جمعة الغضب… مواجهات في الضفة وغزة والقدس
اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال الصهيوني، بعد ظهر أمس الجمعة في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وقطاع غزة، استجابة لجمعة الغضب التي دعت لها فصائل المقاومة الفلسطينية.
ونقل «المركز الفلسطيني للإعلام»، عن مصادر محلية قولها، «إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال قرب حاجز بيت إيل، شمال البيرة، في رام الله، ما أدى إلى إصابة شاب على الأقل بالرصاص التوتو، فيما أصيب آخرون بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع».
وأفيد باستشهاد فلسطينيين نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص باتجاهه عند معبر بيت حانون، في ظل معلومات تفيد باستخدام قوات العدو كواتم الصوت في إطلاقها الرصاص الحي باتجاه الفلسطينيين ما أسفر عن سقوط عدد من الإصابات بينهم.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط شهيد و27 إصابة برصاص الاحتلال عند معبر بيت حانون الحدودي مع غزة.
وكانت أرجاء متفرقة من الخليل جنوب الضفة المحتلة قد شهدت مواجهات عنيفة سجل خلالها وقوع إصابات. كما اندلعت مواجهات على مدخل مخيم الفوار جنوب مدينة الخليل ومفرق مدرسة طارق بن زياد في البلدة القديمة من الخليل.
وأصيب أحد المسعفين بجروح بعد استهداف الاحتلال مركبة إسعاف بشكل مباشر على المدخل الشمالي للخليل، وهو المدخل الذي شهد تنفيذ عملية طعن واستشهاد منفذها.
واندلعت مواجهات عنيفة في منطقة رأس الجورة بعد وصول مسيرة نظمتها حركة حماس إلى منطقة جسر حلحول، واستخدم الاحتلال فيها قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاط وقنابل التوتو.
وكانت مسيرة أخرى انطلقت من مسجد الحسين وسط الخليل باتجاه دوار المنارة دعت لها حركة فتح، ومسيرة أخرى انطلقت من مساجد بيت أمر شمال الخليل، باتجاه مدخل البلدة الجنوبي، حيث اندلعت المواجهات العنيفة بعد صلاة الجمعة. كما اندلعت مواجهات أخرى على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وتطورت الأحداث في مدينة الخليل، حيث أغلقت سلطات الاحتلال الطرق المؤدية إلى المدينة كافة، فيما تم إطلاق النار بشكل كثيف باتجاه الشبان الذين يواجهون قوات الاحتلال.
وقالت مصادر محلية إن الاحتلال استهدف بشكل متعمد وسائل الإعلام كافة الموجودة في المكان، وأطلق عليهم الرصاص والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأكدت مصادر محلية في بلدة بيت أمر شمال الخليل أن ثلاثة إصابات بالرصاص الحي وصلت مستشفى الأهلي بالخليل، حيث أصيبوا بالرصاص أثناء المواجهات المستمرة على مدخل البلدة.
وفي بيت لحم، جنوب الضفة، اندلعت مواجهات على المدخل الشمالي للمدينة تخللها رشق قوات الاحتلال بالحجارة، فيما أطلقت تلك القوات أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع تجاه المتظاهرين، وشهدت محاور التماس في قلقيلية وطولكرم مواجهات مماثلة.
كما أطلقت قوات الاحتلال أعيرة نارية تجاه مجموعة من الشبان تظاهروا قرب حاجز بيت فوريك في نابلس، بينما منعت أجهزة أمن السلطة مسيرة جماهيرية من التوجه إلى حاجز حوارة جنوب المدينة، شمال الضفة المحتلة.
أمن السلطة يمنع مسيرة حوارة
وأفاد «المركز الفلسطيني للإعلام» أن الأجهزة الأمنية للسلطة انتشرت في محيط مسجد الحاج معزوز المصري وسط مدينة نابلس، وحالت دون توجه المسيرة صوب حاجز حوارة.
وكانت المسيرة انطلقت عقب صلاة الجمعة استجابة لدعوة حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، ضمن فعاليات «جمعة غضب» نصرة للمسجد الأقصى والقدس، وتنديداً بجرائم الاحتلال، ولتأكيد استمرار انتفاضة القدس.
وردّد المشاركون بالمسيرة الهتافات الداعية لاستمرار عمليات طعن الجنود والمستوطنين، وجميع أشكال المقاومة.
على الصعيد ذاته، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على حاجز حوارة جنوب المدينة، وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال حشدت أعداداً كبيرة من جنودها وآلياتها العسكرية تحسّباً لوقوع مواجهات عقب صلاة الجمعة، كما وجد على مقربة من الحاجز العشرات من المستوطنين.
كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال قرب باب العامود في القدس المحتلة، عقب صلاة الجمعة، وفي غزة، شهدت محاور التماس مع قوات الاحتلال شرق خان يونس والبريج، وغزة، والشمال، تظاهرات مع قوات الاحتلال المتمركزة داخل السياج الأمني الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة منذ عام 1948.
وأفادت المصادر الطبية أنه أصيب ثلاثة شبان شرق مخيم البريج، ورابع شرق غزة، وخامس شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما لا يزال التوتر يسيطر على المشهد في كل محاور التماس مع الاحتلال في الضفة وغزة.
وفي السياق، أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن الانتفاضة ما زالت في بداية الطريق، مشدداً على وجوب استمرارها ومواصلة الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، وتعميق روح المقاومة، من أجل قطع كل محاولات إخماد الانتفاضة.
وبحسب «المركز الفلسطيني للإعلام»، قال هنية في كلمة مسجلة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «ملتقى الرواد في العالم الإسلامي»، بإسطنبول أمس، «قرارنا مواصلة الانتفاضة، واستمرار العنفوان والمقاومة ضد الاحتلال «الإسرائيلي»».