فايا يونان أطربت الآذان وأدمعت العيون في «الأونيسكو»
ل. ن.
الزمان: الإثنين الماضي ـ الساعة تكاد تلامس التاسعة مساءً. المكان: بيروت ـ قصر الأونيسكو. الحدث: موهبة برّاقة تسلك طريق العظماء وتثبت جدارتها بهذا الدرب… إنّها فايا يونان.
خفتت الأضواء، وساد الصمت القاعة الكبرى في قصر الأونيسكو، يعلو التصفيق كلما اقتربت، فها هي نجمة آتية من أرض الياسمين، تطلّ أمام جمهورها الذي أتى متعطّشاً لسماع صوتها العذب الملائكيّ، ولرؤية براءة الأطفال في عينيها.
لا كرسيّ فارغاً أو شاغراً في القاعة التي غصّت بالحضور. وجوه سياسية منها السفير السوري في لبنان عبد الكريم علي، وحشدٌ من أهل الثقافة والإعلام والفنّ، إضافةً إلى كلّ محبّي فايا الذين يتابعونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لبيروت والشام والطفولة والحبّ غنّت فايا. افتتحت حفلها الغنائي بأغنية «لبيروت… من قلبي سلام لبيروت»، وأخذت معها الجمهور في رحلة سلام وموسيقى وسكينة. صوتها الملائكي وإحساسها الصادق في أغنية «موطني» أدمعا عيون الحضور الذين طالبوها بإعادة هذه الأغنية النشيد أكثر من مرة.
سورية كانت حاضرة في عينَي فايا وقلبها وإحساسها، إذ طلبت الأمان لأطفال بلدها في أغنية «نم يا حبيبي نم».
قدّمت فايا مع الفرقة الموسيقية المؤلّفة من 12 عازفاً، بقيادة المايسترو ريان الهبر 14 أغنية معظمها للسيّدة فيروز وزكي ناصيف وماجدة الرومي وجوليا، وأغنيات عن وطنها الأمّ سورية، وقدوداً حلبية، فضلاً عن أغنيتها البكر بعنوان «أحبّ يديك» من كلمات الشاعر مهدي منصور.
«البناء» واكبت فعاليات الحفل، والتقت الشاعر والإعلاميّ زاهي وهبي الذي قال: أتيت لأستمع إلى الصديقة فايا يونان، وأنا أعتبر نفسي من الأشخاص الذين ساهموا في تقديمها للمشاهدين والمستمعين عبر برنامجي. أنا متواجد في حفلها الغنائيّ تشجيعاً ودعماً لها وللفن الراقي والملتزم الذي تقدّمه، لأن فايا يونان تقدّم أغنيات نفتقدها كثيراً، أغنيات مغيّبة عن وسائل الإعلام للأسف، أغنيات ملتزمة بالإنسان والأرض وقضايا الإنسان في هذا الشرق المعذّب.
ويضيف وهبي: ميزة لبنان وميزة بيروت أنّها مدينة تقاوِم بكل الأشكال. ومن أشكال مقاومتها ودفاعها عن نفسها أمام الموت والخراب والتطرّف وكل أشكال الظلام تأتي الثقافة. لهذا، نجد في بيروت دائماً حركة ثقافية لا بأس بها سواء مسرحياً، شعرياً، وموسيقياً، وهذا الأمر يُسجّل كعلامة مضينة في خانة بيروت.