سورية من نصر التحرير إلى نصر على الإرهاب
فاديا مطر
بين تشرين التحرير العام 1973 والذكرى الثانية والأربعين تخوض سورية حربها الثانية التي لا تقلّ ضراوة عن حرب التحرير بمواجهة عدوّ مرتبط بالعدو الصهيوني مباشرة ينفذ أجندات وخطط الإمبريالية العالمية بلبوس إسلامي تارة وعلماني تارة أخرى.
أكد الأستاذ عبد الغني الجبان، نائب رئيس رابطة المحاربين القدماء، بأن سورية منذ القدم هي المنظمة الأساسية لحرب تشرين التحريرية حرب العاشر من رمضان، والتي أتت بقرار عربي لأول مرة من الدول العربية بقيادة الرئيس الخالد «حافظ الأسد». ولفت عبد الغني بأننا اليوم نعيش الحرب ذاتها لكن بشكل آخر من الداخل بدعم من الدول المعادية لسورية قلب العروبة النابض. منوهاً بأن التآمر على العالم العربي، وخصوصاً على سورية لم يضعفها بل ما زالت صامدة، مؤكداً بأن النصر سيكون حليفها كما انتصرت الإرادة العربية في العام 1973 كما نعيش ذكراها هذا اليوم وسنعيش بشائر الانتصار على الإرهاب العالمي.
بدوره أشار العميد الركن حسن الجدوع إلى ذكرياته في حرب تشرين التحريرية التي قضت على الهيمنة الإسرائيلية وعلى العدو «الإسرائيلي» وجيشه الذي وصف بأنه لا يُقهر، لافتاً إلى أنها المرة الأولى في تاريخه العربي تتفق الحكومة السورية والحكومة المصرية على استعادة الأراضي العربية المحتلة. وأضح أن كسر هذا الجيش الذي لا يُكسر تم عبر القوة التي يتمتعون فيها، فالقوات الخاصة السورية التي احتلت مرصد جبل الشيخ وكان أحد أفرادها وقال «نقلت لعناصري أمر القتال في هذا اليوم المبارك، وكان جيش الكيان «الإسرائيلي» لا يتوقع منا ذلك. استطاعت القوات الخاصة أن ترصد مرصد الجيش وأسرت أعداداً كبيرة ونقلت جميع الأجهزة الالكترونية الموجودة الخاصة بالمطارات والمعلومات والأشياء السرية إلى القيادة في سورية».
وشدّد الجدوع على أن سورية مازالت مقاومة ويريدون كسرها لكونها قلب العروبة الصامدة مع القوة المساعدة لنا «روسيا وحزب الله وإيران»، وسيتحقق النصر بإذن الله وسيتم بالقضاء على من يحملون اسم الاسلام. وأضاف الجدوع بأن الهدف الثاني لكسر سورية هو تأمين أمن «إسرائيل» والاستيلاء على منابع النفط الخليجي من قبل دول تدّعي الحضارة وهي بعيدة عنها.
اللواء ابراهيم المحمود، رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشعب، ما يجري الآن في سورية عبّر عن عدم فهم تسلسل انفجار الصراع العربي الصهيوني، الذي يعود لبداية القرن العشرين وكان أشهر محطاته في العام 1936 وبعده في العام 1948، وقد تمكّن الغرب من إنشاء كيان استيطاني غريب في قلب المنطقة العربية، متابعاً أيضاً في العام 1956 حيث قامت بريطانيا وفرنسا و»إسرائيل» بالهجوم على جمهورية مصر العربية، عندها خرجت «إسرائيل» من هذا العدوان بأن أخذت أم الرشراش وأنشأت ميناء إيلات وحصلت على السلاح النووي من فرنسا.
وتابع المحمود «في العام 1967 حققت فيه إسرائيل قوة استعمارية مساندة لها من احتلال سيناء والضفة الغربية والجولان، وانفجر مرة أخرى في حرب تشرين التحريرية بحيث لم تكن «إسرائيل» طرفاً فيه فقط بل كل القوة الاستعمارية والعميلة التي دعمتها.
اللواء ابراهيم المحمود أكد أننا نخوض الآن صراعاً بين القوة المعادية للعالمين العربي والإسلامي المتمثل في التنظيمات التكفيرية والتي يقف وراءها مباشرة العدو الصهيوني بالسلاح والذخيرة والإمداد اللوجستي والولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها، بالمقابل تواجه القوة القومية الممانعة الجيش العربي السوري ومعها المقاومة اللبنانية وأصدقاؤنا الإيرانيون والجيش الروسي والصين ودول البريكس.
ولفت المحمود بأننا اليوم نحتفل بالذكرى تشرين التحريرية التي هي المرة الأولى منذ قرون عديدة لم يكن العرب فيها إلا خاضعين للاستعمار التركي وغيره. وأضاف «إن ما يجري هو استمرار الصراع الصهيوني، أي قوة الخير المتمثلة فينا وقوى الشر المتمثلة بالقوى الاستعمارية».