يونس الكجك يكرّم قامات لبنانيّة بلوحات تكعيبيّة
«البناء»
لأنّه يحب لبنان، أحبّ الفنان التشكيليّ المغترب يونس الكجك أن يكرِّم تكريماً من نوعا خاص، أهم الشخصيات الفنية والاجتماعية والإعلامية اللبنانية، التي كان لها الدور الهام في إثراء الفنّ اللبناني بالإبداعات، وذلك من خلال معرضه «إيقاعات تكعيبيّة»، الذي افتتحه مساء الخميس الماضي في قصر الأونيسكو برعاية وزارة الثقافة. فرسم على لوحات تشبه الطوابع البريدية، مبدعين من لبنان ومنهم: زكي ناصيف، وديع الصافي، فيروز، صباح، سلوى القطريب، سميرة توفيق، خضر علاء الدين شوشو ، رياض شرارة، ، صلاح تيزاني أبو سليم ، زياد الرحباني، أنسي الحاج، جورجيت صايغ، إميلي نصر الله، فريال كريم، هند أبي اللمع، سميرة توفيق، ماجدة الرومي و مارسيل خليفة.
حضر حفل الافتتاح لفيف من الشخصيات الفنية والاجتماعية وأهل الإعلام والصحافة، تقدّمهم العميد الطيار عساف ابراهيم ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورئيسة «ديوان أهل القلم» الدكتورة سلوى الخليل الأمين، عملاق التمثيل اللبناني صلاح تيزاني أبو سليم ، عائلة الإعلامي الراحل رياض شرارة، كلودا عقل ابنة أخت الشحرورة صباح ، ناهي لحود زوج المطربة الراحلة سلوى القطريب ، لينا رضوان ابنة أخت سمراء البادية الفنانة القديرة سميرة توفيق ، وعائلة الممثلة الراحلة هند أبي اللمع.
تخلّل المعرض عزف موسيقيّ من الثلاثيّ المبدع طارق بشاشة، أشرف الشولي وعبد جطل، ما أضفى جمالاً سمعياً تناغم مع اللوحات اللونية. فيما قدّمت لحفل الافتتاح الزميلة في «البناء» لمى نوّام، بكلمة قالت فيها: «إذا كانت الدولة في لبنان غير مهتمة بتكريم عظمائها من أهل الإبداع، فإن الفنان يونس الكجك يقوم في هذا المعرض بعمل جليل، إذ يكرّم رموزاً من لبنان، معتمداً رمزية الطابع البريديّ، ومستخدماً أسلوب التكعيب الذي يبتعد عن التصوير التقليدي، طامحاً نحو كمال الشكل وتجسيد أبعاده وبنائه بهندسة خطية بليغة ومعبّرة. تمثّل المعارض في حياة الفنان التشكيليّ شذرات من الألماس والياقوت، كلّها تأسر القلوب والعقول والعيون لما تحتويه من ألوان هادفة وموضوعات يحتاج العقل لأن يحاكيها، فتخرج هذه المعارض مثل أولاده، إن أحبّ أحدهم فإنّه في حبّ وحنين للآخرين».
وقالت: «قصر الأونيسكو الذي لطالما تزيّنت قاعاته وأروقته بأبهى عطاءات الفنانين والأدباء والمثقفين الذين أحبّوا أن يكون هذا القصر شاهداً على إبداعاتهم ونتاجاتهم، نجده يزهو بلوحات الفنان اللبناني المغترب وسط حضوركم البهيّ، وبعدما حرص المحتفى به على نقل عطره الفنّي الرائع من عاصمة الجمال والفن والعطور الشذّية باريس، إلى عاصمة الحبّ والجمال والأم الرؤوم بيروت، ليجسّد بحقّ العشق الأزلي عند جميع اللبنانيين تجاه بلدهم الأمّ. هنا لا بد من الاشارة إلى أنّ ولوج الفنان التشكيلي يونس الكجك زوايا الفن التكعيبي، فإنه بلا شك دلالة واضحة على إتقانه إيماءات هذا الفنّ وترميزاته، الذي يضع المشاهد في دوامة الاستفسارات والتفكيرعن محتوى ودلالات اللوحة الفنية».
ويعتبر المعرض الفردي السابع للفنان التشكيليّ يونس الكجك معرضاً تكعيبيّاً بامتياز، فنادراً ما نرى فناناً تشكيلياً ينفرد في الأسلوب والعدد، خصوصاً أنّ الأحجام تعتبر كبيرة نوعاً ما، علماً أن التقنيات التي استعملها في هذا المعرض هي الطريقة الزيتية والمائية، إذ احتوى المعرض خمسين لوحة زيتية وعشرين لوحة مائية.
وفوجئ الحضور بفكرة الطوابع البريدية، خصوصاً أنها لمشاهير من لبنان، من ممثلين وفنانين وإعلاميين. حتى أنّ ذوي المكرّمين وجدوها مميّزة كمبادرة فردية من الكجك، وغنيّة بالعطاء والمحبة في تكريم هؤلاء العمالقة.
تنتمي اللوحات الزيتية إلى المدرسة التكعيبية التي تعتبر شبه معدومة في العالم العربي ولبنان. وهذه المجموعة دأب الكجك على تحضيرها منذ أربع سنوات تقريباً، وتنوّعت بين الورود والزهريات والأدوات والقطع الموسيقية والطبيعة الصامتة. كما عمل على إظهار المرأة في بعض الحالات اللونية غنية في اتجاهات الخطوط والتيارات اللونية. لذلك، اعتبر التكعيبية التي استعملها درباً جديداً في المدرسة اللبنانية للفنون.
ولدت فكرة الطوابع البريدية ونُفّذت منذ سنتين ونصف السنة، عندما كان الفنان بصدد إرسال رسالة بريد في فرنسا، فاقترحت عليه عاملة المكتب طوابع للمشاهير. وهكذا، قرّر تنفيذ الفكرة على الطريقة اللبنانية، على رغم ضيق وقته في تحضير المعرض منذ شهر.
واعتبرت كلودا عقل، أنّ فكرة الفنان الكجك جميلة، وقالت: «كلّ شخص يتذكر صباح بطريقته، وهذا دليل على أنها ما زالت موجودة بيننا وفي أذهان الناس».
أما الممثل صلاح تيزاني، فاعتبر هذا الحدث التفاتة جميلة من الفنان التشكيلي. وقالت لينا رضوان: «حضرت لاستلام صورة خالتي سميرة توفيق، إنها فكرة جميلة، واعتبر هذه البادرة تكريماً للكبار ممّن رحلوا وممن لا يزالون على قيد الحياة من الفنانين».
وشكر غدي رياض شرارة الفنان الكجك، وعبّر عن سعادته بهذا الحدث قائلاً: «جميل أن نجد فناناً يعيش في الخارج منذ عشرين سنة، ويفكر بعمالقة لبنان ممّن رحلوا أو لا يزالون بيننا».