برّي: ضرب الأمن يعني الخراب

استهلّ رئيس مجلس النواب نبيه بري لقاءاته في رومانيا باجتماع مشترك صباح أمس إلى رئيسي مجلسي النواب والحكومة فاليريو ستيفان زاغونيا وفيكتور بونتا في قصر البرلمان على مدى ساعة ونصف ساعة.

وقال زاغونيا بعد استماعه إلى شرح بري عن الأوضاع في المنطقة وسبل تطوير التعاون بين البلدين: «ما عبرتم عنه هو خطة عمل متكاملة، ونستطيع أن نعتمد على خبرتك في تعاوننا على كلّ الصعد السياسية والاقتصادية وفي ما يتعلق بالتطورات في الشرق الأوسط وسورية».

ولفت بري، من جهته، إلى «أنّ الشرق الأوسط يمر في أزمات خطيرة جداً، وأنّ كلّ البلدان العربية أو معظمها تعيش أحداثاً دامية ما عدا لبنان والحمدالله».

وأكد رئيس الحكومة الروماني أنّ بلاده «ستسعى إلى مساعدة لبنان ودعمه في الأعباء التي تحملها من جراء هذا العدد الكبير الذي يستضيفه من اللاجئين السوريين». وقال: «للأسف إنّ أوروبا لا تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء اللاجئين إليها، مع العلم أنّ ما يعانيه لبنان هو أكبر واصعب، ومن واجبنا مساعدته والأردن على مواجهة هذه الأوضاع».

وعقد بري مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد الاجتماع مع نظيره الروماني الذي قال: «إنّ هذه الزيارة التي تصادف الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الديبلوماسية بين بلدينا هي إشارة إيجابية في علاقاتنا الثنائية، وخصوصاً في إنعاش الديبلوماسية البرلمانية. وإننا نرحب باقتراح الرئيس بري توقيع مذكرة تفاهم بين البرلمانين الروماني واللبناني، كما نؤكد الدعم المتبادل بين بلدينا في المحافل الدولية وتبادل الخبرات على مستوى اللجان النيابية».

وأضاف: «أكدنا دعم رومانيا للبنان في المحافل الأوروبية والدولية. إنّ الحفاظ على استقرار لبنان وسلامة أراضيه وسيادته أولوية بالنسبة إلى رومانيا».

ثم تكلم بري فشكر نظيره الروماني على دعوته، مؤكداً ضرورة «زيادة الاستثمارات في رومانيا، ويستفاد من هذا الأمر وخصوصاً في تسهيل أمور التأشيرات التي بحثنا فيها في مناسبة وجود رئيس الحكومة الذي يعد مشاريع عدة لتسهيل إعطاء التأشيرات للبنانيين. بالنسبة إلى الاهتمام بموضوع اللاجئين، فقد كان مركزاً على الحلّ النهائي الذي لا يتم في رأيي إلا بالحلّ السياسي في سورية وليس بالمساعدات فقط. ونحن نعلم أنّ رومانيا كانت السبّاقة إلى فهم حقيقة هذا الموضوع عندما لم تقفل سفارتها في دمشق لأنها كانت تعلم من الأساس أنّ الحلّ يتم بالسياسة وليس بالقوة».

ووجه بري باسمه وباسم رئيس الحكومة دعوة إلى كلّ من رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب الرومانيين لزيارة لبنان.

ورداً على سؤال عن نصيحته للبلدان الأوروبية حيال اللاجئين السوريين، أجاب بري: «كما قلت، الحلّ الحقيقي هو في السعي دائماً إلى الحلّ السياسي في سورية. لقد تقدمت بكلّ تواضع باقتراح أمام رئيسي المجلس والحكومة في هذا الإطار، وبالنسبة إلى ما تتحدثون عنه من تدفق للاجئين السوريين إلى أوروبا، فإنّ كلّ اللاجئين حتى الآن عددهم أقل من مئة ألف، بينما ثمة في لبنان وحده أكثر من مليوني لاجىء بين سوري وفلسطيني».

وعن كيفية مواجهة لبنان مشكلة اللاجئين، قال: «أريد المساعدة السياسية رغم أنني لا أستطيع رفض أي حل بالمساعدة المادية، لكنني أركز على الحلّ السياسي. أوروبا هي الأقرب إلينا، وعليها أن تضغط لحلّ سياسي، والحلّ الذي حصل مع 5+1 الاتفاق النـووي الإيـراني ليس بعيـداً من الحـل في سورية».

وبعد المؤتمر الصحافي، استضاف رئيس مجلس النواب الروماني الرئيس بري والوفد المرافق لحضور إحدى الجلسات العامة التي كان يرأسها، وألقى كلمة ترحيبية مقتضبة، منوهاً بدور بري وخبرته البرلمانية، وبزيارته التي تساهم في تطوير التعاون الثنائي والعلاقات البرلمانية بين المجلسين.

ثم عقد بري لقاء مع رئيس مجلس الشيوخ كالين بوسكو في حضور عدد من أعضاء المجلس والسفيرة اللبنانية رنا المقدم وأعضاء الوفد المرافق، وتركز الحديث على تفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتطرق إلى أزمة اللاجئين السوريين والأوضاع في الشرق الأوسط.

وبعد الظهر أقام رئيس مجلس النواب الروماني مأدبة غداء تكريماً لبري والوفد المرافق، حضرها وزراء الخارجية والمال والتربية ونائبة رئيسة المجلس رئيس لجنة الصداقة الرومانية ـ اللبنانية روديكا نصار.

وكان بري عقد لقاء مساء أمس مع رجال الأعمال اللبنانيين في بوخارست، وتحدث عن دور الاغتراب في رومانيا وأوروبا وأفريقيا «حيث أنّ اللبناني لا ينشق عن وطنه، ويعمل في الوقت نفسه لبلد الاغتراب ويحترم قوانينه».

وقال: «اطمئنكم كما عبرت أكثر من مرة إنّ لبنان أفضل بلد عربي من الناحية الأمنية، لا بل أفضل بلد في الشرق الأوسط. وقد حاول الإرهاب في فترات متفاوتة القيام بتفجيرات وأعمال إرهابية لكنّ الجيش وقوانا الأمنية ووحدة اللبنانيين أفشلت مخططاته».

وأضاف: «إنّ هموم لبنان كبيرة ويكفي أنه لأول مرة في التاريخ لم أسمع ولم أقرأ أنّ اللاجئين اليه من نازحين سوريين وفلسطنيين يكاد عددهم يفوق نصف سكانه».

واشار إلى الوضع السياسي السيء وأهمية الحوار واستمراره، وتحدث عن أهداف الزيارة لرومانيا ومن بينها العمل من أجل دعم الجالية اللبنانية وتعزيز دورها لتشكل جسراً للتعاون بين البلدين.

وختم: «إنّ لبنان مع الأسف ليس جزيرة، وهو القصر الجميل الذي تشتعل النيران حوله. لكنّ الوضع لن يستمر على هذا المنوال، وعلينا أن نحافظ على الوضع الأمني والاستقرار، فإذا بنينا عليه فسنحقق نتائج جيدة، أما إذا ضرب الأمن فهذا يعني تخريب كلّ شيء».

من جهة أخرى، وجهت دوائر مجلس النواب أمس، نص الدعوة الثلاثين من رئيس المجلس النيابي نبيه بري للنواب إلى عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وجاء فيها: يعقد مجلس النواب جلسة، الثانية عشرة ظهر يوم الأربعاء في 21 تشرين الأول الجاري لانتخاب رئيس الجمهورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى