روحاني يؤكد وباسيل: ضرورة احترام رأي الشعوب في اختيار قادتها ومحاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً… و«إسرائيل» حتى استعادة الحقوق
توّج وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، لقاءاته في العاصمة الإيرانية طهران، بلقاء مع رئيس الجمهورية الإسلامية الايرانية حسن روحاني، الذي التقاه في قصر المرمر الرئاسي.
وأكد روحاني وباسيل خلال اللقاء «ضرورة الاستمرار في مواجهة اسرائيل حتى استعادة الحقوق كاملة، ولن تكون إسرائيل في هذه المواجهة منتصرة. كما تطرق الحديث إلى «أهمية محاربة الإرهاب عسكرياً وفكرياً». وأشار الجانبان إلى «وجود كلّ المكونات في المنطقة لمحاربته»، ونبّها إلى «عدم إضفاء الطابع الديني على هذه المواجهة التي يجب أن تكون بين الشرّ والخير».
وجرى خلال اللقاء التشديد على «ضرورة تثبيت الديمقراطية في المنطقة واحترام رأي الشعوب في اختيار قادتها، لا سيما، في لبنان وسورية، وعدم القبول بأيّ حلول تأتي من الخارج».
وقدّم باسيل التعزية بالضحايا الإيرانيين الذين سقطوا في حادثة منى، متمنياً للجرحى الشفاء العاجل.
وفي مقرّ مجلس شورى الدولة الايرانية، عرض باسيل مع رئيس المجلس علي لاريجاني للعلاقات الثنائية بين البلدين، في حضور رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية في المجلس علاء الدين بروجردي. وهنأ وزير الخارجية اللبناني إيران على إنجازها للاتفاق النووي وتصديقه في البرلمان، مشيداً بتحويل هذا الإنجاز إلى فرصة لمزيد من الحوار والانفتاح في المنطقة والاستفادة من طاقات إيران وقدراتها لتعزيز التنمية في المنطقة ووضع حدّ للفقر والتطرف فيها.
كما التقى باسيل المستشار الأعلى للشؤون الدولية لمرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي الدكتور علي أكبر ولايتي.
وبعد اللقاء عقد الجانبان مؤتمراً صحافياً استهله باسيل بالقول: «تحدثنا اليوم عن انتظارات المنطقة وشعوبها من بلدين مقاومين مثل لبنان وإيران. وأعتقد أنّ علينا مسؤولية أولى هي مواجهة الإرهاب الذي هو تهديد عالمي للإنسانية، ونحن هنا شعوب المنطقة عازمون بكلّ صرامة على اقتلاع الإرهاب من الأرض التي ينطلق منها والتي هي أرضنا. لدينا القوة اللازمة لاستئصال الإرهاب ومنع تمدُّده إلى العالم، القوة العسكرية والقوة الفكرية، وهذه هي أهمية لبنان والنموذج اللبناني لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي يحاول إلغاء التنوّع الفكري في المنطقة ولبنان».
وأضاف: «إنّ المسؤولية الثانية التي تقع على عاتقنا هي تنمية وتطوير شعوبنا، بالتزامن مع المواجهة ضدّ الارهاب، وهذا ما نحن مقبلون عليه بعدما نجحت إيران في دخول مرحلة جديدة يمكن من خلالها أن تقدّم لشعوب العالم والمنطقة القدرات والطاقات الكبرى الموجودة فيها، وأصبح بإمكانها تصديرها وجعل العالم يستفيد منها، وهنا تكمن أهمية لبنان أيضاً في المساعدة من خلال اللبنانيين المقيمين والمغتربين، القيام بهذا الدور والجهد تحقيقاً لمصلحة البلدين والمنطقة».
وختم باسيل شاكراً إيران «على ما قدمته للبنان في مواجهته مع إسرائيل وما تقدمه اليوم في مواجهة الإرهاب، ولبنان كعضو في التحالف الدولي ضدّ الإرهاب يدعو إلى تحالف التحالفين ضدّ الإرهاب من أجل أن نكون في معركة واحدة لا تستثني أي دولة في العالم وينضم إليها الجميع في مواجهة الشر الذي هو الإرهاب».
أما ولايتي، فأكد، من جهته، «أنّ لبنان بلد صديق وشقيق وهو يقع في خط وسلسلة المقاومة التي تبدأ من إيران باتجاه العراق وسورية ولبنان. وهذا النهج المتضامن والمنسجم استطاع أن يشكل هذا الخط المقاوم للمنطقة، ونحن نأمل أن يتمكن الشعب السوري، عمّا قريب، من الانتصار على الإرهاب، وفي هذه الحال كلّ المراحل في العراق والأماكن الأخرى سوف نحقق فيها النصر المنشود». ورأى «أنّ مواجهة الإرهاب ينبغي أن تكون إقليمياً وليس فقط في سورية والعراق ولبنان»، لافتاً إلى أنّ «صمود الشعب اللبناني في مواجهة اختراق الإرهابيين، أدى إلى إصابتهم بالإحباط وإن شاء الله عما قريب سوف يهزمون في المنطقة كلها».
وأمل ولايتي «أن تتوفر الظروف في وقت قريب كي يتمكن الشعب اللبناني من إجراء الانتخابات الرئاسية، وتحقيق مطلبه بأن ينتخب رئيسه بنفسه».
كما التقى باسيل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، وبحثا العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون في كلّ المجالات، ونبها إلى «المخاطر الكبيرة على المنطقة نتيجة التطرف والإرهاب»، مؤكدين أنّ «هذه التحديات تتطلب تعاوناً مسؤولاً بين جميع الدول».
وأعرب ظريف عن تقدير بلاده «لإرادة الشعب اللبناني وجميع القوى السياسية لمعالجة أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان»، آملاً أن «يشهد التعاون الثنائي مزيداً من التطور على ضوء المشاورات بين التجار والشركات الاقتصادية للبلدين».
وأشار إلى تطورات الأزمة السورية، معتبراً «أنّ التطرف والإرهاب، ولا سيما المجموعات التكفيرية وداعش، تشكل مجتمعة مخاطر جمّة للشعب السوري والمنطقة».
كذلك بحث باسيل مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الأوضاع بشكل عام، وخصوصاً في لبنان وسورية والعراق، كما تطرقا إلى المخاطر الأمنية التي تتعرض لها المنطقة جراء خطر الإرهاب.
وأكد شمخاني «أنّ الأمن الحقيقي في لبنان مدين لإرادة وجهود الجيش والمقاومة والشعب والتيارات السياسية»، مشيراً إلى «محاولات بعض القوى الدولية لزعزعة الأمن في لبنان». وقال: «للأسف إنّ بعض القوى الإقليمية، وبسبب شعورها بالضعف والقلق من فقدان قاعدتها لدى الرأي العام اللبناني، تحاول المساس بالأمن الداخلي اللبناني وعرقلة مسار إقرار التفاهم بين الأحزاب والتيارات السياسية ووضع العقبات أمام العملية الديمقراطية في انتخاب الرئيس اللبناني».
وإذ أشار إلى الخطة الرباعية التي قدمتها الجمهورية الإسلامية لإنهاء الأزمة في سورية، رأى شمخاني «أنّ إطلاق الحوار الداخلي لتخطي الأزمة الحالية وإعادة الأمن باجتثاث الإرهاب في سورية، سيفضيان إلى إنهاء إراقة الدماء والحرب في سورية، فضلاً عن أنّ ذلك يعتبر إجراء حيوياً في سياق تعزيز الأمن على الحدود اللبنانية».
وأكد باسيل، بدوره، ضرورة «تولي أصدقاء لبنان دوراً فاعلاً لإيجاد التفاهم السياسي بين الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة في لبنان لإنهاء عدم الاستقرار الناتج من عدم انتخاب الرئيس اللبناني»، لافتاً إلى «أنّ مضي أكثر من 500 يوم علي استمرار شغور مقعد الرئاسة اللبنانية قد ألحق أضراراً كبيرة بالمجتمع اللبناني».
وناقش باسيل مع وزير الصناعة والتجارة والمناجم الإيراني محمد رضا نعمت زاده، أفكاراً عدة في موضوع تنمية علاقات التعاون في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار بين البلدين، لا سيما بعد فك الحصار عن إيران.
وأكد نعمة زادة أنّ بلاده «ستفتح أبواباً عدة أمام المستثمرين اللبنانيين، لا سيما بعد اختيار إيران كإحدى المواقع الآمنة في عملية الاستثما»، مشيراً إلى «أنّ بلاده تشجع القطاع الخاص على الاستثمار بدعم من الدولتين الإيرانية واللبنانية».