المجمع الأنطاكي الأرثوذكسي: السلام كفيل بمنع إفراغ الشرق من أبنائه

انعقد المجمع الأنطاكي الأورثوذكسي أمس، برئاسة البطريرك يوحنا العاشر يازجي في دورته العادية السادسة من السادس وحتى الثامن من تشرين الأول في دير سيدة البلمند بحضور المطارنة: جاورجيوس أبرشية جبيل والبترون وتوابعهما ، يوحنا أبرشية اللاذقية وتوابعها ، الياس أبرشية بيروت وتوابعها ، الياس أبرشية صيدا وصور وتوابعهما ، أنطونيوس أبرشية المكسيك، فنزويلا، أميركا الوسطى وجزر الكاريبي ، دمسكينوس أبرشية ساو باولو وسائر البرازيل ، سابا أبرشية حوران وجبل العرب ، جورج أبرشية حمص وتوابعها ، سلوان أبرشية بوينس آيرس وسائر الأرجنتين ، باسيليوس أبرشية عكار وتوابعها ، أفرام أبرشية طرابلس والكورة وتوابعهما ، إغناطيوس أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية ، اسحق أبرشية ألمانيا وأوروبا الوسطى ، غطاس أبرشية بغداد والكويت وتوابعهما ، وسلوان أبرشية الجزر البريطانية وإيرلندا .

كذلك شارك الوكيل البطريركي الأسقف أفرام معلولي أمين سر المجمع المقدس، مع كاتب المجمع الإيكونوموس جورج ديماس. واعتذر عن الحضور المطارنة إيليا أبرشية حماه وتوابعها ، سرجيوس أبرشية سانتياغو وتشيلي ، بولس أبرشية أستراليا ونيوزيلاندا ، جوزيف أبرشية نيويورك وسائر أميركا الشمالية . وقد حضر المطران بولس أبرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما ، المغيب بفعل الأسر، في صلوات آباء المجمع وأدعيتهم.

بعد الصلاة، رحب الآباء بالمطران سلوان أونر متروبوليت الجزر البريطانية وإيرلندا المنتخب حديثاً. وابتدأ الاجتماع بعرض واقع الأبرشيات وضرورات العمل الإغاثي. ومن ثم، استعرض الآباء التقارير المرفوعة إليهم بشأن العمل التحضيري للمجمع الأرثوذكسي الكبير وتدارسوها، وقرروا قبول الوثيقة المختصة بـ«علاقات الكنيسة الأرثوذكسية بالعالم المسيحي» والوثيقة المختصة بـ«مساهمة الكنيسة الأرثوذكسية في تحقيق المبادىء المسيحية حول السلام والحرية والأخوَّة والمحبة بين الشعوب، وفي إزالة التمييز العنصري وذلك مع بعض الإضافات». وأكدوا على «الموقف الأرثوذكسي المستقر منذ بدء العمل التحضيري للمجمع بضرورة مراعاة مبدأ الإجماع سواء في الدعوة إلى المجمع أو في النصاب الحضور أو في اتخاذ القرارات».

وعرض الآباء تقرير لجنة التواصل بين الأبرشيات وتقرير لجنة العائلة وتدارسوا توصيات التقريرين المقدمين مثمنين الجهود المبذولة.

كما استعرضوا واقع أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما، واستمعوا بناء على تكليف البطريرك، إلى تقرير المعتمد البطريركي المطران باسيليوس منصور متروبوليت عكار وتوابعها. وتداولوا كذلك بما أعلمهم به يوحنا العاشر عن أجواء استقباله لوفود من أبناء زحلة واستماعه إليها.

وبعد التداول وتدارس رغبات أبناء الأبرشية من كلّ الأطياف، انتخب الآباء قدس الأرشمندريت يونان الصوري متروبوليتاً على زحلة وبعلبك وتوابعهما مصلين أن يهب الله المتروبوليت اسبيريدون خوري العمر المديد وموجهين الشكر للمعتمد البطريركي المطران باسيليوس منصور .

وتوقف المجتمعون عند «آلام الشعب السوري المتفاقمة منذ سنوات، ولا سيما معاناة المهجرين الذين يخاطرون بحياتهم هرباً من الحرب والإرهاب، وسعياً وراء حياة أفضل لهم ولأبنائهم مصلين أن يخفف الله آلامهم». وشدّدوا على «ضرورة إحلال السلام في الشرق وفي سورية بخاصة لأنّ السلام هو الكفيل بمنع إفراغ هذا الشرق المعذب من أبنائه».

وجدّد الآباء «دعوتهم إلى أبنائهم للتجذر في أرضهم وبيوتهم ليشهدوا فيها للمسيح القائم والمنتصر على الموت»، مكرّرين «دعوتهم إلى ترسيخ قيم المحبة والسلام في ربوع سورية والشرق. كما دعوا العالم والمنظمات الدولية إلى النظر بجدية إلى قضية مطراني حلب المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي التي يتغاضى الجميع عنها والتي أمست عنواناً لمعاناة هذا المشرق الذي يقاسي ويلات الحروب خطفا وتهجيراً وقتلاً».

ورحب المجتمعون بـ«الحوار الدائر بين الأفرقاء السياسيين في لبنان ويأملون أن يؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية يؤمن انتظام العمل المؤسساتي فيه ويعيد إليه دوره ومكانته بين دول العالم»، مناشدين النواب أن «يتحملوا مسؤوليتهم في هذا المجال»، ويدعون الحكومة إلى أن «تنصرف إلى تأمين مستلزمات العيش الحيوية للشعب الذي يعاني على المستويين الاجتماعي والاقتصادي من تدهور الخدمات المعيشية الأساسية».

وشدّدوا على «ضرورة احترام الحريات العامة التي يكفلها الدستور، ولا سيما حرية التعبير التي لطالما ميزت لبنان»، وصلوا من أجل العراق واليمن وليبيا وكلّ البلاد العربية، ضارعين إلى الله أن «يقيمها في السلام والطمأنينة».

واستنكروا «ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من آلام»، مناشدين العالم «إيجاد حلّ سريع وعادل للقضية الفلسطينية المحقة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى