خذوا أسرار أوباما من فم وزير دفاعه!
يقول المثل الشعبيّ الشائع: «خذوا أسرارهم من أفواه صغارهم». ويمكن إسقاط هذا المثل على ما يحصل مع الإدارة الأميركية من تخبّط وضياع بسبب الضربات الجوّية الروسية المجدية في إلحاقها الأذى الكبير بصفوف تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وهذا ما لم تفعله واشنطن بتحالفها العريض على مدى أكثر من سنة.
وإذ بادرت واشنطن بإعلام الولايات المتحدة فأخذت تشكّك في القدرات الروسية بدايةً، ثمّ التحريض ضدّ بوتين، ها هو وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر ينطق بما لم يستطع قوله الرئيس باراك أوباما. إذ نقلت عنه صحيفة «غارديان» البريطانية، تعهّده باتخاذ كلّ الخطوات اللازمة ضدّ عودة ظهور روسيا التي تتحدّى واشنطن. كما قال كارتر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحاط بلاده بغطاء من العزلة لن يخلعه سوى بتغيير جذريّ في السياسة. وأضاف منتقداً التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وسورية: سنتخذ كل الخطوات اللازمة لردع نفوذ روسيا وإكراهها على التراجع عن عدوانها الضار والمزعزع للاستقرار.
إلى ذلك، نشرت «غارديان» أيضاً تقريراً تحدّثت فيه عن تزايد عدد الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المنسيّة. وتقول فيه إن سبعة أشهر من الغارات الجوّية التي يشنّها التحالف بقيادة السعودية خلفّت 5300 قتيل، بينهم على الأقل 2400 مدنيّ، بحسب منظمة الصحة العالمية. ونقلت الصحيفة عن وليّ العهد في إمارة أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، قوله إن تحالف الدول التسع، ومنها الإمارات، سيقف صفاً واحداً حتى يسترجع اليمن «هويته العربية»، ويتحرّر من المعتدين.
كما نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالاً تحدثت فيه عن إجراء استفتاء في هولندا حول الفائدة من شراكة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي.
«غارديان»: كارتر يتعهّد بردع النفوذ الروسيّ
تعهّد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر باتخاذ كلّ الخطوات اللازمة ضدّ عودة ظهور روسيا التي تتحدّى واشنطن المحبَطة في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط.
وقال كارتر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أحاط بلاده بغطاء من العزلة لن يخلعه سوى تغيير جذريّ في السياسة.
وأضاف منتقداً التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وسورية: سنتخذ كل الخطوات اللازمة لردع نفوذ روسيا وإكراهها وعدوانها الضار والمزعزع للاستقرار.
وأشارت صحيفة «غارديان» البريطانية إلى أن النقد الذي وجّهه كارتر خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر للجيش الأميركي أمس، تضمّن بعض أقوى العبارات التي صدرت عن إدارة الرئيس باراك أوباما حتى الآن، والتي كانت مصمّمة منذ أن جاءت إلى السلطة، على إعادة ضبط العلاقات مع روسيا ونقلها في اتجاه أكثر تعاوناً.
وقال كارتر أيضاً إن بلاده لم ولن توافق على التعاون مع روسيا، طالما تواصل الاستراتيجية الخاطئة في سورية لدعم عميلها بشار الأسد.
ومن جانبها، قالت روسيا إن الولايات المتحدة تجاهلت مبادرات لإجراء مشاورات رفيعة المستوى في شأن سورية، رافضة إرسال وفد إلى موسكو أو استقبال وفد روسيّ رفيع المستوى. وقال ديمتري بيسكوف ـ الناطق بِاسم بوتين ـ نظراً إلى الوضع الحالي في سورية، فإن رفض الحوار لا يساعد في إنقاذ البلد والمنطقة من تنظيم «داعش».
وأشارت «غارديان» إلى أن الخلاف الدبلوماسي على مدى استجابة المجتمع الدولي للحرب السورية، يعكس مواقف ائتلافين بارزين لهما أهداف متباينة.
فروسيا وإيران ونظام الأسد قد سرّعوا الهجوم العسكري على أعداء الأسد، وهذا الائتلاف يهدف حالياً إلى استعادة حلب في الأيام المقبلة بدعم من الطائرات الحربية الروسية وقوات برّية إيرانية.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: روسيا في المجال الأوراسيّ
نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية مقالاً جاء فيه: وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى جمهورية كازاخستان في زيادة دولة. وسبقت هذه الزيارة مشاركته في قمّتَي رابطة الدول المستقلة والمجلس الأوراسي الاقتصادي الأعلى اللذين عُقدا في منتجع «بوراباي» الكازاخستاني أمس الجمعة.
وبحث الرئيس الروسي مع زملائه في الرابطة المسائل المتعلقة بإنشاء تشكيل عسكري يكون من شأنه مواجهة المخاطر الخارجية. واتخذ المشاركون في القمة بحسب الناطق الرسمي بِاسم الكرملين عدداً من القرارات تخصّ عمل ذلك التشكيل العسكريّ الذي يجب أن يتصف بقابلية للمناورة والتحكم السريع فيها عالية.
وتضم أجندة القمة بلا شك الأوضاع الدولية المتفاقمة. ويبدو أن زمام المبادرة في القمة سيكون في يد الرئيس الروسي الذي قدّم خطابين في موضوع التطورات الأخيرة في وسط آسيا وفي الموضوع السوري أيضاً، إذ أطلع زملاءه على سير العملية الجوّية الروسية وعلى الوضع في هذا البلد العربي وكذلك على مستقبل المساعدات العسكرية المحتمل لزومها لمواصلة العملية العسكرية.
ويتوقع أن يتبنّى زعماء بلدان الرابطة وثيقة ما في هذا الشأن. كما يتوقع أن يوافق المشاركون في القمة على فكرة تشكيل وحدة ردّ سريع عسكرية في وسط آسيا ومساعدة دمشق ودعم العملية الجوّية في سورية.
وفي اليوم نفسه، تحوّلت قمة رابطة الدول المستقلة إلى قمة الاتحاد الأوراسي الاقتصادي الذي ضمّ كلّاً من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزيا.
وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوراسي يواجه بعض المشاكل في عمله على رغم صغر عمره سنة واحدة . ويتعلّق ذلك أساساً بالعقوبات المفروضة على روسيا والعقوبات التي فرضتها روسيا على بعض الدول الأوروبية. فعلى سبيل المثال رفضت كازاخستان تأييد روسيا في مسألة مقاطعة استيراد السمك النرويجي. وهناك مسائل أخرى لوحظ في شأنها غياب التزامن والتنسيق في العمل بين أعضاء الاتحاد.
إلا ان كل تلك المشاكل والخلافات يتم التغلّب عليها ضمن أجندة عملية للاتحاد الأوراسي. والدليل على ذلك التصريح الذي أدلى به الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف مؤخّراً لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، إذ دعا الغرب إلى التخلي عن سياسة العقوبات ضدّ روسيا لأن روسيا ـ بحسب قوله ـ دولة قوية اقتصادياً ومن المستحيل أبداً إخضاعها. وأبدى الرئيس الكازاخستاني بذلك تضامنه مع حليفه الروسي فلاديمير بوتين.
ومن الصعب طبعاً تصوّر أن تحلّ القمة خلال ساعات معدودة من عملها كل المشاكل والخلافات التي يواجهها الاتحاد الأوراسي. لكن المحادثات التي أجريت بين أعضائه أعطت دفعاً للمسؤولين على كافة المستويات كي تمضي عمليات التكامل قدماً.
وللقمة علاوة على ذلك دور كبير في تكوين صورة إيجابية لروسيا التي تعمل بهدوء على حل مشاكلها الداخلية والاقليمية على رغم العقوبات والمشاركة في الحرب السورية.
«غارديان»: مأساة المدنيين تتفاقم في حرب اليمن المنسيّة
نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية تقريراً تحدّثت فيه عن تزايد عدد الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المنسيّة. وتقول الصحيفة إن سبعة أشهر من الغارات الجوّية التي يشنّها التحالف بقيادة السعودية ـ إضافة إلى القتال على الأرض ـ خلفّت 5300 قتيل، بينهم على الأقل 2400 مدنيّ، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وذكر محرّر الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط، آيان بلاك، أن وليّ العهد في إمارة أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، قال إن تحالف الدول التسع، ومنها الإمارات، سيقف صفاً واحداً حتى يسترجع اليمن «هويته العربية»، ويتحرّر من المعتدين.
ويرى الكاتب أن معاناة اليمنيين غطى عليها النزاع الأكبر في سورية، كما ينظر إلى الوضع في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتضيف أن اليمن كان أفقر دول العالم العربي، حتى قبل رحيل الرئيس، علي عبد الله صالح في 2011 بعد احتجاجات شعبية، ويُطلق عليه اليوم اسم «الطوارئ المنسيّة».
ونقل بلاك عن منظمات خيرية قولها إن الحصار الذي تفرضه السعودية على الموانئ الرئيسة والمطارات يعرقل وصول الغذاء، وإن 13 مليون يمنيّ لا يضمنون قوتهم، و21 مليون بحاجة إلى مساعدة.
