هل طرح اسم روكز مخرجاً لاستعصاء رئاسة الجمهورية؟
ميسم حمزة
إنه شامل روكز، الاسم الذي شغل اللبنانيين في الآونة الأخيرة، في ظلّ التجاذبات التي رافقت طرح اسمه كقائد للجيش اللبناني. الاسم الذي يعود إلى رجل حاز على تقدير قائد الجيش ورئيس المجلس العسكري 11 مرّة، وتهنئة قائد الجيش 27 مرّة، وعلى تهنئة مدير الاستخبارات العسكريّة وقائد منطقة جبل لبنان العسكريّة وقائد المدرسة الحربيّة وقائد معهد التّعليم ومعهد المجنّدين.
إنه شامل روكز، الحاصل على أقدميّات مبنية على إنجازات عسكريّة، وجاءت على الشكل التالي:
– مُنح ستّة أشهر أقدميّة بناءً على إنجازات استثنائيّة خلال عمليّات عسكريّة وأمنيّة على جبهات سوق الغرب وبيروت خلال سنتَي1985 و1986.
– مُنح ثلاثة أشهر أقدميّة تقديراً لأعمال استثنائيّة خلال شهر شباط 1989، ضمن عمليّات للحفاظ على الأمن في منطقة ضبيّه.
– مُنح ثلاثة أشهر أقدميّة في 1992.
– مُنح سنة أقدميّة عام 2007، لشجاعته الاستثنائيّة خلال معارك شديدة الشّراسة لتدمير مجموعة إرهابيّة مسلّحة في منطقة نهر البارد.
– مُنح سنة أقدميّة عام 2013، لشجاعته الاستثنائيّة خلال معارك شديدة الشّراسة لتدمير مجموعة إرهابيّة مسلّحة في منطقة عبرا جنوب لبنان .
– مُنح سنة أقدميّة عام 2014، بناءً على شجاعته الاستثنائيّة خلال معارك شديدة الشّراسة لتدمير مجموعة إرهابيّة مسلّحة في منطقة عرسال لم تصدر بعد .
هو شامل روكز، الذي تمسّك العماد ميشال عون باسمه كمرشح لقيادة الجيش، ليس لسبب متعلق بصلة القرابة التي تجمع الجنرال بروكز، وإنما بسبب إنجازات الأخير وأحقيته بهذا المنصب لما قدّمه للوطن، إلا أنّ هذا الرجل النظيف، وللأسف الشديد، حورب فقط لأنه مرشح العماد ميشال عون الذي يحقق، من موقعه المسيحي، التوازن على المستوى الوطني، ولم يسمح للمصطادين بالماء العكر استغلال الظروف لجعله يقع في فخ الترقيات ويفقد شعبيته التي يتمتع بها داخل المؤسسة العسكرية، فكان على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه.
ولكن ماذا ستحمل الأيام المقبلة؟ هل سيقوم العماد ميشال عون بإنقاذ لبنان، ويتصرّف كما عرفه المقرّبون منه، بحكمة ومسؤولية؟ هل سيقوم بطرح اسم مرشح من قبله يُخرج لبنان من أزمة الفراغ الرئاسي، ويكون هذا الاسم نظيفاً كتاريخ صاحبه، ولا يمكن أن يرفضه إلا من يريد للبنان البقاء في حالة عدم الاستقرار؟ هل سيقوم العماد ميشال عون بطرح اسم شامل روكز ليكمل المسيرة إلى سدّة الرئاسة ويكون هو الرئيس المقبل؟
كلّ هذه الاسئلة المطروحة، يتلمّس المتابع للأوضاع اللبنانية الإجابة عليها، وخصوصاً المتابع للحراكات التي يدعو إليها التيار الوطني الحر، سواء عبر إحياء ذكرى 13 تشرين، أو عبر الوقفة الشعبية لتحية شامل روكز.
يبدو أنّ روكز يتهيأ للعب دور سياسي في المرحلة المقبلة، وقد بدا ذلك من خلال الشعارات التي رُفعت في إحياء ذكرى 13 تشرين التي تخصّ العميد روكز. فقد كانت تلك الشعارات تنطق بتبنّي التيار الوطني الحر دوراً سياسياً لروكز في المعركة المحتدمة الآن حول رئاسة الجمهورية، وقد عبّرت بوضوح عن أنّ جمهور التيار يودّع روكز قائداً وسيستقبله رئيساً، وهذا ما فسّره عدد من المراجع السياسية بأنه تبنّ من التيار البرتقالي لروكز، كمرشح يطرحه التيار، استجابة لبعض القوى السياسية التي طلبت من الجنرال عون ترشيح أحد المقرّبين إليه، تمهيداً لرفع الفيتو الإقليمي الموضوع على اسمه ليصبح العماد عون صانع الرؤساء وليس المرشح للرئاسة.
إذن… الأيام المقبلة ستظهر بوضوح إنْ كان اسم العميد روكز سيُطرح في إطار تسوية، أم أنه سيصبح مرشح تيار سياسي محدّد يستجلب الفيتوات المحلية والإقليمية والدولية، ولا سيما أنّ سير الأحداث في سورية، وخصوصاً بعد التدخل الروسي، سيكون له تأثير كبير على انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان.