أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علاء الدين بروجردي أنّ بلاده تدعم «أي حوار أو تقارب بين التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان، وجوهر هذا التفاهم هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية».
وكان بروجردي جال على المسؤولين اللبنانيين وبحث معهم التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية. والتقى في السراي الحكومية رئيس الحكومة تمام سلام، في حضور السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي.
وقال بروجردي: «كانت جولة أفق حول كافة التطورات الإقليمية حيال كل ما يجري من أحداث وتطورات في المنطقة، وتمّ التركيز على المأساة المستمرة في اليمن، إضافة الى الكارثة التي حلت بحجاج بيت الله الحرام في منى خلال موسم الحج».
وأضاف: «أكدنا لدولته دعم الجمهورية الإيرانية الإسلامية الكامل للحوار السياسي الوطني البناء الذي يجري حالياً بين الأفرقاء السياسيين اللبنانيين ونأمل أن يؤدي هذا الحوار في المستقبل القريب إلى تحقيق كلّ الأهداف التي يتفق عليها الجميع لتحقيق المصلحة الوطنية اللبنانية العليا ونأمل في زيارتنا المقبلة أن تتاح لنا الفرصة لزيارة القصر الجمهوري في بعبدا».
وتابع: «قدمنا لدولته تقريراً مختصرا عن الملف النووي والجو السياسي الجديد الذي ترتب على إنجاز هذا الاتفاق، وكما تعرفون هناك مؤتمر هام يعقد غداً اليوم في العاصمة الإيرانية طهران وسيشارك فيه وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في حضور الكثير من الدول الأوروبية».
وفي قصر بسترس، التقى بروجردي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وجرى البحث في التطورات والعلاقات الثنائية واللقاءات التي سيعقدها باسيل خلال زيارته طهران. وقال بروجردي: «أكدنا معاً أنّ مسألة مكافحة ومواجهة الإرهاب والتطرف هي من الأولويات الثابتة والراسخة في السياسة الخارجية للبلدين الشقيقين، وأعلنا بشكل رسمي للوزير باسيل أنّ الجمهورية الاسلامية الايرانية جادة في هذا الإطار بكل ما للكلمة من معنى».
ورأى «أنّ التحالف الدولي الذي شكلته وتتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، منذ أشهر، وادّعت أنها من خلاله تريد مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، ليس سوى حركة سياسية استعراضية إعلانية»، لافتاً إلى أنّ روسيا عوضت «الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة الأميركية في عدم جديتها في مكافحة الإرهاب من خلال هذا التدخل المباشر لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه. وهذا الجهد الروسي البناء نشهده اليوم في الأراضي السورية من خلال العمليات العسكرية والطلعات الجوية التي تستهدف الإرهاب في بنيته الأساسية هناك».
ولفت بروجردي إلى «أنّ اليمن تحولت اليوم إلى غزة كبيرة»، مشيراً إلى «أنّ التطورات الخطيرة التي تجري الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشرارات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة الآتية بالتصاعد، تحظى بأهمية كبيرة في هذه المرحلة». وقال: «نحن نعتبر أنّ هذه القبضات الفلسطينية الصلبة تقوم بالدور التاريخي المطلوب منها، فهي تحمل الحجارة وتضرب بها العدو الصهيوني، أكثر من كلّ الدول التي تتفرج وتكتفي بذلك أمام هذا العدوان».
وأكد أنّ إيران «ستستمر في دعم سورية لأنها تقف في الصف الأمامي من جبهة الممانعة والمقاومة، كما ندافع بشدة عن وحدة الأراضي العراقية ونعارض بكل ما أوتي من قوة مؤامرة تفكيك وتفتيت هذا البلد. والمسألة الأخيرة التي تطرقنا اليها مع الوزير باسيل كانت الكارثة الإنسانية».
وردّاً على سؤال حول الهبة العسكرية الإيرانية للجيش اللبناني، أجاب بروجردي: «ما زالت الهبة العسكرية الايرانية جاهزة في المستودعات من أجل شحنها إلى لبنان في أي لحظة يشاء فيها الجانب اللبناني».
وعن اتهام البعض إيران بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، قال: «إذا كان الملل ينتاب بعض الأطراف فلا بأس من اصطناع هذه الدعابة من أجل رفع الملل. ونحن ندعم ونؤيد ونؤازر أي حوار أو تقارب بين التيارات السياسية الفاعلة والمؤثرة في لبنان، وجوهر هذا التفاهم هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية».
وأكد «أنّ مسألة مكافحة الإرهاب تتطلب عزيمة راسخة ونية جدية وعملاً جماعيا متكاملاً من كل الأطراف المعنية بهذا الشأن، فلا يمكن أن نتوقع من روسيا وحدها، أو إيران وحدها القيام بهذه المهمة الأساسية والخطيرة. فروسيا اليوم تقوم بالعمليات العسكرية ضدّ مكامن الإرهاب في سورية، وإيران قدمت ولا تزال الاستشارات والخبرات العسكرية لسورية، وبالتالي نأمل أن يؤدي الجهد المشترك إلى الهدف المنشود. ونحن نعتقد أنّ الولايات المتحدة من جهة، وبقية الدول مثل السعودية من جهة أخرى، وكما أعلن وزير خارجيتنا بالأمس، لا تزال مستمرة في تقديم الدعم العسكري والأسلحة للمتطرفين في سورية. فإذا كفت الأطراف عن هذه المسائل التي تقوم بها، فنحن على ثقة تامة أنّ هذه المدة لن تطول، ولكن لأنّ هذا الدعم لا يزال مستمراً للإرهابيين من بعض الأطراف الإقليمية، أعتقد أنّ هذه المدة ستطول».
واستعرض بروجردي مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.
واجتمع، في حضور السفير محمد فتحلعي والسفير الفلسطيني أشرف دبور في مقرّ السفارة الإيرانية في بئر حسن، إلى وفد القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية. وكانت كلمات لمسؤولي الفصائل شدّدت على أنّ موقف إيران «تعبير واضح على أنّ الشعب الفلسطيني ومقاومته يجب أن يحظيا بدعم عربي وإسلامي كي تستعيد الأمة العربية والإسلامية مقدساتها».
كما زار بروجردي تجمع العلماء المسلمين في مركزه في حارة حريك، حيث أكد رئيس مجلس الأمناء في التجمع الشيخ أحمد الزين الوقوف إلى جانب إيران «في مساندتها لشعب فلسطين الجريح».
ورأى رئيس الهيئة الإدارية الشيخ الدكتور حسان عبد الله أنّ «انتفاضة الضفة وأراضي 48 تنسجم تماماً مع توجيهات سماحة الإمام الخامنئي الداعية إلى تسليح الضفة لأنها الطريق الوحيد لجعل الكيان الصهيوني يتراجع عن مشاريعه».