ونقل التقرير عن خبراء قولهم إن المشكلة في اليمن تكمن في أن السعوديين لا يحقّقون تقدّماً ملموساً، وقد توقفوا في مأرب وتعز، مثلما لا يستطيع الحوثيون وأنصار صالح تغيير الوضع السائد.
«كمسمولسكايا برافدا»: رقصة أوروبا وأوكرانيا!
نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية مقالاً تحت عنوان: «خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراء: رقصة أوروبا مع أوكرانيا»، وجاء فيه: من المقرّر إجراء استفتاء في هولندا في موضوع الفائدة من شراكة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي، إذ صدّق المجلس الانتخابي القومي الهولندي على مبادرة إجراء استفتاء حول معاهدة الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي. وسيجرى الاستفاء المذكور بعد ما لا يزيد عن ستة أشهر.
ويعني هذا القرار للسلطات في كييف أن المصيبة جاءت إليها من جهة غير متوقعة. ذلك أن المملكة الهولندية سبق أن أبرمت هذه الاتفاقية في مجلسي البرلمان، ما أنهى عملية إقرار الشراكة من طرف هولندا في 7 تموز الماضي. وعلى رغم ذلك، تمكن المشككون الأوروبيون، وتطلق هذه التسمية الآن على جميع معارضي فكرة الإبقاء على الاتحاد الأوروبي في وضعه الحالي وممارسته سياسته الحالية، من تنظيم حملة جمع تواقيع لمصلحة إجراء الاستفتاء. وما هو أكثر من ذلك، أن منظمي هذه الحملة استطاعوا أن يجمعوا ما يزيد عن الحد الأدنى المطلوب من التواقيع وهو 300 ألف توقيع، إذ جمعوا أكثر من 450 ألف توقيع اعتبر 427 ألفاً و939 توقيعاً منها موثوقاً بها. ولم تقدر السلطات الهولندية بطبيعة الحال على تجاهل هذه المبادرة.
والآن، على سكان هذا البلد الإجابة عن سؤال ما إذا كانت أوروبا حقاً بحاجة إلى انضمام أوكرانيا. وسيجيب الهولنديون في الواقع عن الاتحاد الأوروبي برمته. ذلك أن عدم موافقة ولو عضو واحد من أعضاء الاتحاد الأوروبي على الشراكة المذكورة، لن يتيح لاتفاقية الشراكة أن تصبح نافذة المفعول. هذا أولاً. وثانياً، ثمة احتمال كبير بأن يسير مواطنو دول أوروبية أخرى على خطى الهولنديين في حال نجاح طارحو فكرة الاستفتاء في ما يصبون إليه.
ومن الطبيعي هنا أن يتساءل المرء: لماذا كان الهولنديون أوّل من تحرّك ضدّ التشارك مع أوكرانيا؟ لقد أدّت عدّة عوامل إلى تطوّر الأحداث في هذا الاتجاه. فهولندا تعاني من تزايد عدد المهاجرين، إذ وصلت كثرتهم إلى درجة التشبّع. وأجبرت الموجة الجديدة من الهجرة القادمة من منطقة الشرق الأوسط وبلدان شمال أفريقيا والتي اجتاحت أوروبا مؤخراً، رعايا الملكة على التفكير في ما سيحدث حالما انضمّ مهاجرون من أوكرانيا إلى أولئك الموجودين في هولندا حالياً.
ويتلخّص العامل الثاني في قضية طائرة «بوينغ» المنكوبة، إذ تتكرّر كلمة «أوكرانيا» على صفحات الصحافة الهولندية وفي نشرات الإذاعة والتلفزيون، علماً أن هذه الكلمة لا تتواءم أصداؤها مع راحة الفكر لدى العوائل ومع انتظام العيش وهناءته، بل هي بالعكس من ذلك، تعكس هواجس الحرب والقتل والكوارث والفضائح، وهو ما يكون صورة سلبية ثابتة لأوكرانيا وسكانها في أذهان جزء كبير نسبياً من الهولنديين.
وفي عودة إلى الاستفتاء، يجب أن نذكر أن نتائج الاستفتاء سيتم الاعتراف بها إذا شارك أكثر من 30 في المئة من الناخبين فيه، وإذا صوّت معظمهم ضدّ الشراكة، فلن تستطيع السلطات الهولندية هكذا وبكل بساطة، تجاهل إرادة أولئك الذين سيكونون بالذات ناخبيها في الانتخابات المقبلة.
ولذلك، لا يجوز اعتبار عملية الشراكة الأوكرانية الأوروبية منتهية إطلاقاً لأنه قد تحلّ مرحلة جديدة في هذه العملية هي مرحلة التوديع.