شيمشك: تركيا ترحّب بأيّ مساعدات أوروبية للاجئين
توصل قادة الاتحاد الأوروبي إلى خطة عمل مشتركة مع تركيا من أجل استئصال تدفق المهاجرين إلى أراضيها.
وبموجب الاتفاق يقدم الاتحاد الأوروبي مساعدات مالية بقيمة 3 مليار يورو لتركيا، مقابل استعداد الأخيرة لاستقبال المزيد من اللاجئين وتوفير المزيد من التعليم والعمل لهم، ومراقبة حدودها.
كما قبل الاتحاد الأوروبي تسريع المفاوضات بشأن تسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك الذين يريدون السفر إلى الاتحاد الأوروبي مقابل تعاون أفضل مع تركيا من أجل القضاء على تدفق اللاجئين.
ويخضع الاتفاق إلى مراقبة أوروبية شديدة لمدى التزام الحكومة التركية بمعاييره، وأي تراجع تركي سيقابل بتراجع أوروبي أيضاً.
وتحاول ألمانيا التي تعاني من ارتفاع في وتيرة الهجرة إليها، تقديم تسهيلات أكثر للأتراك، حيث وافقت الشهر الماضي على إعداد قائمة «الدول الآمنة» التي لا يحق لمواطنيها عادة الحصول على حق اللجوء، وهو ما كانت تطالب به أنقرة دائماً، ذلك أن وضع تركيا في قائمة «الدول الآمنة» يجعل التعاطي مع المواطنين الأتراك الراغبين بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي مختلفا عن الدول غير الآمنة.
ويشكل هذا الاتفاق من وجهة نظر أوروبية، انتهاء مرحلة الاستثمار السياسي التركي لورقة اللاجئين السوريين، التي استخدمتها أنقرة طوال العامين الماضيين للضغط على أوروبا، لدفعها نحو مزيد من المواقف المتشددة حيال الأزمة السورية.
من جهة أخرى، قال وزير المالية التركي محمد شيمشك أمس إن بلاده سترحب بمساعدات قدرها ثلاثة مليارات يورو 3.4 مليار دولار من المحتمل أن يقدمها الاتحاد الأوروبي للمساعدة في كبح تدفق اللاجئين، لكنه أضاف أنه ليس بوسعه تأكيد ما إذا كان سيتم صرف هذه الأموال بالفعل، موضحاً أن الإنفاق الأمني والعسكري التركي سيرتفع إلى 55 مليار ليرة العام المقبل من 47.4 مليار في 2015.
وبالتزامن مع انعقاد القمة الأوروبية لبحث قضية الهجرة، لقي لاجئان مصرعهما في أوروبا، أحدهما في بلغاريا برصاص حرس الحدود، وثانيهما تحت عجلات قطار في نفق المانش.
وأعلنت وزارة الداخلية في بلغاريا أمس مقتل لاجئ أفغاني برصاص حرس الحدود البلغاري لدى محاولته دخول البلاد بصورة غير شرعية.
وأوضح متحدث باسم الوزارة أن دورية مشتركة لحرس الحدود والشرطة رصدت في وقت متأخر من الخميس مجموعة من 50 لاجئاً عبروا الحدود مع تركيا بصورة غير شرعية قرب مدينة سريديتس البلغارية الواقعة في جنوب شرقي البلاد.
وبحسب تصريحات المتحدث، أبدى اللاجئون مقاومة أثناء محاولة الدورية توقيفهم، ما دفع بضابط بلغاري إلى إطلاق أعيرة نارية إنذارية، لكن إحدى الطلقات ارتدت وأصابت رجلاً من المجموعة توفي لاحقاً متأثراً بجروحه، وهو في الطريق إلى المستشفى، بينما تم توقيف الأفراد الآخرين من المجموعة، وهم من أصول أفغانية وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة.
وأوضحت الوزارة أن النيابة العامة تحقق في الحادث، الذي يعدّ الأول من هذا القبيل منذ بدء تدفق اللاجئين إلى شبه جزيرة البلقان منذ سنتين.
ودفع هذا الحادث رئيس الوزراء بويكو بوريسوف إلى العودة إلى بلاده من بروكسيل حيث أجريت أعمال القمة الأوروبية المكرسة لبحث قضية اللاجئين.
من جانب آخر، أعلنت السلطات الفرنسية العثور على جثة لاجئ قتل ليلة الثلاثاء على الجمعة تحت عجلات قطار شحن في أثناء محاولته التسلل إلى نفق المانش من أجل الوصول إلى بريطانيا، حيث بلغت حصيلة اللاجئين الذين لقوا حتفهم في النفق، 16 شخصاً منذ تموز الماضي.
وأعلنت هيئة الإطفاء الفرنسية أن الجثة التي تم العثور عليها في محطة قطارات قريبة من مدخل النفق، مشوهة لدرجة لا تسمح بتحديد جنس القتيل وجنسيته قبل إجراء تحليل الطب الشرعي.
