بايدن يحثّ على مواجهة الإرهاب والفيصل يرفض اتهامات المالكي
واصل الجيش العراقي عملياته لاستكمال تحرير قضاء تلعفر شمال العراق من مسلحي «داعش» وحلفائها من بقايا حزب البعث المنحل، وتمكن من إحكام سيطرته على كامل مصفاة بيجي شمال البلاد بعدما هاجمها أمس المسلحون. في هذا الوقت بقيت التطورات محور المواقف الدولية والإقليمية إذ اتصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن بالرؤساء العراقيين وحثهم على التوحد في مواجهة الإرهاب فيما رفضت السعودية اتهامات العراق لها بدعم الإرهاب.
وأعلن قائد قوات حماية تلعفر اللواء الركن أبو الوليد أن قواته تمكنت من قتل أكثر من 30 عنصراً من «داعش» وحرق 15 آلية في عملية أمنية بالقضاء، موضحاً: «أنه تمت السيطرة على القضاء بالكامل باستثناء بعض الجيوب البسيطة التي سوف تتم السيطرة عليها».
ونقل موقع «السومرية نيوز» عن أبو الوليد قوله، إن القوات الأمنية تمكنت صباح أمس، خلال عملية أمنية نفذتها في منطقة حي السعد بقضاء تلعفر غرب الموصل من «قتل أكثر من 30 عنصراً من تنظيم «داعش» وحرق 15 عجلة تحمل أحادية تابعة له». وأشار أبو الوليد إلى أن «العمليات الأمنية في القضاء مستمرة ضد عناصر داعش».
السيطرة على بيجي
وفي السياق، أعلن مسؤول أن القوات الحكومية تسيطر بالكامل على مصفاة بيجي الرئيسية شمال البلاد، والتي تعرضت في اليومين الأخيرين لهجمات من قبل إرهابيي داعش بهدف السيطرة عليها.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي إن القوات الحكومية تفرض سيطرتها الكاملة على المصفاة الكبرى في البلاد والواقعة على بعد 200 كلم شمال بغداد، بحسب مصادر. وأضاف عطا «أحبطت جميع المحاولات الإرهابية التي استهدفته».
وذكر موظف في الشركة أن مسلحين هاجموا المصفاة على مدى اليومين الماضيين انسحبوا من مواقعهم تحت «ضربات جوية» وبعدما تصدت القوات العراقية لهجماتهم.
يذكر أن المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أكد الأربعاء الماضي، أن القوات الأمنية تمكنت من قتل 40 إرهابياً من تنظيم «داعش» خلال الهجوم الذي استهدف مصفاة بيجي بمحافظة صلاح الدين، فيما لفت إلى أنه تمت السيطرة على أغلب مناطق قضاء تلعفر في محافظة نينوى.
الكشف عن معدّات «إسرائيلية»
كشف تلفزيون «العراقية» أن قيادة عمليات سامراء عثرت على مستلزمات طبية «إسرائيلية» الصنع خلفتها عصابات داعش بعد الضربات التي وجهتها القوات الأمنية لتلك العصابات.
وعثرت العمليات وفقاً لتقرير قصير بثته القناة أمس، على سيارات كانت تستخدمها العصابات الإرهابية فضلاً عن العثور على عبوات ناسفة.
وأفاد مصدر أمني في ديالى أول من أمس بأن القوات الأمنية عثرت على أسلحة «إسرائيلية» الصنع تركتها عناصر «داعش» في ناحية العظيم بديالى.
13 فصيلاً إرهابياً
وكانت جريدة «الصباح» العراقية قد كشفت ونقلاً من مصادر خاصة أن اجتماعاً عقدته جماعات إرهابية في الأردن قبل يومين من الهجوم على محافظة نينوى، أسفر عن اتفاق «على استباحة قتل العراقيين الأبرياء وإسقاط الحكومة».
وذكرت المصادر أن «المجتمعين مثلوا 13 فصيلاً، بايعوا ما يسمى بزعيم تنظيم داعش الإرهابي الملقب بـ»أبو بكر البغدادي» لاستهداف المدن العراقية كافة».
وبحسب المصادر فإن هذه الفصائل هي: «حزب البعث المحظور-جناح المجرم الهارب عزت الدوري، وحركة النقشبندية وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين والجيش الإسلامي، تنظيم قاعدة الجهاد وجيش الطائفة المنصورة، سرايا أنصار التوحيد وجيش أنصار السنة وسرايا الغرباء وكتائب الأهوال وأنصار الإسلام وكتيبة المختار».
وأكدت المصادر أن الاجتماع الذي حضره عدد من قيادات خيم الاعتصامات في الأنبار وصلاح الدين وكركوك ونينوى وقيادات البعث المحظور ومنسق قطري، أسفر عن تشكيل حلف سمي بـ»حلف البغدادي» أو «حلف الطيبين»، مبينة أن عدد مقاتلي هذه الفصائل مع مجرمي»داعش» يصل إلى 30 ألف مقاتل باستثناء عناصر «داعش» الموجودين في سورية في الرقة والحسكة ودير الزور.
وأشارت إلى أن قطر والسعودية زودتا هذه الفصائل بمبالغ مالية تصل إلى مليار ونصف المليار دولار لشراء الأسلحة والمعدات.
مواقف دولية وإقليمية
على الصعيد السياسي، أجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالات هاتفية مع القادة العراقيين ودعاهم إلى الوحدة لمقاومة التهديد الإرهابي من قبل «داعش».
وقد تحدّث بايدن مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس البرلمان أسامة النجيفي ورئيس كردستان العراق مسعود بارزاني. وفي بيان أصدره البيت البيض أكد بايدن «ضرورة الوحدة الوطنية في مواجهة تهديدات «داعش».
وفي حين، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إنه طلب من القادة السعوديين التدخل لدى جميع القيادات العراقية لحملها على التعاون والوحدة في مواجهة التنظيمات المسلحة، أشار مصدر سعودي أمس إلى أن «المملكة ترى أن الحوار السياسي بين العراقيين لا التدخل الخارجي هو السبيل لمواجهة الاضطرابات في العراق».
ورفضت السعودية أمس اتهامات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنها تدعم الإرهاب. وقال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، إن اتهام الحكومة العراقية للمملكة السعودية بدعم الإرهاب مدعاة للسخرية، وأضاف: «نصيحتي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ألاّ يعارض السعودية». مشيراً إلى أنه «لا بد من محاربة السياسات الطائفية التي أدت إلى الفتن في بعض الدول».
على صعيد المواقف الدخلية، طالب رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم بمحاسبة القيادات الخائنة التي سلمت مدينة الموصل لـ»داعش» من دون قتال، فيما دعا إلى التزام السقوف الزمنية لتشكيل حكومة وطنية يشارك بها جميع المكونات العراقية.
وقال الحكيم إن «القيادات التي باعت الوطن وتنصلت عن شرف الخدمة لن ينساها الشعب العراقي»، مطالباً بـ»التحقيق الجاد والسريع للخيانة التي سلمت على أساسها مدينة الموصل من دون قتال داعش والداعشيين وإنزال أقصى العقوبات بحقها».