الكرة اللبنانية
يبدو العهد الأكثر جاهزية للمحافظة على لقبه في الدوري اللبناني على وقع أزمات مالية تعاني منها غالبية الأندية لا سيما النجمة العريق.
ويطمح العهد، الذي يواجه النبي شيت يوم غدٍ السبت في البقاع، إلى تحقيق انطلاقة قوية بعدما حافظ على غالبية محلييه على غرار عباس عطوي «أونيكا» والدوليين هيثم فاعور والحارس حسن بيطار وحسين عواضة والعائد حسن شعيتو.
وعلى صعيد الأجانب، جدّد النادي للمدافع الأوغندي دينيس إيغوما كما اختبر عدداً كبيراً من اللاعبين من جنسيات عدة إلى أن استقر على لاعب الوسط السوري عبد الرزاق الحسين والسنغالي محمدو درامي، ويقود دفّة الفريق المدير الفني محمود حمود.
وكان العهد توّج بطلاً لكأس النخبة التنشيطية بفوزه على الصفاء في النهائي 1-0 ثم توّج بالكأس السوبر بفوزه على طرابلس 1-0 أيضاً.
من ناحية النبي شيت، فيتطلّع «سفير البقاع» إلى الحفاظ على لقب الحصان الأسود بعدما حلّ خامساً في أول مواسمه في الدرجة الأولى السنة الماضية. وأبقى النادي على مديره الفنّي محمد الدقّة الذي أوصله إلى مراكز متقدّمة بعدما كان ينازع للهرب من الهبوط. وتعاقد الفريق مع هدّاف الشباب الغازية المالي عبد الله كانوتيه والمدافع الغاني عيسى ياكوبو وأبقى على لاعب الوسط السوري خالد الصالح.
وتتجه الأنظار بعد غدٍ الأحد إلى قمة المرحلة بين النجمة حامل اللقب 8 مرات وضيفه شباب الساحل على ملعب صيدا البلدي.
وينتظر الجمهور اللبناني الصورة التي سيظهر بها الفريق النبيذي الذي يعاني من أزمة مالية حقيقية أدّت إلى تأخر تحضيرات الفريق. وبالرغم من التعثّر المالي فإن صاحب الشعبية الجارفة يمتلك كل المقوّمات للمنافسة واستعادة اللقب وفي مقدمة هذا الأمر الجمهور العريض الذي دعا إلى جمع التبرّعات لتأمين جزء من ميزانية الفريق للموسم المقبل، كما من البوادر الإيجابية تعاقد الإدارة النبيذية مع المدرب الروماني المحنّك تيتا فاليريو لقيادة الدفّة.
ويتمتع فاليريو بسيرة ذاتية ممتازة اكتسبها جراء عمله في الدول العربية لا سيما سورية حيث قاد الاتحاد لكأس الاتحاد الآسيوي 2010 ثم منتخب سورية في كأس آسيا 2011. وسيعوّل فاليريو على الأجانب الثلاثة المدافع التونسي رضوان الفالحي والمدافع السوري صلاح شحرور والمهاجم التشادي كارل ماكس بارتيليمي.
من جهة أخرى، عزّز الساحل مع مدربه موسى حجيج، نجم النجمة السابق، صفوفه بالمهاجم النيجيري كبيرو موسى ومواطنه العائد دانيال أودافين والغاني دوغلاس نيكروماه الآتي من طرابلس.
وتفتتح المرحلة الأولى بلقاءٍ مثير اليوم بين طرابلس الرياضي، حامل لقب الكأس، مع ضيفه الأنصار الطامح بقوة لإحراز اللقب الرابع عشر في تاريخه بعد غياب ناهز 8 سنوات على ملعب طرابلس البلدي. ويعدّ الأنصار من المرشحين للتتويج نظراً إلى التحضيرات القوية ونشاط النادي في سوق الانتقالات، وأولى خطواته كانت إعادة المدرب السابق جمال طه إلى بيته الأول وذلك نزولاً عند مطالب جماهير النادي.
ولم تتوج جهود الأنصار في الموسم الماضي بإحرازه لقب الدوري، رغم التطوّر اللافت في مستوى «الأخضر»، بعد موسمين مخيبين حلّ فيهما في مركز متأخر وبعيداً عن سمعة الفريق الأكثر تتويجاً بلقب الدوري اللبناني 13 مرة .
وتدل المؤشرات إلى قدرة الأنصار على المنافسة بقوّة على لقب الموسم الحالي، خصوصاً بعد عودة المدرب جمال طه، والاستعدادات المكثفة، والتي واكبتها تدعيمات بارزة عزّزت صفوف الفريق بنخبة من اللاعبين المحليين والأجانب.
ويبدي أنصار الفريق الأخضر ثقتهم في إمكان تجاوز فريقهم لأخطاء الموسم الماضي، خصوصاً في الهجوم حيث أعاق ضعف هذا الخط وتواضعه زحف الأنصار نحو اللقب حين كان أضعف الفرق المنافسة على اللقب هجوماً.
ويعزّز هذا التفاؤل ضم الأنصار لثلاثة مهاجمين أجانب مميزين، هم هدّاف الدوري الماضي الأرجنتيني لوكاس غالان والغاني مايكل أوكوفو والجناح السنغالي سي الشيخ، الذي قدم عروضاً طيبة في الموسمين الماضيين مع النجمة.
وبوجود طه يأمل جمهور الأنصار أن يتخلص فريقهم من شوائب عدة شوهت أداء الفريق الموسم الماضي، أهمها غياب الثبات والاستقرار عن التشكيلة الأساسية، التي كانت تخضع لتغييرات متكرّرة، فضلاً عن مزاجية بعض اللاعبين، وعدم مناسبة التكتيكات السابقة لإمكانات لاعبي الفريق، الذي يضم مواهب لامعة كصانع الألعاب ربيع عطايا ولاعب الوسط محمد عطوي والحارس المخضرم لاري مهنا، وغيرهم.
ويأمل الأنصار في تجاوز فخّ الإصابات الذي كلّفه الموسم الماضي غياب ساعد الدفاع حسين إبراهيم، أحد أبرز العناصر التي قادت الفريق إلى لقب بطل الشتاء، قبل أن ينتزع منه العهد الصدارة إياباً.
وستعطي عودة قلب الدفاع معتز بالله الجنيدي الفريق مناعة دفاعية يحتاجها، بمواجهة منافسيه، خصوصاً أن الجنيدي يمتلك عنصر الخبرة الذي يفتقده متوسط الدفاع الآخر في الفريق أنس أبو صالح، والذي كان من أنشط وأبرز لاعبي الأنصار الموسم الماضي.
من ناحية طرابلس، فإن ممثل عاصمة الشمال يسعى لما هو أبعد من المركز الرابع ولقب الكأس اللذين وصل إليهما في الموسم الماضي. فاحتفظ سفير الشمال بجهازه الفني الذي يقوده المدير الفني الفلسطيني اسماعيل قرطام ومساعده المهاجم الدولي السابق وارطان غازاريان وأبقى على هدّافه الغاني مايكل هيليغبي الذي كان وراء انتصارات الفريق في الموسم الماضي وضمّ مواطنيه المدافع إيمانويل أوفوري والجناح السريع عبد العزيز يوسف.
ويحلّ اليوم أيضاً الصفاء ضيفاً على الراسينغ بيروت على ملعب بلدية برج حمود. ويبحث الراسينغ عن محو الصورة الباهتة الذي ظهر بها الموسم الماضي وحيث كان قريباً من الهبوط إلى الدرجة الثانية لولا نتائجه اللافتة في المراحل الأخيرة. وشرع الفريق في تحضيراته مبكراً عبر التعاقد مع الروماني يوغين مولدوفان لاعب الحكمة في التسعينيات ليقود دفّة الإدارة الفنية حيث اختار ثلاثة من مواطنيه ليكونوا عوناً له كلاعبين هم المدافع أندري فيتكاريوس والمهاجم ألكسيس تشوكالتيو ولاعب الارتكاز دراكيتش أوكتسافين الذين ظهروا بمستوى عادي خلال مباريات كأس التحدي التنشيطية وفي معسكر الفريق بقبرص.
