أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان «أنّ فلسطين هي البوصلة وجوهر القضية القومية، وأننا نرى في هذه الانتفاضة المتجددة تعبيراً حياً عن إرادة مقاومة الاحتلال، وعن الانتماء إلى الأرض والقضية والكرامة القومية»، مشدّداً على «ضرورة دعم واحتضان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، ومواكبتها بالمواقف والمظاهرات المندّدة بجرائم الاحتلال الصهيوني وعدوانيته»، لافتاً إلى «أنّ أبناء شعبنا في فلسطين هم أصحاب حق وهم يقاومون عدواً عنصرياً يحتلّ أرضهم ويمارس الإرهاب والقتل بحقهم، ويجب أن يسمع العالم كله، صرخة شعبنا لأنها صرخة حق في مواجه الإرهاب الصهيوني».
وبحث حردان الأوضاع على الساحة الفلسطينية مع وفد تحالف القوى الفلسطينية الذي ضمّ أمين سرّ التحالف في لبنان ممثل حركة حماس علي بركة، وأعضاء قيادة التحالف أبو عماد رامز الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ، ابو حسن غازي الصاعقة ، حسن زيدان فتح الانتفاضة ، ابو وسام منور الجهاد الإسلامي ومحمد ياسين جبهة التحرير الفلسطينية ، بحضور رئيس المكتب السياسي في «القومي» الوزير السابق علي قانصو، مدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح. وتداول المجتمعون في مجريات ما يحصل على الساحة الفلسطينية والانتفاضة الشعبية العارمة في القدس والضفة الغربية وعموم المناطق الفلسطينية المحتلة، وتمّ الاتفاق على الشروع في سلسلة تحركات شعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية.
ورأى حردان «أنّ ما يشهده العالم العربي من أحداث مرتبط بمخطط تصفية المسألة الفلسطينية، فالعدو الصهيوني هو المستفيد الأول من إشغال الساحات العربية وإبعادها عن فلسطين، وليس خافياً أنّ هذا العدو صعّد من وتيرة سياساته الاستيطانية والتهويدية، ما يؤكد أنّ الإرهاب في بلادنا والعالم العربي هو الوجه الآخر للعدو الصهيوني».
وأشار إلى «أنّ المشهدية التي يرسمها جيل الانتفاضة الثالثة بالدم والتضحيات، هي مؤشر على مرحلة جديدة يمكن من خلالها تسجيل تحوّل في مسار الصراع لمصلحة حقنا وقضيتنا، وكلّ القوى يجب أن تكون مشاركة في الدفع لترسيخ هذا التحوّل. فتضحيات المنتفضين وشجاعتهم وإقدامهم تشكل حافزاً للتمسك بخيار النضال الشعبي والكفاح المسلح من أجل العودة والتحرير»، مؤكداً «أنّ الحزب القومي لن يألو جهداً في مواكبة الانتفاضة الشعبية ودعم استمراريتها، بالموقف ومن خلال التحركات الواسعة في الوطن وعبر الحدود».
وختم حردان كلامه موجهاً التحية إلى المنتفضين فهم استشهاديون حقيقيون، يواجهون بالإرادة والتصميم جنود الاحتلال المدجّجين بالسلاح الفتاك، مؤكداً «الثقة بأنّ من يمتلك إرادة المقاومة والتضحية في سبيل الأرض والحق، منتصر لا محال».
أما وفد التحالف فأكد «أنّ الانتفاضة تعدّ تعبيراً عن إرادة مقاومة الاحتلال والعدوان، وتشكل نقطة تحوّل في مسارات النضال الفلسطيني على طريق العودة والتحرير»، مشدّداً على «ضرورة دعم ومؤازرة هذه الانتفاضة بكلّ الوسائل لأنها تواجه باللحم الحي عتوّ الاحتلال الصهيوني وغطرسته».
ودعا إلى «ضرورة أن تلتحق كلّ القوى الفلسطينية بهذه الانتفاضة الشعبية، التي تشكل نقطة ارتكاز في تزخيم مسيرة النضال الفلسطيني لاستعادة الحق وإنهاء الاحتلال».
أرسلان: المواثيق الدولية ساقطة
وأعرب رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان من جهته عن أسفه «لما آلت إليه الأوضاع في الداخل الفلسطيني، حيث تقوم الماكينة الغاصبة السياسية والعسكرية الإسرائيلية بمتابعة انتهاك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ضاربة بعرض الحائط، كل المواثيق الإنسانية التي نصت عليها شرعة حقوق الإنسان بخلاف المواثيق الدولية التي لم تتجاوز كونها حبراً على ورق، فيها من الكلام الجميل والوعود الباهتة، ما يكفي لاعتبارها ساقطة، حين النظر بتمعن إلى ما يحدث في فلسطين».
واعتبر «أن التمادي الإسرائيلي المتناهي باستعمال فائض القوة وفائض الشر، بمواجهة عزل من الأطفال والنساء والشيوخ، إنما هو نتاج للتفكك العربي، التي أصبحت قضية فلسطين في أدنى سلم أولوياته، ونتاج لأحادية دولية تغطي الممارسات الإسرائيلية الشنيعة، والتي نأمل أن تكسر هيبتها في كل بقاع الأرض، ابتداء من سورية، لكي يعاد التوازن العالمي إلى مساره الطبيعي، وعلى رأسه التوازن المتعلق بالقضية الفلسطينية من خلال الحق بإنشاء دولة عاصمتها القدس، تحترم التنوع وتصون المعابد من الممارسات اللاأخلاقية والتكفيرية».
دريان لنصرة الانتفاضة وتحمل المسؤوليات
كذلك دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، قادة وشعوباً ومنظمات، إلى «التحرك السريع لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وإلى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والإنسانية تجاه المسجد الأقصى ومدينة القدس لمنع حكومة العدو الإسرائيلي من المضي في تنفيذ مخططاتها بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابية في حق الفلسطينيين وأعز مقدساتهم بما يهدد الأمن والسلام في المنطقة والعالم بأسره».
وقال خلال استقباله في دار الفتوى وفداً من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة ممثلها في لبنان ابو عماد الرفاعي: «هناك امران لا يمكن المجاملة فيهما وهما أن يقاتلونا في ديننا او يحاولوا إخراجنا من ارضنا، وهذان الأمران يحاول الإسرائيليون القيام بهما في المسجد الأقصى والقدس وفلسطين، إنهم يعتدون علينا في ديننا بمحاولة الاستيلاء على المسجد الأقصى وهم يحاولون الاستيلاء على أرضنا وإخراجنا منها بالاستيطان».
لقاءٍ تضامنيّ مع انتفاضة الشعب الفلسطيني
دعا التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة للقاءٍ تضامنيّ مع انتفاضة الشعب الفلسطيني، وذلك بحضور حشد سياسي وثقافي عربي واسلامي، وبمشاركة عبر «سكايب» الناشطة جميلة عاصلة والدة الشهيد أسيل من الجليل الأعلى، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني الدكتور صبري حلاوة من الضفة الغربية، والكاتب والباحث يوسف حجازي من غزة… حيث أجمع المشاركون من فلسطين على أن ما يجري اليوم هو تأكيد والتزام بالقضية وحق العودة ومشروعية المقاومة بمواجهة الاحتلال وانتهاكاته العنصرية ومحاولاته لطمس الهوية.
كما أكدوا أن العنصرية الصهيونية لا تنفصل بوظيفتها الاستكبارية عما يجري في سورية والعراق واليمن وسواها من الأقطار على يد إرهاب أدوات التكفير لتجفيف الثقافة العربية والاسلامية وتفتيت الأمة وتجزئتها خدمة للمشروع الصهيوإمبريالي ويهودية الدولة… مطالبين بتكريس الوحدة في الداخل الفلسطيني وباستنفار عربي وإسلامي ثقافي وفكري وبكل الامكانات دعما للانتفاضة بمواجهة التحديات، سيما وأن فلسطين تمر اليوم بمخاض تحرري وطني شامل بحاجة لقيادة وطنية تقوم بمسؤولية التحرير من النهر الى البحر.
وأكد أمين عام التجمع يحيى غدار دعم وحدة الشعب الفلسطيني الذي يشكل الصوت والصورة والرهان، وعلى انتفاضته التي تمثل استراتيجية الفكر الوحدوي والثقافة الملتزمة سبيلا لتحرير فلسطين البوصلة والمحفز لإنقاذ الأمة جمعاء من المشروع الصهيوتكفيري.
هذا وقد توالى تصريحاً من مركز التجمع في بيروت كلّ من الوزير السابق عصام نعمان الذي أكد «أن الثورة في فلسطين بتواتر مستمر ولن تتوقف، وما يميز الانتفاضة أنها شاملة على كامل الأرض بالحجر والسكين والدهس، وهي مرشحة للاستمرار التزاماً بالقضية الحية الواحدة على امتداد التاريخ والجغرافيا.
ولفت ممثل التيار الوطني الحر المحامي رمزي دسوم الى «أن فلسطين تقاوم من النهر الى البحر، وهذا خير دليل على أن القضية المركزية وحق شعبها بالعودة لن يموت، وهو رهن بالانتفاضة مهما غالت الأنظمة بالزحف في ركاب الاستكبار والصهيونية».
وأكد مسؤول الجبهة الشعبية القيادة العامة أبو عماد رامز «أن ما يحدث اليوم على أرض فلسطين كسر جدار الاستسلام وأسقط «أوسلو»، مبشراً ومنذراً بإعادة رسم حدود فلسطين من نهرها إلى بحرها.
وشدد مسؤول الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل على «أننا لسنا في حلقة تضامن، وإنما في لقاء نضالي مع فلسطين المنتفضة بشعبها كله تحقيقا للتحرير وحق العودة وإنهاء الاحتلال «.
وأشار القيادي في حركة الجهاد الاسلامي محفوظ منور إلى أن ما تشهده الأرض المحتلة انتفاضة بامتياز وأخطر ما يواجهها محاولات الالتفاف عليها لإجهاضها، وهذا ما يتطلب استجماع الجهود لتحصين وحدتها وتبديد الانقسام بمواجهة الاحتلال..
وقال معاون مسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله الشيخ عطالله حمود: «جلاد وضحية هو المشهد في فلسطين في ظل استهداف عنصري واسترخاء رسمي عربي وإسلامي غائب عن السمع ومشمول بالحروب الجانبية ودعم أدوات التكفير خدمة للاستكبار والعدو الصهيوني، وهذا لا سبيل له إلا بالانتفاضة».
وأكد د. صالح الكاشف من غزة أن محاولات الاستفراد بالقدس والتجرؤ على الأقصى في ظل الغياب العربي والاسلامي وصراعاته الداخلية، أفشلته وحدة الشعب الفلسطيني وانتفاضته الواعية والمدركة للمخاطر والملتزمة بكل الوسائل المتاحة، ومهما غلت الأثمان بمواجهة الاحتلال.