تحريض أوباما إعلامياً ضدّ بوتين مستمرّ
يشكّل التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية تحوّلاً كبيراً في الحرب المستعرة في هذا البلد، ويتسبّب في تزايد الجدل في الأوساط الدولية في شأن الهدف الكامن وراء هذه الخطوة الروسية، وسط الدعوة إلى عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانفراد بسورية.
هذه هي الأبعاد التي تمحورت حولها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في تناولها الحرب التي تعصف بسورية منذ نحو خمس سنوات، إذ حذّرت الصحيفة من تراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتّجه إلى الانزلاق في المستنقع السوري.
وأضافت الصحيفة: لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرّك ساكناً إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف «المعارضة السورية» المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمن فيهم «الثوار السوريون» الذين درّبتهم الولايات المتحدة أو لا تزال تدعمهم.
إلى ذلك، أشارت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إلى أنّ الرئيس باراك أوباما دمّر خلال ستّ سنوات تقريباً، مصداقية الولايات المتحدة كـ«ضامن للعالم الحرّ»، وهو دور رُسّخ وحوفظ عليه بعناية شديدة خلال ستة عقود من قبل 11 رئيساً أميركياً سابقاً. وأوضحت الصحيفة أن مصطلح «القرن الأميركي» ابتدعه رئيس تحرير صحيفة «لايف» الأميركية هنري لوس عام 1941 لإبراز رؤيته لأميركا بأن تصبح قوة عظمى خيّرة، تستخدم نفوذها لإقامة نظام عالمي جديد على أساس الحرّية الاقتصادية والسياسية. وأوضحت الصحيفة أن عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط وتحالفها مع سورية وإيران وإزاحة أميركا بضربات جوّية على حلفاء واشنطن في سورية، ربما يؤرّخ كل ذلك بدقة ليوم وفاة «القرن الأميركي».
«واشنطن بوست»: أوباما مدعوّ لمواجهة توغّل بوتين في سورية
تناولت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الحرب التي تعصف بسورية منذ نحو خمس سنوات، إذ حذّرت الصحيفة من تراخي الرئيس الأميركي باراك أوباما في شأن الحملة العسكرية الروسية، واكتفائه بالتصريح بأن الرئيس بوتين يتّجه إلى الانزلاق في المستنقع السوري.
وأضافت الصحيفة: لا يبدو أن الرئيس أوباما يحرّك ساكناً إزاء استهداف المقاتلات الروسية بالقصف «المعارضة السورية» المناوئة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بمن فيهم «الثوار السوريون» الذين درّبتهم الولايات المتحدة أو لا تزال تدعمهم. ولمّحت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما صرّح بأنه لا يريد أن يتخذ من سورية مكاناً للحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. ورأت أن هذه التصريحات توحي بأنه يعطي الضوء الأخضر لموسكو للقضاء على أيّ بديل لنظام الأسد أو تنظيم «داعش» في سورية.
وأشارت إلى أن تخلّي الولايات المتحدة عن برنامج تجنيد مقاتلين وتدريبهم لمصلحة «المعارضة السورية»، يعتبر أيضاً شكلاً من أشكال التراجع والتردّد الأميركي إزاء الحرب الكارثية في سورية، والتي تستعر وتنذر بنشر لهيبها إلى المنطقة برمّتها، وسط تحذير مراقبين ومحللين بأنها تمثل اندلاعاً للحرب العالمية الثالثة بكل معانيها.
وأضافت: كيف نطالب «المعارضة السورية» بالتصدّي لتنظيم «داعش»، بينما تتعرّض للقصف عن طريق البراميل المتفجرة بشكل يومي؟ وأشارت إلى أن التردّد الأميركي إزاء ما يجري في سورية ينمّ عن مخاطر كارثية، من بينها تزايد قوة تنظيم «داعش»، وانتفاء أي تسوية سياسية محتملة للأزمة السورية. ودعت الصحيفة الولايات المتحدة إلى ضرورة دعم «المعارضة السورية» بالأسلحة المتطوّرة مثل الصواريخ المضادة للدروع والدبابات، وكذلك إلى ضرورة إنشاء منطقة عازلة في شمال سورية بالتعاون مع تركيا كي يلجأ إليها المدنيون بشكل آمن.
وختمت الصحيفة قائلةً إنه ينبغي على أوباما وضع خطوط حمراء أمام توغّل بوتين في سورية. وإلا، فإن عدوان الرئيس الروسي سيأخذ بالتصعيد والتزايد.
«نيويورك تايمز»: أوباما ونهاية القرن الأميركي
قالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إن الرئيس باراك أوباما دمّر خلال ستّ سنوات تقريباً مصداقية الولايات المتحدة كضامن للعالم الحرّ، وهو دور رُسّخ وحوفظ عليه بعناية شديدة خلال ستة عقود من قبل 11 رئيساً أميركياً سابقاً.
وأوضحت الصحيفة في مقال بعنوان «نهاية القرن الأميركي» للمتخصّص بالأمن القومي الأميركي بيتر فينسنت براي، أن مصطلح القرن الأميركي ابتدعه رئيس تحرير صحيفة «لايف» الأميركية هنري لوس عام 1941 لإبراز رؤيته لأميركا بأن تصبح قوة عظمى خيّرة، تستخدم نفوذها لإقامة نظام عالمي جديد على أساس الحرّية الاقتصادية والسياسية.
وأضافت أن المؤرّخين وعلماء السياسة تبنّوا أحياناً المصطلح لوصف فترة أميركا المعاصرة التي تبدأ من نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945. وزعم الكاتب أن القرن الأميركي كان كما تمنّى لوس ـ على العموم ـ فترة من السلام والثراء غير المسبوقين، وتم خلاله تفادي حرب عالمية ثالثة، وأصبحت فيه الحرية وحقوق الإنسان أعرافاً عالمية، وذلك في الغالب بسبب القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة.
وقال الكاتب إن أوج القرن الأميركي كان عندما انتهت الحرب الباردة بانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، مشيراً إلى أن كتاب الأميركي فرانسيس فوكوياما «نهاية التاريخ» نُشر في العام التالي أي 1992 ليعلن أن الحرب التي استمرت قروناً بين الحرية والاستبداد وضعت أوزارها أخيراً بانتصار الحرية. وأضاف الكاتب أن كثيرين من الناس في «العالم الحرّ» تمنّوا لو كان ذلك حقيقة.
ومضى براي يقول إن عام 2015 سيؤرّخ لنهاية القرن الأميركي الذي لم يستمر إلا 70 سنة، وأوضح أن السنة الحالية شهدت تدهور قوة أميركا وتراجع نفوذها في كل مكان، وشهدت صعود النظم الشمولية والتسلطية على حساب الولايات المتحدة ومجمل «العالم الحرّ».
وأورد براي استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم وغزوها أوكرانيا على رغم الضمانات بالحماية التي تعهّد بها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون لكييف مقابل التخلص من مئات الصواريخ النووية المنصوبة على أرضها.
وأشار الكاتب إلى ما سمّاه انهماك روسيا في تطوير صواريخ نووية وبناء قوات تقليدية ضد «حلف الناتو» الذي وصفه بأنه أصبح مجرد ظل لذلك «الناتو» الذي كان أيام الحرب الباردة. وقال الكاتب إن عودة روسيا إلى منطقة الشرق الأوسط وتحالفها مع سورية وإيران وإزاحة أميركا بضربات جوّية على حلفاء واشنطن في سورية، ربما يؤرّخ كل ذلك بدقة ليوم وفاة «القرن الأميركي».
وأضاف أن قدوم روسيا إلى الشرق الأوسط كقوة مهيمنة وإزاحتها أميركا في وقت لا يزال العالم معتمداً على النفط، يشكل آخر صور الإهانات التي تعرّضت لها الولايات المتحدة خلال حكم أوباما، ونهاية مصداقية الضمانات الأميركية التي حافظت على «السلام العالمي عبر القوّة».