أما الصفاء المتعثّر مادياً، فسيقوده المدرب إميل رستم الذي أبقى على غالبية لاعبي الموسم الماضي على غرار المدافع الدولي نور منصور وعلي السعدي ومحمد زين طحان والعائد من الاحتراف محمد حيدر بعد مسيرة في السعودية والعراق، ومحمد حمود والحارس الدولي الشاب مهدي خليل. وعلى صعيد الأجانب ضم المدافع النيجيري أديل بريشيوس من الراسينغ ومهاجم النبي شيت السنغالي شيخ سامبا ديوك ومواطنه سامبا عبدو.
ويلعب غداً أيضاً الشباب الغازية، ممثل الجنوب الوحيد، مع ضيفه السلام زغرتا على ملعب النبطية البلدي في كفرجوز.
ويدرك الفريقان أنهما لن ينافسا على اللقب لكنهما يسعيان إلى البقاء ضمن مصاف الدرجة الأولى. فالغازية يمتلك مقوّمات جيدة لاحتلال مركزاً في المنطقة الدافئة بنهاية الموسم إذ أبقى النادي على مدربه مالك حسون الذي كشف عن إمكانات تدريبية جيدة في الموسم الماضي، حيث شكّل فريقاً منسجماً قادراً على عرقلة الكبار بوجود لاعبين لهم بصمتهم في الكرة اللبنانية من طينة الهدّاف علي ناصر الدين الآتي من النبي شيت. وتعاقد المهاجم الكاميروني سيريل نداني لاعب وفاق سطيف الجزائري والشمال القطري سابقاً الذي انضم لمواطنه المدافع ستاندلي إيشابي ولاعب الوسط أليكس روسل.
من ناحية السلام زغرتا، فإن وضع الفريق متراجع عما كان عليه في الموسمين الماضيين حيث أحرز كأس لبنان، وذلك نظراً إلى أدائه في كأس التحدّي التنشيطية. فيقود الفريق مدرب غير معروف على المستوى اللبناني هو الفنزويلي من أصل سوري لؤي أبو كرم والذي ضمّ الأوروغويانيين لاعب الارتكاز راؤول تاراغونا والمدافع هيبراني مينيرفينو، إضافةً إلى السوري إسراء عامر.
ويشهد الأحد مباراة العائدين إلى الأضواء الاجتماعي طرابلس وضيفه الحكمة على ملعب طرابلس البلدي. ويبدو الاجتماعي عازماً على تقديم موسم جيد نظراً إلى الأسماء التي يضمّها الفريق، حيث سيقوده المدرب فادي العمري والذي سيعوّل على تشكيلة منسجمة تضمّ أسماء فاعلة مثل الحارس أحمد قرحاني والدولي فايز شمسين الذي فكّ ارتباطه بباندوري الروماني، واحتفظ بالمهاجم الغاني نيكولاس كوفي وضم مواطنيه دايفيد أوكوكو، والمدافع آدام ماسالاشي.
ويعاني الحكمة بيروت من أزمة إدارية حادة أدت إلى ضائقة مادية أخرت استعداداته حتى آخر أسبوعين قبل انطلاق البطولة، حيث استمرت الإدارة الفنية بعهدة المدرب فؤاد حجازي ومساعده سهاد زهران فضم مخضرمين قبل ساعات من إقفال باب التواقيع، أبرزهم النيجيري مبا ديريك ايبي من الراسينغ، والسوري علي غليوم من شباب الساحل، والمصري أحمد جرادي لاعب الكرة الشاطئية.