الجيش العراقي يستعدّ لدخول الموصل وتحريرها من «داعش»
بدأت القوات العراقية استعدادات لدخول مدينة الموصل وتحريرها من عناصر تنظيم «داعش». في وقت صدت هجوماً من «داعش» استهدف مصفاة بيجي بمحافظة صلاح الدين وقتلت أكثر من 40 إرهابياً.
وقال المصدر لقناة «السومرية نيوز»: «إن القوات الأمنية تتهيأ لبدء عملية اقتحام الموصل وتطهيرها من عناصر داعش الإرهابية التي انتشرت بالمدينة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن «هذه القوات في كامل جهوزيتها واستعدادها من حيث الأسلحة والعتاد».
وهاجمت مجموعة من الإرهابيين فجر أمس، مصفاة بيجي أكبر مصافي النفط في العراق والواقعة شمال البلاد، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع قوات خاصة تحاول حمايتها، بحسب ما أفاد مسؤول في المصفاة.
وقال المسؤول: «إن مجاميع مسلحة تمكنت، في الرابعة من فجر أمس، من اقتحام أجزاء من المصفاة في بيجي، وأدى ذلك إلى اشتباكات واندلاع حريق في بعض الخزانات المخصصة لتجميع الفضلات النفطية»، وأضاف أن «المصفاة توقفت بشكلٍ تام عن الإنتاج، منذ الأثنين الماضي، حين جرى إخلاء الموظفين الأجانب والإبقاء على بعض الموظفين العراقيين الأساسيين»، معتبراً أن هذا الأمر يمثل «ضربة كبيرة للاقتصاد العراقي».
مقتل 40 إرهابياً
وأكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا، أن القوات الامنية تمكنت من قتل 40 ارهابياً من تنظيم «داعش» خلال الهجوم الذي استهدف مصفى بيجي بمحافظة صلاح الدين، فيما اشار الى انه تمت السيطرة على اغلب مناطق قضاء تلعفر في محافظة نينوى.
وقال عطا خلال مؤتمر صحافي بحسب «السومرية نيوز»، إن «القوات الامنية في قاطع قضاء تلعفر تمكنت من تحرير وتطهير اغلب المناطق بوقفة موحدة بين القوات الأمنية وأبناء العشائر»، مشيرا الى أن «عمليات الملاحقة للدواعش ما زالت مستمرة ببعض المناطق والجيوب». وأضاف عطا أنه «احبطنا اليوم محاولة للدواعش للتعرض على مصفى بيجي وتم قتل 40 ارهابيا وتدمير العجلات التي كانت تنقلهم وكانت محملة بالافراد والاسلحة والتجهيزات والذخيرة».
وكان مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أفاد، في وقت سابق من، بأن طيران الجيش قصف مواقع يتحصن فيها مسلحون تابعون لتنظيم «داعش» حول مصفى بيجي شمال تكريت.
وأعلن عطا أن القوات الأمنية أحكمت سيطرتها بالكامل على منطقة البحيرات في محافظة بابل، فيما تمكنت الأجهزة الأمنية من قتل 21 إرهابياً في محافظة الأنبار، مشيراً إلى «وجود تنسيق عالي بين العشائر المنتفضة من عشائر القائم وعشائر الكرابلة والمجالس الساندة لها من أبناء العشائر».
من جهة أخرى، أكد موظف يعمل في المصفاة أن هناك «شهداء وجرحى بين صفوف القوات الأمنية وهناك أسرى أيضاً»، مشيراً إلى أن «الاشتباكات عنيفة. ومسلحي «داعش» رفعوا راياتهم قرب المجمع الإداري للمصافي».
السيطرة على مدخل تكريت
في موازاة ذلك، أعلنت قيادة عمليات صلاح الدين عن مقتل ستة عناصر من تنظيم «داعش» وتدمير ست عجلات تابعة للتنظيم باشتباكات مسلحة مع القوات الأمنية شمال تكريت، موضحة أن الأخيرة تمكنت من السيطرة على المدخل الشمالي الرئيسي للمدينة.
وقال قائد عمليات صلاح الدين الفريق الركن علي الفريجي لـ»السومرية نيوز» إن «قوات تابعة لعمليات صلاح الدين اشتبكت صباح أمس، مع عناصر لتنظيم «داعش» الإرهابي في سيطرة الأقواس عند المدخل الشمالي لمدينة تكريت، ما أسفر عن مقتل ستة إرهابيين وتدمير ست عجلات لهم». وأضاف الفريجي أن «الاشتباكات انتهت بسيطرة الجيش تماماً على المدخل الشمالي لتكريت».
وأعلن الجيش العراقي أنه استعاد السيطرة على أحياء في مدينة بعقوبة شمال بغداد.
وكانت القوات العراقية، قد صدّت أمس هجوماً شنه مسلحون في مدينة بعقوبة على بعد 60 كلم شمال شرقي بغداد تمكنوا خلاله من السيطرة على 3 أحياء لساعات عدة.
وقال قائد عمليات دجلة، الفريق الركن عبد الأمير محمد رضا الزيدي، إن «مجموعة من المسلحين نفذت هجوماً بالأسلحة الرشاشة في بعقوبة والقوات الأمنية صدت الهجوم».
من ناحية أخرى، دعا رئيس صحوة العراق الشيخ وسام الحردان، أهالي مدينة الموصل إلى الانتفاض على عصابات «داعش» الإرهابية.
وقال الحردان، في تصريح نقلته وكالة كل العراق أين إن «أهالي المناطق التي احتلتها عصابات «داعش» الإرهابية، شعروا بخيبة الأمل والإهانة، بعد أن كانوا يتصورون أن هذه العصابات جاءت لتحريرهم، إلا أن هذه العصابات ضربت عوائل تلك المناطق، وعلى أهلها أن ينتفضوا على هذا الواقع المرير، الذي وضعوا أنفسهم فيه». ودعا أهالي مدينة الموصل إلى أن «يلتفوا حول القيادات الأمنية والدولة في قتال عصابات داعش».
يذكر أن بعثة الاتحاد الأوربي في العراق أعلنت أن عناصر «داعش» الإرهابية، أحرقت كنائس وهدمت قبر المؤرخ الإسلامي ابن الأثير الجزري في مدينة الموصل، التي سيطرت عليها الأسبوع الماضي.
أوباما سيرسل مئات الجنود
من جهة ثانية، أفادت محطة «بي بي سي» أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ الكونغرس بأنه سيرسل 275 من أفراد الجيش الأميركي إلى العراق لحماية ما سماه بالمصالح الأميركية. وأكد أوباما أن «القوات مسلحة جيّداً استعداداً للقتال إذا تطلب الأمر ذلك في سبيل حماية مقر السفارة والمواطنين الأميركيين».
وناشدت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والفنون الأطراف المتناحرة في العراق حماية إرث البلاد الحضاري، محذرة إيّاها من أن التعرض للآثار والمواقع الدينية سيعد «جريمة حرب.»
وعبرت ايرينا بوكوفا، رئيسة المنظمة عن قلقها إزاء «تجدد المعاناة الإنسانية وفقدان الأرواح في العراق»، وعن خشيتها من تعرض إرث العراق الحضاري للتدمير والسرقة.
وقالت في بيان أصدرته في باريس «أناشد الأطراف كافة الامتناع عن كل ما من شأنه الإضرار بالإرث الحضاري بما فيه المواقع الدينية»، وأضافت أن «تعمّد إيذاء هذه المواقع يعدّ جريمة حرب ويمثل ضربة لهوية الشعب العراقي وتاريخه».