ألمانيا: «الناتو» قد يحتاج إلى البقاء في أفغانستان فترة أطول

قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين أمس إن قوات حلف شمال الاطلسي قد تحتاج إلى البقاء في أفغانستان لفترة أطول وإن أي قرار يجب أن يستند إلى الموقف على الارض.

وأكدت لدى وصولها الى بروكسيل لحضور اجتماع وزراء دفاع دول الحلف «نحتاج إلى النظر فيما إذا كنا بحاجة إلى البقاء فترة أطول».

وفي السياق، نبهت قيادة أركان الجيش الروسي إلى زيادة ملحوظة في عدد عناصر «داعش» في أفغانستان أخيراً، وحذرت من أن يؤدي ذلك إلى زيادة في نزوح الأفغان قاصدين أوروبا.

ونقل عن رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الروسي فاليري غيراسيموف قوله إن عدد هؤلاء يتراوح ما بين ألفين وثلاثة آلاف عنصر، وذلك في زيادة غير مسبوقة. وأضاف: «تفيد البيانات المتوفرة لدينا بأن عدد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية هناك وصل إلى ما بين ألفي فرد وثلاثة آلاف».

وفي كلمة ألقاها خلال أعمال المؤتمر الدولي حول أفغانستان في موسكو، أشار إلى نشاط ما يصل إلى 50 ألف مسلح في أفغانستان ينتمون إلى أكثر من 4 آلاف تنظيم وجماعة. وتابع: «ينضوي هؤلاء تحت مسميات أكثر من 4 آلاف فصيل وجماعة متشرذمة. ويمثل الجزء الأعظم منهم مسلحو حركة «طالبان» التي تضم نحو 40 ألف عنصر.

ولفت غيراسيموف النظر إلى أن المقاومة الشرسة التي يبديها المسلحون في أفغانستان تعوق جهود كابل في إحلال الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فضلاً عما يتمخض عن هذه الأوضاع من سقوط للضحايا واستمرار نزوح السكان عن مناطقهم إلى الدول المجاورة قاصدين أوروبا في نهاية المطاف.

وفي هذا السياق، رجح غيراسيموف أن يصل عدد اللاجئين الذين سيقصدون أوروبا هذا العام إلى مليون شخص. وأضاف: «قرر الاتحاد الأوروبي توزيع 150 ألف مهاجر جديد على الدول الأوروبية، في وقت تتحدث فيه وتيرة تدفق اللاجئين عن أعداد أكبر بكثير من هذه الأرقام. وبحسب بعض المعطيات، فإن عدد طالبي اللجوء الذين قد يقصدون أوروبا هذا العام ربما سيصل الى نحو مليون شخص، وبينهم أعداد لا بأس بها من الأفغان».

وذكر أن البيانات الرسمية الأفغانية تتحدث عن تقديم زهاء 8 آلاف مواطن يومياً إلى السلطات في أفغانستان طلبات الحصول على جوازات سفر، وأن ذلك ناجم «عن فرض إيديولوجيا التطرف بالقوة على السكان واستمرار الأعمال الإرهابية ناهيك عن مستوى المعيشة المتدني».

وحول تمدد نشاط «داعش» الى أفغانستان، كشف رئيس الإدارة العامة في الأركان الروسية ايغور سيرغون عن أن البيانات المتوفرة لدى الجانب الروسي تشير الى استمرار التنظيم في تجنيد عناصر جديدة الى صفوفه في أفغانستان، معتمداً على شراء «ذمم» القادة الميدانيين في «طالبان»، وفي ما يسمى بـ«حركة أوزبكستان الإسلامية» وفي غير ذلك من حركات وتنظيمات متطرفة في هذا البلد.

وحذر من تهديد ذلك على أمن بلدان آسيا الوسطى الأعضاء في رابطة الدول المستقلة والأمن القومي الروسي. وأكد أن عمليات التجنيد هذه مستمرة بشكل مكثف في الولايات الشرقية والشمالية وفي المناطق الحدودية مع تركمانيا، ناهيك عن استمرار عمليات «انتقاء» قادة ميدانيين قادرين على قيادة العصابات المحلية في المناطق «حين توفر التمويل اللازم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى