بالقرب من جحر يضم 100 سيارة دفع رباعي من نوع بيك آب تحمل لوحات سعودية بالقرب من الحدود السورية ـ العراقية».
ونفى الناطق باسم الجيش العراقي اللواء قاسم عطا سيطرة المسلحين على بلدة تلعفر شمال البلاد، مؤكداً في مؤتمر صحافي ببغداد أن «قوات الجيش صدت هجوم داعش على تلعفر».
وكان قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي، قد قال إن «مجموعة من المسلحين نفذت هجوماً بالأسلحة الرشاشة في بعقوبة والقوات الأمنية صدت الهجوم». وأشار في هذا السياق، نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان إلى أن «هناك 50 شهيداً من المدنيين الذين سقطوا جراء الاشتباكات والرمي العشوائي والقصف، وهناك أيضاً عشرات القتلى من المسلحين والقوات الأمنية».
وأشار مصدر أمني في محافظة ديالى إلى أن «مسلحين مجهولين اقتحموا سجن المفرق في المحافظة وأعدموا عشرات المعتقلين». وأفاد مصدر في شرطة محافظة ديالى العراقية بأن عناصر «داعش» قتلت 44 «إرهابياً» عن طريق الخطأ بعد محاولتهم تهريبهم من سجن المفرق غرب بعقوبة.
من جهة أخرى، أكد مصدر أمني العثور على 16 جثة مجهولة الهويّة تعود لأشخاص مدنيين. وأشارت مصادر إلى عُثر على الجثث في مناطق السيدية والصليخ والبياع والزعفرانية والبنوك في بغداد، وبدا على بعض منها آثار تعذيب وكانت مقيدة الأيدي وملقاة قرب مكبات للنفايات.
وتمكنت القوات الأمنية في محافظة نينوى، من قتل قياديين اثنين من تنظيم «داعش» خلال مواجهات مسلحة غرب الموصل. وأعلن قائد عمليات منطقة دجلة في العراق الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، اليوم مقتل 19 مسلحاً ينتمون إلى «داعش» وتفجير منزلين مفخخين في عمليات أمنية بناحيتي العظيم والمقدادية في محافظة ديالى.
وقال الزيدي: «إن قوات من عمليات دجلة نفذت، في ساعة متقدمة من ليلة أول من أمس، عمليات أمنية في ناحية العظيم، أسفرت عن مقتل 12 إرهابياً وتفجير منزلين مفخخين».
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية إن الجيش العراقي نشر مفارز عسكرية وأقام نقاط تفتيش على طول الطريق بين بغداد ومدينة سامراء. وأضاف المصدر أن الطريق أصبح مؤمناً لتحرك قوافل الجيش من بغداد حتى سامراء.
واستنكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأعمال الإرهابية كافة التي تضرب العراق أخيراً، وذلك في مؤتمر صحافي، داعياً رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى «إجراء حوار شامل مع الأطراف العراقية كافة للتوصل إلى الاستقرار». وأضاف أن الاستقرار السياسي سيمنع انتشار الإرهاب في أرجاء العالم كافة.
كذلك، اعتبر مبعوث الأمم المتحدة في العراق أن «الهجوم الذي يشنه داعش منذ أسبوع والذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في الشمال يشكّل «تهديداً لبقاء» هذا البلد وأكبر خطر على سيادته منذ سنوات».
خلافات بين الإرهابيين
نقلت شبكة الإعلام العراقي أمس عن شهود عيان نازحين من الموصل وتكريت، أن خلافات شديدة دبت بين المسلحين على مسروقات من قوت الشعب العراقي والسيطرة على بعض دوائر الدولة، كما بدأت في الموصل وتكريت عمليات قتل الأبرياء بحجج واهية.
وأضافت الشبكة أن شهود العيان الذين وصلوا بغداد أكدوا ان خلافات كبيرة بدأت تنشب بين الإرهابيين بسبب إصرار تنظيم «داعش» على رفع رايته بمفردها من دون باقي رايات الإرهابيين، بينما يصر مرتزقة الطاغية صدام والمؤتمرون بقيادة المجرم الهارب عزت الدوري على رفع صور الدكتاتور المباد، وكذلك على تقسيم السيطرة على المناطق، خصوصاً التجارية لفرض الأتاوات على أصحاب المحال، كما دب الخلاف على تقسيم مبالغ المصارف والبيوت المسروقة، وغيرها من الأمور التي يطبقها «داعش» والعصابات الأخرى على أهالي الموصل.
وأكد الشهود من عائلات وصلت إلى بغداد فارة من نار الإرهابيين من تنظيمات «داعش» وغيرها، أن «سيطرات» كثيرة نصبت بين الأزقة والمحال السكنية بدأ أعضاؤها يحاسبون النساء على ملابسهن ويأمروهن بلبس الخمار ويضربون الشباب الذين يلبسون السروال القصير البرمودة .
مواقف تدين إجرام «داعش»
قال رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني إن العمليات الإرهابية لتكفيريي داعش في العراق هي حرب نفسية ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأضاف ولايتي في جلسة عقدها مع رؤساء مراكز الدراسات والأبحاث والصحافيين البارزين في الصين بمقر السفارة الإيرانية في بكين، أن فوز نوري المالكي في الانتخابات البرلمانية في العراق كان متوقعاً.
وصرح بأن إرهابيي داعش دخلوا إلى العراق عبر الحدود السورية بعد فوز نوري المالكي لإثارة الحرب النفسية ونحن واثقون من أن الحكومة العراقية ستنتصر على هذه المجاميع الإرهابية.
من جهة ثانية، أكدت الخارجية الروسية أن ازدياد نشاط المتطرفين في العراق وجودهم في سورية، بإمداد مادي ومالي من الخارج، من شأنه أن يخلق بؤرة شاملة للإرهاب في المنطقة.
ودعت الخارجية في بيان صدر أمس المجتمع الدولي إلى «مساندة الحكومة العراقية بشكل فعال لنشر السلام والأمن في البلاد». وأعاد البيان إلى الأذهان أن الإرهابيين في الفترة الأخيرة حاولوا تعزيز مواقعهم في محافظتي نينوى وصلاح الدين، وأقدموا على مذبحة في تكريت حيث قتلوا رمياً بالرصاص أكثر من 1500 شاب أرادوا الالتحاق في صفوف الجيش العراقي، وعثر على جثة 12 من رجال الأمن قتلوا على يد مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
وأكد البيان أن «موسكو متضامنة مع ما تقوم به بغداد من التصدي الحازم للإرهابيين، وستمضي في تقديم دعمها العملي للسلطات العراقية في نضالها بلا هوادة ضد الإرهاب».
وفي السياق، اعتبرت شخصيات دينيةٌ وباحثون وخبراء في مصر أن جماعة داعش التكفيرية لا تمت بصلة للإسلام، مشددين على أن هناك مؤامرة تُنفّذ في العراق عبر هذه الحركة التي تموّل من قبل دول إقليمية.
وقال الشيخ علوي أمين أحد علماء الأزهر الشريف: أميركا وراء كل هذه الصفوف والصهيونية العالمية تحركها، والمسماة بداعش والذي يدّعي الإسلام، الإسلام براء منه.
وقال المختص في شؤون الجماعات الإسلامية نبيل نعيم: إن حركة داعش هي حركة منبوذة من مذهب إهل السنة والجماعة، معتبراً انها ليست بهذا الحجم الضخم، الذي يجتاح كل هذه الأراضي في العراق .
وقالت نشوى الأديب الكاتبة والصحافية المصرية: إن المؤامرة لن تنتهي وهي كبيرة، ومخطط لها منذ سنوات كثيرة، معتبرة أن داعش أداة من الأدوات لتحقيق الأهداف الصهيوأميركية، لتفتيت العالم العربي.