السوريون في لبنان: شكراً روسيا

نظم فرع لبنان للاتحاد الوطني لطلبة سورية والجالية السورية في لبنان وقفة شكر وتقدير أمام سفارة جمهورية روسيا الاتحادية في بيروت، شارك فيها رئيس رابطة العمال السوريين مصطفى منصور، وممثلين عن المنظمات الشبابية والطلابية اللبنانية وممثلين عن الأحزاب الوطنية والقومية وعدد كبير من الطلبة السوريين في لبنان وحشد من أبناء الجالية السورية.

وألقى رئيس فرع لبنان للاتحاد الوطني سورية في لبنان أحمد عبد السلام مرعي كلمة قال فيها: «أربع سنوات ولا تزال الحرب على سورية تستهدف أمننا واستقرارنا ومواقفنا وقرارنا وسيادتنا. أربع سنوات ولا تزال روسيا إلى جانب شعبنا السوري ضدّ المخطط القديم الجديد الذي يحاول أن ينال من سورية، سورية التي قدمت وتقدم التضحيات دفاعاً عن العالم بأسره، ودفاعاً عن المبادئ الإنسانية التي انتهكتها عصابات جاءت من أصقاع الأرض، لتعيث قتلاً وتدميراً وخراباً، مدعومةً من الغرب وبعض الدول العربية».

وأضاف: «هذا الغرب الذي لطالما حاول أن يدمر سورية التي تحمل مشروعاً قومياً استقلالياً وداعماً لكلّ حركات المقاومة في المنطقة ضدّ العدو الصهيوني الذي يحتلّ فلسطين والجولان وأجزاء من لبنان».

وقال مرعي: «جئنا اليوم لنقول شكراً روسيا، شكراً للرئيس القيصر فلاديمير بوتين لدعمه اللامحدود لسورية لمحاربة قوى الهيمنة والاستبداد وأدواتها في المنطقة المتمثلة بداعش والنصرة وما شابه ذلك من عصابات ومرتزقة».

وأكد «أنّ الدعم الروسي لسورية جاء ليؤكد أنّ زمن سيطرة القطب الواحد قد انتهى، وبدأ عصر التعددية الدولية، فأميركا لم تعد هي الدولة العظمى، بل تغيرت الموازين الدولية وأصبحت هناك دول تستطيع كسر هيمنة الولايات المتحدة الأميركية وإجبارها على تغيير سياستها في المنطقة والعالم، كما جاء هذا الدعم ليعزز دور الدولة السورية، بمؤسساتها الشرعية المستمدة من صمود الشعب في وجه جميع المؤامرات الخارجية والداخلية».

وأشار إلى «أنّ الدخول الروسي المباشر إلى جانب الجيش العربي السوري على أرض المعركة قد أسقط الكثير من الأقنعة في المنطقة، فهذا التدخل قد كشف زيف ما يسمى بالتحالف الغربي ضدّ الإرهاب، وكشف، في الوقت عينه، عن أولويات بعض الدول، وكذلك بعض الجماعات التي تداعت في الأمس القريب أمام السفارة الروسية لتنظيم وقفة احتجاج على وقوف روسيا إلى جانب الجيش السوري في محاربة الإرهاب، في حين أنّ هذه الجماعات تتجاهل جرائم العدو الصهيوني في فلسطين وما أحدثته هذه الجرائم من حمام دم في حقّ الشعب الفلسطيني».

ووجه مرعي التحية لروسيا قيادة وشعباً، «تحية ملؤها التقدير والترحيب بقتال عدو مشترك بات يهدّد العالم أجمع».

وتوجه إلى الجيش السوري قائلاً: «لأبناء جيشنا البطل ألف تحية، أيها الناطقون بكرامة الأمة، أيها القابضون على السلاح بعشق الوريد. ما نحن إلا من صدى شجاعتكم. أيها الناطقون بكرامة الوطن، اضربوا، حطموا جدار الموت، فبيننا وبين الموتِ حكاية طويلة، فكم من مرة عانقناهُ متى كان الموت طريقنا إلى الحياة. النار بالنار والحديد لا يسحقه إلا الحديد.

