«إسرائيل» تقصف الجولان والجيش السوري يتقدم في القنيطرة
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لا تسعى إلى لعب دور الزعامة في سورية، بل يكمن هدفها في المساهمة في مكافحة الإرهاب، وقال: «أريد أن أشدد على أننا لا نسعى للزعامة في سورية بأي شكل من الأشكال. ويمكن أن يكون في سورية زعيم واحد فقط وهو الشعب السوري. نحن نسعى إلى المساهمة بقسطنا في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته».
وأكد الرئيس الروسي أمس أن جميع العمليات الروسية في سورية تنفذ بمراعاة صارمة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا ما يميز الحملة الجوية الروسية عن الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يعمل من دون تفويض من مجلس الأمن الدولي ومن دون موافقة السلطات السورية.
وتابع أن الجانب الروسي يواصل بذل جهوده بإصرار من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لكي تكون نتائج تلك الجهود واضحة ولكي تساهم فعلاً في تحقيق الهدف وهو القضاء على الإرهاب الدولي.
ودعا بوتين إلى رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز في العملية السياسية، مؤكداً استعداد بلاده لمثل هذا العمل، لكنه أشار إلى أن موسكو لم تتلق حتى الآن رداً أميركياً على اقتراحاتها بهذا الشأن.
وكشف الرئيس الروسي أنه سبق أن عرض على الأميركيين إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث تحديات الأزمة السورية، حيث يجب أن يضم مثل هذا الوفد نواباً لرئيس هيئة الأركان الروسية وممثلي وكالات الاستخبارات.
كذلك شدد بوتين على أهمية التعاون حول الملف السوري مع دول المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والإمارات والعراق، في ما يخص تسوية الأزمة السورية.
وأقر بوتين بأن الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول مكافحة الإرهاب تجرى حالياً على مستوى العسكريين، معتبراً أن هذا النطاق غير كاف، كاشفاً أنه اقترح على الأميركيين والأوروبيين عقد لقاء خاص لسورية في موسكو على مستوى عسكري والسياسي رفيع، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن رداً على اقتراحه هذا أيضاً.
وأضاف: «كنا نريد من جهودنا أن تكون فعالة، فعلينا ألا نكتفي بتوجيه الضربات الصاروخية، بل يجب التوصل إلى تسوية سياسية، وهو هدف يتطلب منا تشجيع القوى الموجودة داخل البلاد على العمل المشترك».
كما اعتبر الرئيس الروسي أن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، لم تأت بنتائج تذكر. وأردف قائلاً «لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سورية، وأنفقوا، بحسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب «الجيش السوري الحر». كما أنهم أعلنوا أخيراً إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم «الجيش الحر». لكن أين هذا الجيش الحر؟». وتساءل: «أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجدداً في أيدي إرهابيي «داعش» كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟.
ونفى بوتين الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بأن عمليتها العسكرية في سورية تستهدف «المعارضة المعتدلة» وليس تنظيم «داعش». وأوضح أن الجانب الروسي طلب من شركائه تسليمه إحداثيات الأهداف الإرهابية، لكن الدول الغربية رفضت بذريعة أنها: «غير مستعدة لذلك». ولذلك طلبت موسكو من واشنطن أخيراً تزويدها بالمعلومات عن الأهداف التي لا يجوز أن تضربها الطائرات الروسية، لكن الأميركيين رفضوا مرة أخرى.
وفي تصريحات أخرى، في أثناء اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، قال بوتين إن الدول الغربية تحاول تحميل روسيا مسؤولية العديد من القضايا الدولية، بما في ذلك الأزمة السورية. وأضاف: «إنهم يقولون إننا نطلق النار على أهداف خاطئة، لكن سلاح الجو الأميركي نفسه أغار الأحد على محطة ومولد كهربائيين في ريف حلب. وما هدف هذه الغارات؟».
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إطلاق العملية العسكرية الروسية في سورية لا يعني التخلي عن العملية السياسية لتسوية النزاع.
وقال خلال لقاء مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سورية أمس: «لقد أكدنا أكثر من مرة أن حملتنا التي جاءت رداً على طلب الحكومة السورية لا تعني جعل ضرورة العملية السياسية تدخل طي النسيان. على العكس، إننا نلاحظ أن دعم جهودكم يصبح أمراً أكثر إلحاحاً».
وأردف قائلاً: «في الوقت الراهن، حين أصبح توافق حول تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق يلوح في الأفق، هناك من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي. لكنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح أن مثل هذا الربط بين العملية السياسية والجهود الروسية لمكافحة الإرهاب يحمل طابعاً اصطناعياً»، مضيفاً أن موسكو قلقة من محاولات بعض الأطراف عرقلة تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب.
وأوضح قائلاً: «إننا دخلنا مرحلة حرجة مرتبطة بجهود تسوية الأزمة… ويكمن الهدف الرئيس في الوقت الراهن في توحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهابيين: تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» والآخرين».
وتابع أن تلك الأطراف التي تسعى لعرقلة جهود تشكيل جبهة مكافحة الإرهاب، تستغل في جهودها هذه بعثة دي ميستورا. وأشار إلى وضع شروط مسبقة جديدة باستمرار في طريق العملية السياسية ف سورية.
ووصف دي ميستورا لقاءاته مع لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف بأنها كانت مفيدة. وكشف أن محادثاته تركزت على سبل إعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية على المسار السوري، وقال: «أخطط للتوجه إلى واشنطن لحثّ الجانب الأميركي على الانضمام إلى هذه الجهود أيضا»، مشدداً على استحالة تسوية النزاع في سورية وإطلاق العملية السياسية عن طريق التدخل العسكري.
الى ذلك، دانت موسكو القصف الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق أمس واعتبرته عملاًَ إرهابياً، وأعرب لافروف عن أمله في تحديد هوية المسؤولين عن قصف السفارة وملاحقتهم، وفي اتخاذ الإجراءات الضرورية لوضع الحد لمثل هذه الهجمات.
وأردف قائلاً: «إن سفيرنا في دمشق أكد الأنباء عن قصف السفارة. وقد سقطت قذيفتان في حرم السفارة، إحداهما في الساحة الرياضية التابعة للسفارة، والثانية سقطت على مجمع سكني». وتابع: «من الواضح أنه عمل إرهابي يرمي إلى تهميش أنصار مكافحة الإرهاب ومنعهم من التغلب على المتطرفين».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات الحربية الروسية نفذت 88 طلعة قتالية وقصفت 86 موقعاً لتنظيم «داعش» خلال 24 ساعة في سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف: «نفذت الطائرات سوخوي- 34» وسوخوي-24» و«سوخوي-25» خلال 24 ساعة 88 طلعة قتالية وضربت 86 موقعاً للبنية التحية التابعة للإرهابيين في محافظات الرقة وحماة وإدلب واللاذقية وحلب».
وأوضح أن القاذفات الروسية وجهت ضربة دقيقة في منطقة عندان في محافظة حلب الى مركز قيادة ميداني لإرهابيي تنظيم «داعش» كان ينسق عمل التنظيمات الإرهابية في المحافظة، وكان ملحقاً به مخزن للذخائر، مضيفاً أن مركز القيادة الميداني تم تدميره، إضافة الى مخزن الذخائر و4 آليات.
وأفاد المسؤول العسكري الروسي بأن طائرة قاذفة روسية دمرت بشكل تام مخبأ به مخزن ذخائر في منطقة اللطامنة في محافظة حماة، كما تم تدمير مركز قيادة ميداني للعصابات المسلحة في ضاحية الباب في محافظة حلب، ودمرت مقاتلة هجومية عدداً من الشاحنات والعربات تحمل وقوداً وذخائر في محافظة حلب.
وأشار كوناشينكوف إلى أن الضربات الجوية استهدفت مراكز قيادة ميدانية ومخازن ذخائر وأسلحة وتجمعات لآليات العسكرية ومعامل لتصنيع المواد المتفجرة ومعسكرات ميدانية وقواعد للمسلحين.
وأوضح أن الضربات الجوية أفقدت مسلحي تنظيم «داعش» قسماً كبيراً من ذخائرهم ومعداتهم العسكرية الثقيلة والآليات الأخرى، لافتاً إلى أن معلومات رصد محادثات القادة الميدانيين في حماة وحمص تشير إلى أن المسلحين يعانون من نقص حاد في الذخائر، ما دفع بعدد من القادة الميدانيين إلى إبلاغ قادتهم بأنه في حال عدم إمدادهم في أقرب وقت بالذخائر فسيسحبون عصاباتهم من مناطق القتال.
الى ذلك، أعلن جيش العدو «الإسرائيلي» أمس أن مدفعيته أطلقت النار على موقعين للجيش السوري في الجزء السوري المحرر من هضبة الجولان المحتل رداً على سقوط صواريخ عدة.
وتمكن الجيش السوري أمس، من السيطرة على «تل أحمر « الاستراتيجي بريف القنيطرة، وقال مصدر عسكري من قرية حضر، «إن اشتباكات عنيفة تدور، منذ الخميس الماضي، في أقصى جنوب القنيطرة، على أطراف القرى التي يعتبر سكانها موالين للحكومة السورية، بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، ومسلحي جبهة النصرة، الموجودين في القرى المجاورة، من جهة أخرى».
وأضاف: «تمكن الجيش، صباح يوم الثلاثاء، من استعادة السيطرة على تل أحمر الاستراتيجي، المجاور لقرية خان أرنبة، بعد عملية مباغتة بمساعدة الأهالي»، مؤكداً أن الجيش تمكن من تدمير آليات للمسلحين كانت متواجدة على التلة، وقتل عناصر، بينهم قائد عمليات المسلحين في الريف الجنوبي للقنيطرة.