وفي الوقت الراهن، يبقى في مدينة كاليه الفرنسية القريبة من مدخل النفق ما بين 4 و5 آلاف لاجئ. وقام اللاجئون بمحاولات جماعية عديدة للتسلل إلى بريطانيا ما دفع بسلطاته كل مرة إلى توقيف حركة القطارات.
وجاء مقتل اللاجئين الاثنين بالتزامن مع انتهاء أعمال القمة الأوروبية المكرسة لقضية الهجرة، والتي كان من المقرر أن تستمر يومين، لكن الزعماء ألغوا فعاليات اليوم الثاني.
وفي المؤتمر الصحافي الختامي، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توشك توافق الزعماء حول برنامج مشترك لمواجهة أزمة الهجرة وخطة أعمال مشتركة مع تركيا في هذا المجال. لكن المسؤولين لم يذكرا في تصريحاتهما أية أرقام معينة، حول المبالغ التي ستنفقها الدول الأوروبية على تنفيذ البرنامج والحجم المحتمل للمساعدات التي وعدها الاتحاد بتقديمها لتركيا مقابل جهود الأخيرة لوقف تدفق اللاجئين.
ولقي 7 مهاجرين حتفهم، في حادث غرق زورق كانوا يستقلونه إثر اصطدامه بسفينة دورية تابعة لخفر السواحل اليونانية قبالة جزيرة ليسبوس.
وقالت شرطة المرافئ اليونانية في بيان إن مهاجراً ثامناً لا يزال في عداد المفقودين وأن عمليات البحث لا تزال جارية عنه. والقتلى هم رضيع و3 أطفال وامرأتان ورجل، في حين تم إنقاذ 31 مهاجراً آخرين كانوا على متن الزورق نفسه.
وأعلنت السلطات اليونانية فتح تحقيق لتحديد ملابسات حادث الاصطدام بين سفينة الدورية الضخمة المخصصة لأعالي البحار والبالغ طولها 30 متراً وبين الزورق الخشبي.
ووقع الحادث قبالة منطقة موليفوس في شمال الجزيرة اليونانية، وبحسب المعلومات الأولية، فإن المهاجرين حاولوا الفرار من على متن الزورق لدى وصول سفينة الدورية.
إلى ذلك، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي الإسراع بإقامة مراكز استقبال كافية في اليونان لتسجيل طالبي اللجوء ثم توزيعهم على أنحاء دول الاتحاد قبل دخول الشتاء.
وقال المتحدث باسم المفوضية أدريان إدواردز في إفادة صحافية في جنيف: «الأزمة لا تُدار بطريقة مناسبة في الوقت الحالي. من المهم أن توضع هذه الإجراءات موضع التنفيذ».
وقال إدواردز عندما طلب منه التعليق على «خطة العمل» المقترحة: «أعتقد أن المبدأ الأساسي باق كما هو، ونحن سعداء لأن نرى اتفاقاً يشمل المهربين وتجار البشر. في الوقت نفسه من المهم وضع احتياجات طالبي اللجوء في الحسبان».
وفي السياق، قالت رئيسة وزراء بولندا ايفا كوباتش بعد قمة للاتحاد الأوروبي إن بلادها سترسل نحو 70 من ضباط الحدود إلى المجر للمساعدة على تأمين حدودها مع صربيا.
ونقلت وكالة الأنباء البولندية أمس عن كوباتش قولها: «سنرسل خمس مركبات متطورة مجهزة بمعدات للرؤية الليلية ومعدات أخرى وهو ما سيسمح بحراسة كاملة للحدود مع صربيا . كما سنرسل عدداً من المركبات الأخرى الأقل تخصصاً ونحو 70 من ضباط الحدود».
ونقل عن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قوله إن المجر ستتخذ قراراً بشأن إغلاق محتمل لحدودها مع كرواتيا لوقف تدفق المهاجرين، مؤكداً أنه سيدعو إلى اجتماع لمجلس الأمن القومي لمناقشة الوضع و»اتخاذ القرارات اللازمة».
وفي السياق، شن رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي هجوماً غير معتاد على رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، متهماً إياه بإهانة الشعب الإيطالي في تصريحات أدلى بها بشأن اللاجئين.
ولدى مغادرته اجتماع قمة أوروبي ترأسه تاسك في بروكسيل، طلب الصحافيون من رينتسي التعقيب على تصريحات صنف فيها تاسك إيطاليا والمجر كعضوين بالاتحاد الاوروبي انتهكا قواعد الاتحاد في التعامل مع المهاجرين.
وقال رينتسي: «ما قاله الرئيس تاسك أظهر قدراً قليلاً من الاحترام لجهود الشعب الإيطالي»، مضيفا أن إيطاليا، التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين لسنوات عدة، قدمت «دروساً في التحضر والسخاء لبلدان أخرى في الاتحاد الأوروبي».
وقال دبلوماسيون إيطاليون إن انتقاد تاسك كان جارحاً في الربط بين إيطاليا والمجر التي أقامت حكومتها اليمينية سياجاً شائكاً على حدودها لمنع دخول المهاجرين.