المالكي يعزز قبضته… والسعودية في حالة ذعر من احتمال ضربات جوية أميركية وتعاون أميركي ـ إيراني

حسن حردان

المالكي يعزز قبضته على السلطة رداً على الهجمة التي تعرض لها واستهدفت إضعاف دوره وإقصائه عن الحكم. فالهجوم الذي قام به تحالف تنظيم داعش وحزب النقشبندية برئاسة عزت الدوري وهيئة العلماء المسلمين والمجالس العسكرية لما يسمى بثوار العراق، بدعم سعودي مباشرة، هدف إلى إبعاد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن سدة السلطة بعد أن فشلت محاولات تحقيق ذلك عن طريق الانتخابات النيابية الأخيرة التي جاءت نتائجها لتعزز من قوة المالكي كرقم صعب في المعادلة السياسية. فالسعودية، وطبعاً معها أميركا وتركيا، تريد إعادة تشكيل الحكم في العراق بما يمكّن القوى الحليفة لها من أن يكون لها درواً فاعلاً تستطيع عبره التأثير في صوغ سياسة العراق وتغيير اتجاه علاقاته الإيجابية مع كل من إيران وسورية ليصبح جزءاً من التحالف السعودي ـ التركي المنخرط في حرب الاستنزاف ضد سورية، وقوة ضغط على إيران لإضعاف نفوذها في المنطقة.

ويبدو من الواضح أن خطر داعش والدخول السعودي المباشر على خط المشاركة في المعارك عبر الدعم والخبرات العسكرية والاستخباراتية قد أدى إلى استنفار وطني عراقي وتوحيد كل القوى ووضع خلافاتها السياسية جانباً، الأمر شكل ضربة للخطة السعودية وأسقط محاولات الابتزاز الأميركية لربط مساعدة المالكي ضد داعش بالقبول بتشكيل حكومة تشارك فيها القوى الموالية لواشنطن.

وقد دفع هذا الفشل الولايات المتحدة نحو بحث التعاون مع إيران لمواجهة داعش والذي قد يقود برأي محللين غربيين إلى حصول تسوية في سورية وإلى احتواء «الجهاديين» وتخفيف حدة الاحتقان المذهبي في الشرق الأوسط.

غير أن هذا التقارب أثار الذعر لدى حكام السعودية لا سيما بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي لم يستبعد فيها توجيه ضربات جوية لمقاتلي داعش وإجراء محادثات مباشرة مع إيران بشأن العراق. فالقلق السعودي هنا يعود إلى الخشية من أن يؤدي ذلك إلى خسارة آخر رهانات حكام الرياض على إحداث تغيير في نظام الحكم العراقي وتعويض خسارتهم في سورية وبالتالي الفشل في تقويض العلاقة العراقية ـ الإيرانية، وتخريب المحادثات الأميركية ـ الإيرانية، وهو ما دفع الأمير تركي الفيصل إلى القول: إن المملكة السعودية تعيش مشهداً مظلماً تماماً وهو أسوأ كابوس» بالنسبة لها «أن ترى واحدة من المفارقات، الحرس الثوري الإيراني يقاتل مع طائرات أميركية من دون طيار» في العراق، مشيراً إلى أن ذلك «يحير العقل».

من ناحية أخرى، فإن إقدام مجلس الشيوخ الأميركي على خفض 400 مليون دولار من المساعدات الأميركية لمصر عكس بعدين: الأول، بعد الأزمة المالية الأميركية وحاجة واشنطن إلى إجراء مزيد من التقشف في نفقاتها وبالتالي خفض المساعدات التي تقدمها لدول حليفة لها. والثاني، مرتبط بمحاولة استخدام هذا التخفيض في سياق ممارسة الضغط على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحكومته الجديدة لأجل دفعهما إلى اعتماد سياسات تنسجم مع التوجهات الأميركية.

أما التطورات في فلسطين المحتلة فإنها كشفت عن عجز الجيش «الإسرائيلي» في مكان وجود المخطوفين، وسط ازدياد القلق على مصيرهم في ظل عدم الحصول على أية معلومات عنهم وهو ما يعكس حجم الفشل الأمني «الإسرائيلي»، الأمر الذي دفع الحكومة «الإسرائيلية» إلى البحث عن وسائل جديدة توصلها إلى معرفة مكان المخطوفين عبر دراسة استخدام الهواتف الذكية لتحديد مكانهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى