صحافة عبريّة

ترجمة: غسان محمد

محلّل «إسرائيليّ»: القدس الموحّدة وهم يتبدَّد

قال المعلق العسكري ألون بن دافيد، إن آخر مظاهر وهم القدس الموحدة، آخذ بالتبدد على أرض الواقع، في ضوء حقيقة أن القدس هي التي تقود في هذه الأثناء موجة العمليات الحالية، يضاف إلى ذلك أن عدم الفصل بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين في المدينة، سيجعل من السهولة بمكان ظهور مخرّبين جدد.

وانتقد بن دافيد، فرض الاغلاق على الأحياء العربية في شرق القدس، قائلاً إن كل من عايش الانتفاضة الثانية، يعرف أن الاغلاق من دون عائق مادي لن يجدي نفعاً. وأضاف أنه يكفي بضع عشرات من منفذي العمليات كي يمزّقوا الخيوط الاخيرة لوهم التعايش في المدينة.

واعتبر بن دافيد أن لا حلول مطلقة لهذا الوضع، وأن أجواء سياسية أفضل، وحدها الكفيلة بتبريد الميدان، ولكن لا يمكن خلق هذه الاجواء بين القيادات «الإسرائيلية» والفلسطينية الحالية.

«إسرائيل» تواجه جيلاً فلسطينياً كاملاً محبطاً ويائساً

شكّك المحلل السياسي باراك رافيد، بأهمية القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري «الإسرائيلي» وقدرته على مواجهة الهبّة الشعبية الفلسطينية في القدس والضفة الغربية، معتبراً أن الوسائل التي تستخدمها الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية» تحدّ من قدرتها على معالجة الوضع.

وقال رافيد في حديث نقلته صحيفة «هاآرتس» العبرية، إنّ «إسرائيل» لا تواجه هذه المرة السلطة الفلسطينية أو حركة حماس، إنما جيلاً من الشباب الفلسطينيين، بعضهم أطفال، لا يرون أيّ مستقبل لهم، ويعيشون الإحباط واليأس، ويكرهون «إسرائيل». وهكذا، فإنّ النتيجة المنطقية أن الوضع الحالي سيقود إلى دولة ثنائية القومية، طالما قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه يعارضها. وأضاف أنّ نتنياهو أعلن معارضته دولة ثنائية القومية، على اعتبار أنّ ذلك سيكون كارثة لـ«إسرائيل». لكنه، كما في قضايا سياسية وأمنية، لم يفعل شيئاً لإبعاد هذا التهديد. وبدلاً من الانفصال إلى دولتين، يتّجه «الإسرائيليون» والفلسطينيون نحو دولة واحدة.

ورأى المحلل أنّ نتنياهو الذي حذّر من دولة ثنائية القومية، هو نفسه الذي زاد من خطورة هذا التهديد في السنوات الأخيرة، من خلال مواصلته إرسال المزيد من «الإسرائيليين» إلى عمق الدولة الفلسطينية المستقبلية، وحتى إلى خارج الكتل الاستيطانية التي تريد «إسرائيل» ضمّها إليها في أيّ اتفاق سلام محتمل.

وتابع رافيد أنّ نتنياهو الذي تباهى بأنّ عدد المستوطنين في الضفة الغربية ارتفع في السنوات الست الأخيرة من 280 ألفاً إلى 400 ألف، يواصل هو ووزراؤه التعامل مع ما يحصل في القدس وفي كافة أنحاء «إسرائيل»، وكأنه جولة عنف أو موجة إرهاب ستنتهي خلال وقت قصير. وحين تحدث نتنياهو عن مئة سنة من المقاومة ضد اليهود بين النهر والبحر، فأنه تجاهل 48 سنة من الاحتلال، كما انه يرفض الاعتراف بأن لذلك علاقة بموجة المقاومة الحالية.

جهود أميركية لعقد لقاء «إسرائيليّ» ـ فلسطينيّ

ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون العبريّ، أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري، بدأ اتصالات مع الطرفين «الإسرائيلي» والفلسطيني تهدف إلى عقد قمة فلسطينية ـ «إسرائيلية» بمشاركته شخصياً. وأوضحت القناة أن الأردن أبدى استعداده لاستضافة القمة. وأن كيري يستعد للتوجّه إلى المنطقة في محاولة لوقف تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إنه من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي، من أجل مساعدة «الإسرائيليين» والفلسطينيين في التوصل إلى السلام، لأن الوضع يكاد يخرج عن السيطرة. وأضاف، ان الوضع متوتر للغاية. ودعا إلى عدم القيام بأي شيء من شأنه إشعال الأوضاع. ودعا إلى إيجاد إطار عمل دولي للتفاوض على السلام.

ليفني تؤيد الإجراءات الأمنية وترفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو

قالت عضو «الكنيست»، رئيسة حزب «الحركة» تسيبي ليفني، إنّها تؤيد الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الأمنية «الإسرائيلية». معتبرة انه يجب القيام بثلاث خطوات إضافية، بينها الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى، والتحدث مع الأردن، باعتباره الجهة التي تشرف على الوقف الإسلامي في المسجد، والقول للأردنيين أن لا أمر مخفياً لدى «إسرائيل»، ودعوتهم إلى بحث ما يجري في الحرم، وإصدار بيانات عن حقيقة ما يجري.

وأضافت ليفني أن الصراع وصل إلى داخل «إسرائيل»، وهذا مؤشر على الدولة ثنائية القومية، التي يحظر الوصول إليها، ويجب القول لكل «الإسرائيليين» إن هذه «دولة الشعب اليهودي» فقط. وأقرت ليفني بأن المجتمع «الإسرائيلي» منقسم على نفسه، داعية إلى إسكات الأصوات التي تصدر عن بعض وزراء الحكومة والتي تدعو إلى ضمّ المزيد من الأراضي.

وردّاً على الدعوات المطالبة بتشكيل حكومة موسعة، قالت ليفني إن هناك خلافات حول طريقة التعامل مع الصراع، تقف حاجزاً أمام انضمام أحزاب «إسرائيلية» عدّة إلى الحكومة، والاكتفاء بتأييد الإجراءات الأمنية.

«إسرائيل» تطالب الأمم المتحدة بإدانة التحريض

دعا المندوب «الإسرائيلي» الجديد لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مجلس الأمن الدولي وأمين عام الأمم المتحدة إلى إصدار بيانين واضحين لا لبس فيهما، ضدّ التحريض الذي يغذّي «الإرهاب». وقال إن موجة من الإرهاب تعمّ «إسرائيل»، معتبراً أن وقف التحريض سيؤدّي إلى تخفيف خطورة الوضع، وجلب الهدوء والأمن إلى المنطقة.

إلى ذلك، وصف رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الأخيرة، بأنها حافلة بالأكاذيب والتحريض. وأضاف أنه بينما تحافظ «إسرائيل» على الوضع القائم في الحرم القدسي، فإن عباس يواصل التحريض باستخدام الدين، ما يؤدّي إلى تنفيذ عمليات إرهابية.

وأكد أنّ حكومته لن تسمح بإعادة بناء منازل منفّذي العمليات بعد هدمها. وقال خلال كلمة ألقاءها في «الكنيست» بمناسبة زيارة رئيس الهند إلى «إسرائيل»، إنه على استعداد للعودة إلى المفاوضات مع السلطة الفلسطينية من دون شروط مسبقة. وأضاف أنّ «إسرائيل» تريد السلام، لكنها تريد وقف الإرهاب أولاً، وعلى الفلسطينيين الاعتراف بـ«إسرائيل» على أنها موطن لليهود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى