عون: لن أشارك في جلسات الحكومة قبل تعيين قائد للجيش وانتخاب مجلس عسكري
أكد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أن لا أحد من وزرائه سيشارك في الجلسات الحكومية قبل تعيين قائد للجيش وانتخاب مجلس عسكري.
وجدّد دعوته للانتقال من الوضع غير الشرعي إلى الوضع الشرعي، مطالباً بإيجاد «قيادات أمنية شرعية فما طوّر المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرة ثانية»، ومعتبراً أن «من مدّد للعماد جان قهوجي هو سعدان». ورأى أن وزير الدفاع سمير مقبل «لا يفهم في القانون العسكري ولا بكيفية حصول الترقيات العسكرية»، موضحاً أن «الأقدمية هي أحد الشروط للترشّح للترقية العسكرية إلا أن هذه الترقية تتم حسب الخدمات التي قدمها الضابط»، مؤكداً أن «لو كان مقبل يفهم بالقوانين لما مدّد لقهوجي».
وكرر عون في مقابلة مساء أمس مع محطة «أو تي في» ضمن برنامج «بلا حصانة» انتقاده للتمديد للمجلس العسكري، معتبراً أن ما فعله مقبل هو كذبة كبيرة «فيمكن تأخير التسريح في 3 حالات، حالة حرب أو حالة طوارئ أو حينما يتسلم الجيش الأمن على الأراضي اللبنانية»، موضحاً أن «ما حصل مناورة كاذبة ولا صلاحية لوزير الدفاع وهو لقيط في السياسة». واعتبر أن «الرئيس ميشال سليمان ورئيس حزب الكتائب سامي الجميل هما الواجهة المسيحية لتعطيل التعيينات العسكرية أو التسوية، نتيجة ارتباطاتهما بالخارج»، لافتاً إلى أن «لا أحد لديه قرار حر».
وعن عودته للمشاركة في جلسات الحكومة، أعلن عون أن لا أحد من وزرائه سيشارك في الجلسات قبل تعيين قائد للجيش وانتخاب مجلس عسكري، متسائلاً «إذا كنا لا نستطيع نحن على مستوى المسؤولين أن نصدق بعضنا فأين سنصل بالحكم؟»، ومضيفاً «أنا مسيحي أريد تعيين قائد جيش مسيحي وأنا أتكلم من منطلق حقوقي وواجباتي ولا أطالب بأخذ صلاحيات أحد»، ومتابعاً «شعبياً ونيابياً أنا أمثل الأكثرية المسيحية ولي دوري لا أحد يستطيع أن يأكله».
واعتبر عون أن «الجميع في لبنان يخاف من الرجل النظيف لأنهم ليسوا أقوياء»، طارحاً العديد من التساؤلات «عبرا من قام بها وأنهاها؟ شامل روكز، مَن حارب بعرسال؟ شامل روكز، مَن دخل الى باب التبانة وقام بإنهاء الأزمة؟ شامل روكز، كما هو قام أيضاً بتهدئة الأمور في عكار». وكشف أن رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري «كان يريد خلق مشكلة بيني وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر مستشاره غطاس خوري الذي قال لي إن المشكلة هي عند بري فقلت لخوري أنت لم تكن صادقاً معي».
وفي ما يخصّ ملف النفايات، أكد عون أنه لن يعطّل خطة النفايات ولن يعمل بها، مشيراً إلى أنهم «يريدون تحميلي جزءاً من الصلاحيات لأن لا جرأة لهم لأخذ القرار»، ولافتاً إلى أن «الخطة ليست بحاجة إلى موافقة الحكومة». وشدد على «أنني سأذهب إلى الحكومة للمواجهة فموقفي ثابت»، حاصراً مطالبه بـ«قانون انتخابي نسبي على 15 دائرة، رئيس للجمهورية له صفة تمثيلية لشعبه وليس رئيساً دمية، ونريد قيادات شرعية»، ومشدداً على «أننا نعطل القرارات الخاطئة فقط». وأصرّ على أولوية «بندَي استعادة الجنسية والانتخابات في أي جلسة تشريعية في العقد العادي».
ولفت عون إلى أن علاقته برئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط جيدة منذ بدأت الأوضاع الأمنية تتوتر بسبب اللاجئين، مشيراً إلى أن «جنبلاط قد برهن عن واقعية وحكمة في معالجة الأمور الدقيقة». وأكد أن لا مشاكل بينه وبين الرئيس بري، موضحاً أن «التباعد مع حزب «الكتائب» هو بسببهم إذ لا تعرف ماذا يزعجهم وماذا يفرحهم، فقد وصلتنا رسالة مفادها شيء وفي اليوم الثاني قال الكتائب شيئاً آخر».
ولفت إلى «أننا موجودون في حالة استثنائية لا يمكن الانسحاب من الحكومة، لأننا لا نستطيع إيقافها فهي تحل مكان الرئيس»، مشيراً إلى «أننا نستطيع أن نعطل بعض الأمور، والموضوع نفسه يتعلق بمجلس النواب»، ومشدداً على أنه «محكوم علينا بالبقاء في مجلسَي النواب والوزراء»، ومعتبراً أنه «قد نصل إلى مرحلة الانسحاب ولكن عندها العلاقة ستتغير على الأرض، وقد نصل إلى صدام والشيطان في داخلي سيصحو يوماً ما ولا أعرف ماذا سيفعل». وأكد أنه لن يساوم على موضوع رئاسة الجمهورية.
واستذكر عون بعض أحداث «13 تشرين»، مشيراً إلى أن المفقودين في هذه الأحداث هم من اللواء العاشر في الجيش اللبناني، ولافتاً إلى أن « الكتيبة كانت تخصّ العماد قهوجي والرئيس سليمان كان مسؤولاً حينها عن العمليات في اللواء».
وقال: «لست أقوى من ديغول أو أيزنهاور اللذين خسرا عدداً كبيراً من الأشخاص في الحروب العالمية، ومن ثم فهموا أن حلّ المشكلة هو حسن العلاقات ثم بنوا سوقاً أوروبية مشتركة».
وتطرّق عون إلى موضوع العلاقة بين لبنان وسورية، معتبراً أن «سورية هي المدخل الوحيد لنا إلى كل الدول العربية»، مشيراً إلى أن «هناك مصالح مشتركة ليعود الوفاق بين البلدين»، ومضيفاً «أمن سورية من لبنان وأمن لبنان من سورية، والمصالح المشتركة تؤمنها الحكومتان». وأكد عون «أننا نعمل مع الدولة السورية المتمثلة بالنظام القائم والعلاقات يجب أن تكون جيدة وهي علاقات ثابتة بين الشعبين سواء تغير النظام أو لم يتغير»، مشدّداً على «أننا مع المقاومة ضد إسرائيل وضد الإرهاب»، ولافتاً إلى أن «قسماً كبيراً من اللبنانيين مرهون لدولة عربية معينة والعتب على شركائنا الذين يسلّمون أنفسهم لهذه الدول».