روحاني: إيران لن تألوا جهداً دفاعاً عن عتبات العراق المقدسة
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن الشعب الإيراني لن يألوا جهداً في الدفاع عن العتبات المقدسة في العراق، مضيفاً أن الشعب سيقدم النفس والنفيس دفاعاً عن مراقد الأئمة الاطهار، مشيراً إلى أن المسلمين في العراق شيعة وسنة مستعدون لتقديم جميع أنواع التضحيات من أجل الدفاع عن وطنهم أمام الإرهاب والإرهابيين.
من جهة أخرى، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي إن «أزمة العراق ليست مدرجة في إطار المفاوضات الجارية في فيينا ولكن ربما يدور الحديث عنها في الهامش»، مشيراً إلى أن مواقف الطرف الآخر أميركا لم تتغير وبقيت كما كانت في السابق، وأضاف أن «داعش» يشكل خطراً ليس على العراق والمنطقة فحسب وإنما على العالم برمته، مؤكداً أن لا نية لبلاده لمناقشة أي ملف خارج البرنامج النووي بما في ذلك ملف العراق.
وفي سياق متصل، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان: «أن القوات المسلحة العراقية والتعبئة الشعبية بمختلف مكوناتها من الشيعة والسنة والكرد ستجتث الإرهاب من العراق، مؤكداً أنه لا يوجد عاقل في العراق والمنطقة يمكنه التصريح بأنه يتفق مع «داعش»، جاء ذلك رداً على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون التي قالت فيها إن بلادها تريد تطبيق السيناريو السوري في العراق.
وأوضح المسؤول الإيراني أن الاكراد وبسبب محاصرتهم جغرافياً من قبل «داعش» لا يمكنهم إلا أن يشعروا بالخطر المحدق بهم، لافتاً إلى أن الذين يتعاونون مع الإرهاب التكفيري يفتقرون إلى رؤية صحيحة بشأن أوضاع المنطقة، وتابع: «الأحداث الأخيرة التي شهدها العراق كشفت بوضوح أن الإدارة الأميركية مازالت تعتمد الازدواجية في سياساتها».
من ناحية ثانية، أكد رئيس منظمة تعبئة المستضعفين في إيران العميد محمد رضا نقدي، بأن الأميركيين وراء الأحداث الجارية في العراق من خلال إثارتهم التفرقة من وراء الستار ولا شك في أنهم الموجهون الرئيسيون لها.
واعتبر رضا نقدي، أن النفط مهم لأميركا وحلفائها بحيث أنهم مستعدون للقيام بأي عمل للحيلولة دون فقدانه، وقال: «إن الاستكبار العالمي متورط اليوم في مستنقع صنعه حول نفسه ويتهم الدول الاخرى بأنهم وراء المشاكل التي يعاني منها»، مضيفاً أن «الاستكبار قد أقر باقتدارنا لكنه غير جاهز للاعتراف بذلك صراحة ويريد بذل مساعيه لخلق المشاكل لنا».
وفي شأن آخر، أكد رئيس منظمة «الجو- فضاء» التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية العميد مهدي فرحي، مواصلة إنتاج صواريخ جديدة مضادة للدروع في هذه المنظمة، مشيراً إلى أهمية القتال البري كقضية استراتيجية، لافتاً إلى تنفيذ المئات من مشاريع التطوير لرفع مستوى المنتجات العسكرية الإيرانية.
وفي الإشارة إلى الصواريخ المضادة للدروع قال العميد فرحي: «لقد قمنا على أساس قاعدة صاروخ «تاو» بصنع صواريخ «طوفان» في 7 مراحل أي من «طوفان 1» إلى «طوفان 7»، وهذه المسيرة مازالت مستمرة حيث تم تعريف هذه المراحل لغاية النسخة «طوفان 11». وأضاف أنه فضلاً عن ذلك هنالك صواريخ «صاعقة» و«تندر» و«توسن» و«دهلاوية» وغيرها التي يمكن استخدامها بواسطة المروحيات والمنصات والدبابات.
وأشار فرحي إلى ما يكرره الرئيس الأميركي عن أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة في مواجهة إيران، وقال: «إن هذا الأمر يعني أنهم لا يريدون انتخاب خيار واحد فقط، بل يسعون إلى ضرب نظامنا في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وغيرها».
ونوه العميد فرحي إلى أنهم يأخذون في الاعتبار أنموذج الحرب ما فوق الحداثية وقال: «إن خصائص هذه الحرب تتمثل بأمور عدة وهي المواجهة عن بعد والدقة والذكاء العالي والوقت القليل لتنفيذ المهمة والتضحيات الضئيلة والتأثير والقدرة العالية»، معتبراً أن هذه الأمور من عناصر الحرب الحديثة أهم أدواتها الطائرات وصواريخ كروز.
وأشار إلى أهمية موضوع القتال البري وقال إنه في ضوء المواجهات التي حصلت سابقاً في شمال غربي وجنوب شرقي البلاد والاشتباكات الحاصلة في العراق وأفغانستان وسورية فقد ثبتت أهمية القتال البري كقضية استراتيجية، وقال إن الاستثمارات الجيدة والخبرات لإيران في المجالات الصاروخية والبحرية والدفاع الجوي يجب استغلالها في مجال القتال البري.