أيها الأبطال، يا نسغ كبريائنا المشرق، يا طلائع فجر سورية الجديدة.

نسورها أنتم، نسوراً قد لبت استغاثة أمة.

عشاق قممٍ أنتم، تأبى ثقافة عيش العبيد.

يا أمة قد رفع الله حدودها من خصائله.

بحارٌ، صحارى وجبال لم تنحن يوماً للتهديد والوعيد، فأذلت بكبريائها دولاً، فيا لذلكم أيها الحضيض.

يا نسور متن الجو ملعبها… جبينها بجبين الشمس يلتحمُ… تهوى العلا، تتحدى في تمردها درب النجوم وللأخطارِ تبتسمُ، تهوى الحياة، لكن لا ترى أبداً كوقفة العز فيها العمر يختتمُ.

تحية لكم من طلبة سورية، وإننا نعاهدكم بأن نبقى على مستوى تضحياتكم وتضحيات وآلام شعبنا، و لن نهدأ ولن نستكين، وسوف يبقى شعبنا السوري رافعاً راية النصر عالياً في حلب وحمص ودير الزور، وحماه واللاذقية وطرطوس وفي الجولان وعلى امتداد أراضينا السورية».

ثم ألقى منصور كلمة قال فيها: «جئنا اليوم لنقول شكراً روسيا، ولنعلن أنّ زمن البترودولار وشراء الذمم وتقاسم المصالح بين أنظمة تتداعى قد ولى إلى غير رجعة».

وتوجه إلى الدول العربية قائلاً: «أما المستعربون الذين دنسوا العروبة وشرفها نقول لهم ستظل دمشق قلب العروبة النابض ومن هذا القلب سينطلق المارد العربي من جديد يعيد للعروبة حقَّها وألقها والقدس شاهدة وشهيدة، وفلسطين ستظلّ بوصلة قلب دمشق النابض».

وختم منصور: «شكراً روسيا وأهلاً في أرض الحرية من كلّ وباء للإرهاب. هنا دمشق من موسكو ومن موسكو من دمشق والنصر حليف المناضلين».

كما ألقى ممثل المنظمات الشبابية والطلابية زياد الأمين كلمة قال فيها: «نحن على يقين بأنّ النصر سيكون حليف سورية وروسيا وكلّ المقاومين في وطننا العربي، وأنّ الأنظمة المتآمرة ستمنى بالهزيمة، وأنّ حربها الإرهابية سترتدّ عليها وستدفع ثمن تآمرها ورهانتها الفاشلة على إسقاط الدولة الوطنية السورية».

وتوجه بالتحية إلى «الرئيس بوتين ولشعب روسيا الصديق والتحية لجيش روسيا وسلاحه الجوي، الذي ينصر ويدعم الجيش السوري، وللمقاومين في الميدان في حربهم للقضاء على الإرهابيين التكفيريين».

كما جدّد العهد لدماء الشهداء: «النصر لنا والخزي والعار للخونة ولقوى الاستعمار والدول التابعة لها».

وفي نهاية الوقفة، قدم فرع لبنان لاتحاد الطلبة والجالية السوريين برقية شكر لروسيا تسلمها ممثل السفير الروسي في لبنان.

وجاء في المذكرة: «إنّ طلبة سورية في لبنان والجالية السورية إذ يقدرون دور جمهورية روسيا الاتحادية الداعم للجمهورية العربية السورية في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها منذ أربع سنوات، ووقوفها إلى جانب وطننا على الصعيد القانوني، يؤكدون صحة الخطوة الاستراتيجية التي اتخذتها روسيا بقيادة السيد الرئيس فلاديمير بوتين لمواجهة الإرهاب العالمي الذي بات يهدّد جميع الدول.

وهم يقدمون لها بالغ الشكر والامتنان على هذه الخطوة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى