بعد معلومات عن مخطط لانقلاب ضده هادي يسحب الأسلحة الثقيلة من جبال صنعاء
في خطوة تعكس عمق الخلافات وفقدان الثقة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وسلفه علي عبدالله صالح، عمد الأول إلى سحب الأسلحة الثقيلة المنصوبة فوق تلال مطلة على صنعاء، خوفاً من أن يستخدمها الموالون لصالح الذي يتهمه بتدبير محاولة انقلاب، وسط دعوة لاحتواء المواجهات بين هادي وصالح، في وقت أعلنت قوات الحماية الرئاسية السيطرة على جامع الصالح القريب من مكتب هادي بعد أربعة أيام من حصاره.
وقالت مصادر عسكرية «تم تفكيك الأسلحة المدفعية والصواريخ الثقيلة التي كانت منصوبة في الجبال المطلة على صنعاء، بعد معلومات عن مخطط انقلاب، في ظل استمرار اختراق الجيش من قبل صالح وأعوانه».
وفي هذه الأجواء المتوترة، دعا قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي في اليمن إلى حل الخلاف بين هادي وصالح في الإطار الداخلي للحزب.
وقال عضو المكتب السياسي للحزب أحمد الكحلاني في رسالة إلى هادي: «أتمنى ألا ينجرّ أكثر إلى مواجهة زميله ورفيق دربه علي عبدالله صالح كما يرغب ويتمنى البعض، وأن يترك الاثنان فرصة لقيادة المؤتمر الشعبي العام لحل الخلاف، ويجب أن يلتزم الاثنان لوائح التنظيم وأن يحترماها باعتبارهما لا يزالان عضوين في المؤتمر». وأضاف: «من يشيرون على الرئيس أن هذه فرصته الأخيرة للقضاء على صالح وخروجه من العمل السياسي، بحكم وجود أعضاء لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن في صنعاء، هم غير صادقين».
وذهب الكحلاني إلى القول إن الغرض من الخلاف هو تقسيم وتفتيت وربما إنهاء هذا التنظيم المؤتمر الشعبي العام الذي لا يزال يخيف البعض من مشاركته أو دخوله أي انتخابات، في ظل استمرار تماسك هذا التنظيم، باعتباره حزباً وسطياً لا يزال يحظى بتأييد جماهيري واسع.
مواجهات عنيفة
في غضون ذلك، اشتدت المواجهات أمس بين الجيش اليمني مدعوماً من القبائل من جهة والمسلحين الحوثيين من جهة أخرى، بعد أن تمكن هؤلاء من السيطرة على قرى عدة في مديرية همدان، وباتوا على مشارف صنعاء. وقالت مصادر إن «المواجهات اشتدت فجر أول أمس، مع تقدم الحوثيين نحو وسط مدينة عمران، بعد أن سيطروا على قرى عدة في مديرية همدان والطريق المؤدي إلى العاصمة». ووفقاً لهذه المصادر، امتدت المواجهات إلى مديرية همدان بمحافظة ريف صنعاء، وشملت الجائف وجربان وقرى مجاورة، وصولاً إلى منطقة ضروان القريبة من المدخل الشمالي الغربي لصنعاء.
وطبقاً لهذه المصادر، تسببت المواجهات في سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، بينهم 11 قتيلاً من مقاتلي قبائل همدان، فيما لا يعرف على وجه الدقة عدد القتلى في صفوف الحوثيين وقوات الجيش، غير أن مصادر تحدثت عن أن الحوثيين تقدموا نحو جبل ضين الذي يبعد مسافة 50 كيلومتراً إلى الشمال من صنعاء، ما أسفر عن «مقتل 23 شخصاً من المسلحين العسكريين».