كما أشار براي إلى تحديث الصواريخ النووية الصينية والكورية الشمالية وتطويرهل، وإلى ما سمّاه «انتصار إيران» في المفاوضات النووية، وما سمّاه «صعود الإرهاب»، وتدفّق المهاجرين المسلمين إلى أوروبا وأميركا، كأدلة على نهاية «القرن الأميركي».
«تلغراف»: صواريخ روسيّة عبرت أجواء تستخدمها رحلات جوّية بين أوروبا والخليج وآسيا
تناولت صحيفة «تلغراف» البريطانية الضربات الروسية في سورية، وحذّرت من خطورتها على الطائرات المدنية، وقالت إن رحلات شركات الطيران المدني التي تحلّق فوق العراق وإيران وسورية تواجه مخاطر من التعرّض للإصابة والإسقاط بسبب القذائف الصاروخية الروسية بعيدة المدى، والتي يوجّهها الجيش الروسي إلى سورية.
ولفتت الصحيفة إلى أن شركات الأمان الملاحي الجوّي حذرت من هذه الأخطار خاصة من صواريخ «كروز» بعيدة المدى، مضيفة أن هيئة تنظيم الطيران المدني التابعة للاتحاد الأوروبي أصدرت نشرة تحذيرية بعد الهجمات الصاروخية الروسية على سورية الأسبوع الماضي والتي أطلقها الجيش الروسي من بوارجه في بحر قزوين باتجاه أهداف في سورية على بعد أكثر من 1500 كيلومتر. وأشارت إلى أن الصواريخ عبرت الأجواء التي تستخدمها عدة رحلات جوية مدنية بين أوروبا والخليج وآسيا، موضحة أن عدة شركات منها الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية قامت بتغيير خطوط سير بعض رحلاتها لتجنب المنطقة الممتدة بين إيران وساحل البحر المتوسط الشرقي.
وتقول الجريدة إن الصواريخ الروسية التي انطلقت من البوارج الحربية في بحر قزوين حلّقت على ارتفاع منخفض جداً فوق إيران والعراق قبل أن تضرب 11 موقعاً في الرقة وحلب وإدلب، بينما أصيبت أربع قذائف على الأقل من بينها بعطب وسقطت في الأراضي الإيرانية بحسب ما أعلنت عنه وزارة الدفاع الأميركية.
وتوضح الصحيفة أن تغيير مسار الرحلات سيسبّب زيادة التكاليف على شركات الطيران، إذ إنه سيزيد من زمن الرحلات وبالتالي يزيد من تكلفة الوقود ومصاريف الصيانة.
«كيهان»: خامنئي يحذّر من الحرب الناعمة لتغيير معتقدات الإيرانيين
تناولت غالبية الصحف الإيرانية تحذيرات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي من أن بلاده تواجه حرباً ناعمة مخطّطة تستهدف تغييرها ليس على صعيد الاسم، إنما على صعيد المسار والماهية، داعياً إلى التصدّي لهذه الحرب. وقال خامنئي في حديث نقلته صحيفة «كيهان» الإيرانية، إن العدو يريد تغيير مبادئ الشعب الإيراني المسلم ومعتقداته، مشيراً إلى أن الحرب الناعمة خلافاً للحرب التقليدية ليست واضحة المعالم، وقد توجّه ضربات موجعة للمجتمع الذي يكون في غفلة عنها أو لا يشعر بها. وقال إن الهدف من هذه الحرب تغيير نظام الجمهورية الإسلامية في إيران ولكن ليس اسم النظام، إنما محتواه من الداخل وماهيته وتغيير الدوافع والشعارات الثورية والأهداف الكبرى.
وأشار خامنئي إلى أن المسؤولين والشعب يشكلون الأهداف الرئيسية لهذه الحرب، وأن العدو يحاول أن يجذب النخبة والجامعيين والشباب والعناصر الفاعلين في المجتمع، ويعمل على تغيير معتقداتهم الدينية والسياسية والثقاقية. داعياً أصحاب الفكر والمعنيين إلى دراسة الأبعاد المختلفة لهذه الحرب وإحباطها.