ليبيا تدين توقيف أميركا أبو ختالة وتطالب بإعادته
في سيناريو أعاد إلى الأذهان عملية اعتقال أبو أنس الليبي المشتبه بانتمائه إلى تنظيم القاعدة، اعتقلت قوة كوماندوس أميركية في ليبيا أحمد أبو ختالة أحد المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في بنغازي من دون إذن ليبيا، وهو ما اعتبرته طرابلس خرقاً كبيراً لسيادتها، منددة بالتوقيف وطالبت واشنطن بتسليمه لكي يحاكم في ليبيا، فيما تحدثت مصادر عن نصب العشرات من منصات الصواريخ في مناطق محيطة بطرابلس استعداداً لاقتحامها من قوات اللواء خليفة حفتر.
وقالت وزارة الخارجية الليبية في بيان «تدين الحكومة هذا الاعتداء المؤسف على السيادة الليبية من دون علم مسبق للحكومة الليبية في وقت تعاني مدينة بنغازي من اختلالات أمنية .
وقد اعتقلت قوة كوماندوس أميركية في ليبيا أحمد أبو ختالة أحد المشتبه بهم بتنفيذ الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في بنغازي الذي أثار جدالاً حادّاً في واشنطن، كما أعلن البنتاغون الثلاثاء الماضي.
وقد أوقف ختالة في ليبيا الأحد الماضي في عملية للقوات الأميركية التي تعاونت بشكل وثيق مع عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي «أف بي آي». وأعلن «البنتاغون أن أبو ختالة معتقل حالياً في مكان آمن خارج ليبيا في طريق نقله إلى الولايات المتحدة».
المحاكمة في ليبيا
وأكدت الحكومة الليبية حقها في محاكمة أبو ختالة «على أراضيها وبموجب قوانينها وتطالب الحكومة الأميركية بتسليم المواطن المذكور لليبيا للتحقيق معه ومحاكمته أمام القضاء الليبي».
من جهة أخرى، قال وزير العدل الليبي صلاح المرغني خلال مؤتمر صحافي أن مذكرة توقيف صادرة بحق أبو ختالة في ليبيا لكن من دون إعطاء تفاصيل حول التهم. وأضاف أن قوات الأمن الليبية لم تعتقل المشتبه به «بسبب الوضع الأمني في بنغازي».
ثلاث تهم
في غضون ذلك، قال وزير العدل الأميركي إريك هولدر إن أبو ختالة يواجه حالياً ثلاث تهم بينها «قتل شخص خلال هجوم ضد مؤسسة فدرالية، ويمكن أن تضاف إليها تهم أخرى في الأيام المقبلة ويواجه عقوبة الإعدام». وقال ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إنه من المرتقب أن يمثل أمام القضاء «في الأيام المقبلة».
فيما أبلغت الولايات المتحدة مجلس الأمن أن المشتبه به كان يعتزم استهداف مزيد من الأميركيين وأن هذا يبرر القبض عليه.
وفي رسالة حصلت مصادر على نسخة منها أبلغت السفيرة الأميريكية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور مجلس الأمن باعتقال قوات خاصة أميركية في ليبيا أحمد أبو ختالة بعد تحقيق أوضح أن الرجل شخصية رئيسية في هجوم 2012 الذي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين.
وكتبت باور في الرسالة «أوضح التحقيق أيضاً أنه استمر في التخطيط لمزيد من الهجمات المسلحة ضد أميركيين»، وقالت: «الخطوات التي اتخذناها لاعتقال أبو ختالة في ليبيا كانت ضرورية لمنع مثل هذه الهجمات المسلحة، واتخذت تماشياً مع حق الولايات المتحدة الأصيل في الدفاع عن نفسها»، وأفادت الرسالة المقتضبة أيضاً أن أبو ختالة سيمثل أمام المحكمة الاتحادية الأميركية لمحاكمته جنائياً.
منصات صواريخ
وعلمت مصادر أن عشرات من منصات الصواريخ نصبت في مناطق محيطة بطرابلس تدعم الجيش الليبي، وأن ألاف المسلحين يستعدون لخوض معارك مع قوات الدروع وغرفة ثوار ليبيا، ويقول أحد المنتمين للواء ورشفانة «ننتظر معركة حاسمة في مواجهة الإخوان والتكفيريين والميلشيات الخارجة عن القانون، لدينا السلاح والإمكانات البشرية، والقبائل الليبية الشريفة مطالبة اليوم بتحرير وطنها».
وبدأت منظمات إنسانية محلية ودولية في مناطق تونسية متاخمة للحدود مع ليبيا التنسيق لاستقبال نازحين منتظرين من داخل التراب الليبي نتيجة عمليات عسكرية مرتقبة في المناطق الغربية لبلادهم، الأمر الذي يشير إلى وجود معطيات لدى القوى الخارجية بقرب حدوث مواجهات عسكرية واسعة على أكثر من صعيد.