لوكاشينكو نحو تجديد ولايته الرئاسية في بيلاروسيا للمرة الخامسة على التوالي
أدلى الناخبون في بيلاروس أمس بأصواتهم في انتخابات رئاسية من المتوقع أن تسفر وفق مراقبين عن إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو لفترة رئاسية خامسة.
وينافس الرئيس لوكاشينكو في هذه الحملة الانتخابية كل من سيرغي غايدوكيفيتش زعيم الحزب اللبرالي الديمقراطي، وتاتيانا كوروتكيفيتش رئيسة حركة «قل الحقيقة» المدنية، إضافة الى نيقولاي أولاخوفيتش زعيم الحزب الوطني البيلاروسي، وهم لا يشكلون تحدياً كبيراً له، في وقت دعت شخصيات معارضة إلى مقاطعة الانتخابات.
تاتيانا كوروتكيفيتش رئيسة حركة «قل الحقيقة» تمسكت في حملتها الانتخابية بشعار «التغيير السلمي»، وتؤمن بأنه «لا يمكن الارتقاء بمستوى المعيشة من دون الاستناد إلى أرضية اقتصادية فعالة، وبمعزل عن إجراء إصلاحات سياسية عميقة تطاول مفاصل الدولة».
سيرغي غايدوكيفيتش زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، بنى برنامجه الانتخابي على أن بيلاروس لن تكون قوية «إلا بقيادته»، ويطالب بتمكينه من تحقيق نماء اقتصادي «عبر تطوير قطاع الاقتصاد العامل وفقاً للقوانين والتشريعات من دون التهرب الضريبي والمعاملات التجارية الخارجية عن دراية الدولة».
أما لوكاشينكو، ورغم حظوظه الوفيرة في نيل ثقة الشعب لولاية رئاسية خامسة فيخوض الانتخابات تحت شعار «من أجل مستقبل بيلاروس المستقلة»، بعد أن أكد خلال الحملة الانتخابية واللقاءات التي عقدها مع الناخبين والأحاديث الصحافية أنه «ما من أي مسار آخر أمام بيلاروس سوى المضي قدماً على طريق الحفاظ على الاستقرار والنظام وتحقيق التنمية والتقدم، والثبات على طريق السلام والازدهار».
ويتعرض لوكاشينكو لانتقادات غربية بعد مزاعم بقمعه المعارضة السياسية في البلاد. ويقول مراقبون إنه رغم ذلك، فإن استضافة لوكاشينكو لمحادثات السلام الأوكرانية وعفوه عن ستة من زعماء المعارضة في آب الماضي يشير إلى سعيه لتحسين صورته في الغرب.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن الاتحاد الأوروبي سيرفع العقوبات عن بيلاروس بما في ذلك العقوبات المفروضة عن لوكاشينكو شخصياً لمدة أربعة أشهر بعد انتخابات اليوم ما لم يحدث أي قمع خلال الانتخابات.
ويعود سبب شعبية لوكاشينكو الثابتة إلى اعتماده السياسة الداخلية القائمة على الاحتفاظ بدور الدولة المسيطر على الشؤون الاقتصادية والاجتماعية لمصلحة غالبية المواطنين، والسياسة الخارجية المبنية على تحالف بيلاروسيا مع شقيقتها روسيا الاتحادية التي تقطنها 145 مليون نسمة.
وتبني بلاروسيا مع روسيا منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي دولة وحدة. كما انخرطت بيلاروسيا تحت قيادة لوكاشينكو بنشاط في إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي رأى النور مطلع هذا العام ويضم كلاً من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا حالياً، بكل ما له من أفضليات ومزايا من حيث حرية تنقل البضائع والخدمات والأيدي العاملة والرساميل بين الدول الأعضاء وتكاملها الاقتصادي.