انتقادات لعباس لتأييده التنسيق الأمني مع العدو
ندد كل من حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة الجهاد الإسلامي بشدة بتصريحات رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس بشأن التنسيق الأمني مع «إسرائيل»، الذي اعتبر أنه من مصلحة الفلسطينيين وضروري لحمايتهم من تبعات أي انتفاضة جديدة.
وقال المتحدث باسم حماس في غزة سامي أبو زهري في بيان: «إن تصريحات الرئيس عباس حول التنسيق الأمني غير مبررة وضارة بالمصالحة الفلسطينية، وهي مخالفة لاتفاق القاهرة وللإجماع الوطني الفلسطيني». وأضاف: «هذه التصريحات تمثل إساءة إلى نفسيات آلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون للموت البطيء في سجون الاحتلال».
واعتبر القيادي في حماس يحيى العبادسة أن «عباس وضع نفسه في مواجهة كل الشعب الفلسطيني، وتنكر لدماء الشهداء وعذابات الأسرى، وما يهمه حماية رأسه فقط».
من ناحية ثانية، دانت حركة الجهاد الإسلامي أيضاً موقف عباس. وقال المتحدث باسم الحركة داود شهاب في بيان إن «التنسيق الأمني أشبه بكأس السم الذي تجرعناه على يد من ارتكبوا إثم التوقيع على اتفاق أوسلو المشؤوم وتوابعه».
وشدد شهاب على أن «أحد أشكال نكران حقوق شعبنا اللغة الانهزامية التي يرددها البعض الذي يشهر سلاحه في وجه شعبه، ونراه يعتذر عن مواجهة المحتل، ليس هذا فحسب بل إنه يصر على التنسيق الأمني».
كذلك دانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات عباس، وقالت إنها مثلت صدمة للشعب الفلسطيني ولكل من يكتوي بنار الإجراءات «الإسرائيلية» في الضفة الغربية. وأشارت الجبهة في بيان صحافي إلى أن التنسيق الأمني ألحق أشد الضرر بالمقاومة الفلسطينية، ولم يكن في يوم من الأيام إلا لمصلحة الاحتلال ومستوطنيه.
وكان عباس قد قال في كلمته خلال افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في جدة أول من أمس إنه لن يسمح بالعودة إلى انتفاضة تدمر الشعب، على حد تعبيره. وجاءت تصريحاته على خلفية تواصل البحث عن ثلاثة مستوطنين مفقودين يعتقد أنهم خُطفوا في الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف: «من قام بهذا العمل يريد أن يدمرنا، ولذلك سيكون لنا معه حديث آخر أياً كان من قام بهذه العملية، لأننا لا نستطيع أن نحتمل مثل هذه العملية»، وتابع: «نحن ننسق معهم «إسرائيل» من أجل الوصول إلى هؤلاء الشباب لأنهم أولاً وأخيراً هم بشر ونحن نريد أن نحمي أرواح البشر».
يشار إلى أن جيش الاحتلال يواصل عمليات البحث عن الشبان الثلاثة إذ قام بنشر تعزيزات عسكرية بالضفة تعد الأكبر منذ انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2005.