إحراق 14 مسكناً في مركز إيواء اللاجئين بهامبورغ
تجري المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة التي وصلتها مساء أمس، وتركز المحادثات على أزمة اللاجئين.
وستسعى ميركل إلى التوصل لحلول مع أنقرة التي تراجعت عن «خطة العمل المشتركة» مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق اللاجئين، وطالبت برفع السقف المالي للدعم الأوروبي في مواجهة أزمة تدفق اللاجئين.
ويتدفق مئات الآلاف من اللاجئين، بخاصة السوريين منهم، إلى اليونان عبر بحر إيجة، ومن ثم يزحفون باتجاه بلدان الاتحاد الأوروبي.
وتجري ميركل محادثات مع الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو في مدينة إسطنبول. ولم يتضح بعد ما إذا كانت ميركل ستلتقي خلال زيارتها أيضاً مع ممثلين عن المعارضة أم لا.
وتأتي زيارة المستشارة الألمانية إلى تركيا، فيما تستمر موجة الانتقادات الحادة من معسكرها لسياسة الانفتاح التي تتبعها في قضية اللاجئين الذين يمرون عبر البلقان باتجاه غرب أوروبا، والذين باتوا يسلكون طريق سلوفينيا بعدما أغلقت المجر حدودها مع كرواتيا التي مر عبرها أكثر من 170 ألف شخص خلال شهر.
سياسياً، خففت أنقرة من حماسة بروكسيل التي أعلنت ليلة الجمعة الماضية التوصل إلى «خطة عمل مشتركة» مع تركيا بهدف مواجهة أزمة الهجرة. وقال وزير الخارجية التركي فريدون سنيرلي أوغلو إن «الخطة ليست نهائية، مازالت مشروعاً نعمل عليه». واعتبر أن المساعدة المالية «غير مقبولة».
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت أن الخطة تنصّ على تعاون تركيا في استقبال مزيد من اللاجئين، وتعزيز مراقبة حدودها، في مقابل إعادة إطلاق المحادثات حول طلب انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي وتسهيل منح تأشيرات دخول للرعايا الأتراك الذين يريدون السفر إلى الاتحاد الأوروبي، ومساعدة مالية. وتصر تركيا على أن المساعدة المالية يجب ألا تقل عن ثلاثة مليارات يورو، بينما عرضت بروكسيل ملياراً واحداً فقط. وللتذكير فإن تركيا أعلنت أنها أنفقت أكثر من سبعة مليارات دولار لإدارة مخيمات اللاجئين، ومواجهة تدفق نحو مليوني سوري إلى أراضيها، وتتوقع المزيد مع احتدام المعارك في حلب وشمال غربي سورية.
الجانب المالي واحد من المطالب التي يسعى الرئيس رجب طيب أردوغان إلى تحقيقها أثناء زيارة ميركل، قبل نحو أسبوعين من موعد الانتخابات البرلمانية التركية الجديدة، لكن الأهداف الأخرى تكمن في دعم سياسي لحزبه الذي بدا أن شعبيته تتراجع عقب التفجيرات الإرهابية في اسطنبول وغيرها، إضافة إلى تراجع عجلة النمو الاقتصادي، وهو السبب الأهم في نجاح حزب العدالة والتنمية في السنوات العشر الأخيرة.
وعلى صعيد آخر، فإن أردوغان يريد طرح موقفه الواضح بالربط بين محاربة تنظيم «داعش» وحزب العمال الكردستاني، وفي هذا الإطار أعلن الجيش التركي أنه أوقع 11 مقاتلاً من حزب العمال الكردي في ضربات جوية ضد مواقع الحزب في جنوب شرقي البلاد قرب الحدود مع العراق وإيران.
وتأتي العملية رغم إصدار حزب العمال أمراً لجميع قواته بوقف كل أعمال العنف في تركيا ما لم تتعرض لهجوم. كما يسعى أردوغان إلى الضغط على أوروبا من أجل الموافقة، أو إبداء بعض الليونة في الموقف من إقامة مناطق عازلة في شمال سورية، لوقف تدفق موجات جديدة من اللاجئين.
وفي برلين، حمل الآلاف من الألمان الشموع، مرحبين باللاجئين الوافدين على بلادهم عشية زيارة ميركل لتركيا.
وقالت الشرطة الألمانية، إن ما بين 7 آلاف إلى 8 آلاف شخص شاركوا في سلسلة بشرية ترحيباً باللاجئين، مشيرة إلى أن تشكيل المتظاهرين سلسلة متصلة طولها 30 كيلومتراً على امتداد شوارع المدينة من دون ترك فجوات كان يحتاج إلى مشاركة 25 ألف شخص، حيث شارك في تنظيم هذه الفعالية عدد من المنظمات والأحزاب والنقابات والاتحادات الألمانية.
وقال القس بيتر كرانس من المركز المسكوني في برلين: «برلين وألمانيا والعالم كله ينبغي أن يرى أننا سندعم اللاجئين كما كنا دائماً».
وتنظم فعاليات سلاسل الأضواء البشرية، تعبيراً عن معارضة كراهية الأجانب منذ التسعينيات. وكانت برلين شهدت في 2005 تشكيل سلسلة بشرية بالأضواء تضم حوالى 25 ألف شخص احتشدوا للتعبير عن معارضتهم للحرب والعنصرية والتطرف اليميني.
على صعيد آخر، أكدت شرطة سلوفينيا وصول أول حافلة تقلّ لاجئين إلى معبر حدودي سلوفيني مع كرواتيا بعد أن أغلقت هنغاريا حدودها مع كرواتيا.
وقال بويان كيتل المتحدث باسم الشرطة السلوفينية: «الحافلة على المعبر الحدودي غروسكوفي والمهاجرون سيخضعون حالياً لعملية تسجيل». ولم يتمكن من تحديد عدد المهاجرين بالحافلة.
وألغت سلوفينيا أيضاً حركة القطارات من كرواتيا حتى لا يتمكن المهاجرون من استخدامها لدخول البلاد ما قد يبطئ حركتهم في وقت بدأت رياح الخريف وأمطاره تجتاح منطقة البلقان.
وبحسب وكالة «رويترز» فإن 43 حافلة مكتظة بالمهاجرين وأكثرهم لاجئون سوريون تتجمع عند حدود صربيا الغربية مع كرواتيا عند قرية بركاسوفو.
وكانت كراواتيا قد سمحت لخمس حافلات فقط بالدخول في الصباح، فيما وقف البعض في طابور بانتظار السماح لهم بالدخول طوال الليل.
من جهة أخرى، قالت سلوفينيا، التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني شخص، إنها قادرة على استيعاب مرور ما يصل إلى 8 آلاف مهاجر يومياً إذا ما واصلوا مسيرتهم نحو النمسا وألمانيا وهما الوجهتان الرئيسيتان لغالبية المهاجرين.
وقالت سلوفينيا وكرواتيا، إنهما لن تفرضا قيوداً على تدفق اللاجئين ما دامت النمسا وألمانيا تواصلان فتح أبوابهما لاستقبالهم.
الى ذلك، ألقت السلطات الألمانية القبض على شخص مصري أضرم النيران، في 14 مسكناً بمركز لإيواء اللاجئين وسط مدينة هامبورغ الألمانية.
وقال رئيس الشرطة في المنطقة إن الحريق ربما كان متعمداً، ولم يذكر الخلفيات والدوافع، مشيراً إلى توقيف رجل يحمل الجنسية المصرية كان وراء الحادث. وأضاف إن الوقت لا يزال مبكراً لتحديد الدوافع وراء الحادث، والتحقيقات لا تزال جارية.
وتمكنت قوات الدفاع المدني من إخماد الحريق واستطاع اللاجئون من الفرار إلى مكان آمن، ولم تسجل أية إصابات. وقالت وزارة الداخلية الألمانية إنه تم تسجيل أكثر من 490 هجمة على مساكن للاجئين، مأهولة وغير مأهولة.